المقالات

الوساخة من الإيمان


حمودي جمال الدين

معاذ الله ماقصدت التحريف أو الطعن بالحديث القدسي( النظافة من الإيمان ) ان كان صحيحا أو ضعيفا, لكنني أرى ان سادتنا من المسئولين المُكثرين وبإفراط من الوضوء والحوقلة ,الراكعون الساجدون المسبحون بحمده آناء الليل واطراف النهار, والحافظون القرآن والحديث عن ظهر قلب, والسريعي البديهية بالاجابه والتنطع بأحد آيات الله وأحاديث نبيه الكريم ,فيما يخص الطهارة والنظافة والتي أكدت وبأكثر من ثلاثين آية في متن القران وكلها توصي بالنظافة والطهارة ,والآلاف من الروايات والأحاديث التي تحث المسلمين بالتطهر والتزين, وتنظيف اللابس والطرقات, والتدخل في خصوصيات المسلم وهندامه ,وتدعوه إلى تجميل نفسه وتطَيبه وغسيله.فليس ثمة دين أو عقيدة كعقيدة الإسلام وتعاليمه,كرست اهتمامها بهذا الشأن وعالجته ,وأمرت معتقديها واتباعها, بالتمسك بآداب النظافة والطهارة.لكن اين مسؤلينا من تعاليم ووصايا دينهم وسلوكيات نبيهم وأئمتهم ؟؟؟فلماذا استبدلوا هذا الحديث الروحاني الإيماني (النظافة من الإيمان) بشعارهم الجديد الذي يرفعونه اليوم( الوساخة من الإيمان) ؟؟؟أليس فيه معصية وجحودا ونكران لدينهم ومعتقدهم ؟؟؟فأين هم من إيمانهم وادعائهم في التدين والتعبد لله والطاعة لرسوله؟؟؟ .فلماذا تتوج قصباتنا ومدننا ومداخلها بهذا الشعار المُحبَط البائس الذي تجد مصداقيته على واقع الحال التي عليها هذه المدن؟؟حيث تكتظ شوارعها وساحاتها وأزقتها وطرقاتها بالمزابل والنفايات والاتربه والأنقاض والروائح التي تغطي أجوائها و تنعش أنفاسها بما يزكم النفوس عفونة وجيفا ونتانة .وإلا ماذا يعني ان تحصل عاصمة العراق الشامخ العظيم على المرتبة الثالثة في التسلسل الدولي لعواصم العالم وساخة واحتواء على النفايات وثامن مدينة في العالم في التلوث البيئي ( وهو ما أوردته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي لهذا العام) مما حدى بالكثير من أبناء المحافظات استياء وستتهجانا لهذه النتيجة المخزية والمهينة ليرفعوا شعارات تؤطر وجه مدنهم.منها (لانظافه ولا امان في ظل الحكومه والبرلمان) ,(بارك الله بالحكومة والبرلمان العراق أوسخ الأوطان),و( بلد الخيرات والمليارات تملؤه الأوساخ والنفايات) وغيرها الكثير.هذه ألمرتبه التي حصل عليها العراق بجدارة نظافته, ليس غريبا عليه,, فهي تأتي امتدادا لسابقاتها من المراتب والدرجات العليا في مقاييس وجداول هيئة الأمم المتحدة أو هيئة الشفافية الدولية حيث تفََوَق العراق بتكليله بالدرجة الثالثة في سلم الفساد الإداري والمالي. طبعا لم تتأتى هذه النتائج الباهرة في الاختراقات الدولية ومقاييسها من فراغ ,لكنها نتجت بفعل الإخلاص والجهد والمثابرة والتفاني وطول باع أيادي مسئولينا وتفتق أذهانهم وكوادرهم المختصة في التمادي والتلاعب بامول العراق وثرواته وانشغالهم في التخاصم والاحتراب على المناصب والكراسي,, إرضاء لشهواتهم وطموحاتهم الشخصية هاملين متناسين شعبهم تغمره الأوساخ والاتربه,, مطمورا تحت النفايات والأنقاض, يبحث بين ثناياها عن المليارات التي أهدرت كل هذه السنين تحت عبث واستهتار وسرقة قياديه وساسته الذين انتخبهم وائتمنهم على خيراته وثرواته فخيبوا آماله وتطلعاته وما يصبوا إليه في البناء والأعمار وتقديم المنافع والخدمات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين الموسوي
2012-11-09
هذا ماارادته الصهيونيه ولامريكان واعداء العراق والعراقين توسيخ كل شئ واولئه المواطن العراقي الذي اصبح لايعرف الي يظره من الي ينفعه والذي فرض علينا هولاء السياسين الفاسدين اصحاب المصالح الخاصه والراكضين خلف المناصب والكراسي ليسرقو وينهبو قوت الشعب المسكين الذي اصبح لاحوله ولاقوه له سوى الله جل جلاله لن ولم تذهب حوبة كل فقير عراقي سدى خافو الله ياسياسين في ما تفعلوه وخافو التاريخ وغضب الشعب اذا ثار الم يكن ماحدث للقذافي وغيره عبره لكم ياظلمه خافو الحساب في الدنيا ولاخره يافادة الفساد .
امجد الياسري
2012-11-09
عزيزي الكاتب حفظك الله تعالى ايها العراقي الشريف الذي يهمك حال العراق اسالك بالله عليك هو بقى شئ في العراق نظيف لقد توسخ كل شئ واوله السياسين والقاده ولاحزاب وحتى قسم الاكبر من رجال الدين ت لوث كل شئ الانسان العراقي والماء والهواء وحتى الدواء وتغير كل شئ فينا واصبحنا نخجل نقول احنا عراقين في الخارج فاين نحن من مايحدث الم تهز حادثة اغتصاب الطفله وقتلها في البصره العالم باسره من قبل رجل امن والحكومه صامته اي نظافه تتحدث عنها فنبدء بنظافة انفسنا وعقولنا اولا ولنتخلص من هذا الوضع المخزي وبعدها ننظف.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك