المقالات

الخروج من البند السابع.. الطريق الى عراق مستقل


عباس المرياني

منذ قرار مجس الأمن الدولي رقم 678 عام 1990 والذي سمح باستخدام القوة لإخراج العراق (كدولة معتدية ) من الكويت وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثاني من أب من نفس العام. استخدم ذلك القرار ليس لدفع صدام للخروج من الكويت وتدمير قوته العسكرية بل استخدم كمقدمة لسلب إرادة العراق الوطنية واحتلاله وسلب سيادته وجعله خاضعا لإرادة دول تحركها مصالحها في توجيه دفته دون خجل أو حياء.ووفق منظور التدرج العسير لولادة الدولة العراقية الجديدة بعد سقوط نظام صدام حسين وما رافقها من أخطاء مقصودة وغير مقصودة جعل من الصعب على الحكومات السابقة التفكير بمديات أوسع لمستقبل العراق وخاصة وان كما هائلا من المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية والعربية والدولية أرهق تفكيرها وجعلها تدور ضمن دائرة ضعيفة من المعالجات السطحية لهذه الهموم والمشاكل.ولكي يستطيع العراق الخروج من البند السابع فانه يتوجب عليه إقناع (15) دولة من ضمنها الدول دائمة العضوية مع الاطمئنان الى عدم استخدام اي دولة لسطوتها على العراق على اعتبار أنها لن تفلت الأمور من يدها بهذه البساطة دون ان تستبدلها بمسكة اقوى.ويبدو ان الفرصة سانحة في الوقت الراهن لمحاولة العراق الخروج من البند السابع ومغادرة الوصاية الدولية واكمال السيادة الوطنية بعد ان قطع شوطا طويلا في مهمة اقناع الاطراف ذات العلاقة وبعد النوايا الطيبة التي اظهرها العراق في تعامله مع محيطه العربي والاقليمي والدولي.وللتاريخ والانصاف لا بد من استذكار مواقف الراحل عزيز العراق بهذا الشأن باعتباره اول من عمل بجد واجتهاد على اخراج العراق من طائلة البند السابع خاصة في زيارته الى واشنطن عام 2007 والتي اطلق عليها زيارة السيادة والاستقلال رغم الاصوات النشاز التي انطلقت من هنا وهناك للتشكيك في نوايا السيد عبد العزيز الحكيم(رحمه الله) والتي لم تثنيه عن المضي قدما في سبيل تحقيق كامل السيادة والاستقلال وتخليص العراق من الارتهان للارادة الدولية والاجنبية.وحتى يتمكن العراق من قطع كامل المسافة والوصول الى الاستقلال الوطني الكامل والخروج من كل القيود التي تكبله يحتاج الى اقناع جميع الدول والاطراف التي تضررت من سياسات النظام البعثي المقبور وخاصة الشقيقة الكويت لانها الدولة الاكثر تمسكا بالابقاء على استمرار الوصاية الدولية من اجل الحصول على التعويضات وهنا لا بد من تطمين دولة الكويت ومد جسور الثقة وردم الهوة وحل الملفات العالقة بالاضافة الى استثمار العلاقة الطيبة التي تربط بعض القيادات الوطنية العراقية مع دولة الكويت والدول الاخرى في تعزيز هذه الثقة وتقويتها وهنا يمكن اعتبار مواقف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم المقربة رصيد اضافي لغلق الملفات العالقة وانهاء المشكلة والى الابد،كما انه لا بد من التاكيد على دور الدبلوماسية العراقية في المحافظة على ثروات العراق وامواله المودعة في البنوك والمصارف الاجنبية وعدم المساس بها بحجة تسديد الديون او دفع تعويضات لهذه الدولة وتلك المجموعة لان ما تم سلبه من اموال العراق المودعه في المصارف الدولية بسبب الوصاية الدولية وصل الى مليارات الدولارات وهي مبالغ كبيرة وطائلة.علينا ان نتعلم من دروس الماضي القريب ونتوقف عن العنتريات الفارغة وان نتوجه لبناء العراق وخدمة ابنائه وهذه الخدمة لا تتحق بتهديد هذا واستعداء ذاك ثم ان علينا ان نتحرر اولا قبل ان نفكر بالتجاوز او تهديد الاخرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو رضا
2012-11-15
لاحظ وراجع اي مبادرة واي تحرك من قبل السيد الحكيم رحمه الله ونجله تحارب وتهمل مثلا الاقاليم واللجان الشعبية لحماية مناطقهم والقائمة الواحدة واجتثاث البعث والخروج من البند السابع والبصرة العاصمة الاقتصادية والعمارة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة وغيرها.........لماذا؟ انتبهوا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك