المقالات

بين دارفور والدسيم مسافة قيمتها عشرة ملايين دولار


هادي ندا المالكي

الدسيم حي شعبي يقع في اطراف بغداد من جهة الجنوب الشرقي ظهر بعد عام 2003 بسبب فسحة الحرية وغياب رقابة الدولة وسلطتها وعدم وجود سكن بديل وارتفاع بدل الايجار.....يسكن هذا الحي قوم ينتمون الى العراق قلبا وقالبا..يتكلمون العراقية ووجوههم واشكالهم عراقية وأصولهم عراقية وجنسياتهم تقول انهم ولدوا في العراق ..ربما في ميسان او ذي قار او البصرة او في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية ..جميع العوائل التي تسكن في الدسيم من العوائل الفقيرة والمعدمة ومن عوائل الشهداء وضحايا العمليات الارهابية التي لم تلتفت اليهم الدولة ولم يشرع مجلس النواب القوانين التي تضمن حقوقهم.والدسيم لم تخضع الى التخطيط العمراني ولم تدخل ضمن اطار المناطق المشمولة بالاعمار او الداخلة في خطة المحافظة لهذا العام بما يتعلق بتبليط الشوارع او مد شبكات المجاري او الصرف الصحي وهي غير مشمولة بايصال الماء الصالح للشرب او توفير الطاقة الكهربائية ولم تدخل حتى في خطة صبغ الارصفة لعدم وجود ارصفة فيها،كما ان الاراضي التي يسكنها الاهالي والتي تتراوح مساحة الدار الواحدة بين خمسين الى سبعين متر هي من صنف اراضي "الحواسم" او ممن تكفلت احدى الجهات السياسية بتوزيعها على المعدمين والفقراء وزاد عليها اصحاب مكاتب العقارات الجشعين قليلا ببيع الاراضي التي يتم وضع اليد عليها بمبالغ محترمة.والدسيم اوجدتها الظروف المعاشية القاسية وغياب دور الحكومة والجهات المختصة وضعفها في معالجة ازمة السكن والبطالة وكذلك ساهمت العمليات الارهابية في ظهور هذا الحي وقد لا تختلف الدسيم عن دار فور السودانية كثيرا والتي اوجدتها العوامل الاقتصادية والارهاب وسوء ادارة الدولة.وليس معيبا ان تساهم الحكومة العراقية في دعم الدول العربية التي تستحق الدعم والرعاية ومن باب الاتفاقيات والتكاتف والشعور بالمسؤولية ،لكن المعيب ان تهتم الحكومة العراقية بمشاكل الدول الاخرى وتتناسى او تتجاهل مشاكل شعبها والتي قد تكون اسوء من مشاكل الشعوب العربية بصورة عامة ودار فور بصورة خاصة .لن يقف احد بوجه الحكومة في التبرع والتصدق على الاخرين لكن ليس بالطريقة التي كان صدام يقوم بها في وقت كان الحصار ينهش جسد المواطن العراقي وكان الاجدر بالحكومة المنتخبة ان توفر احتياجات الشعب العراقي وسد نقصه وتوفر الخدمات والوظائف والسكن اللائق لكل مواطن عراقي بعدها لن يكون بمقدور اي شخص ان يمنع الحكومة من القيام بتوزيع المنح والهبات والعطايا.ليس صحيحا او لائقا وليس من باب الكرم والجود بشي ان يقوم رب الدار بتبذير الاموال هنا وهناك في وقت يعاني الابناء من التشرد والحرمان وسوء الحال،ومتى قامت الجامعة العربية بتقديم الدعم للشعب العراقي والمساهمة في فك ديونه في ازمته التي عاشها بمفرده ..بل على العكس لا زال الشعب العراقي يتذكر كيف ان الدول العربية الاعضاء في الجامعة العربية رفضوا اطفاء الديون عن العراق الشيعي بينما اطفأت الصين وايطاليا وفرنسا ودول كثيرة اخرى ديونها دون ان تلتفت الى هوية الحكومة العراقية.نرفض سيادة رئيس مجلس الوزراء ان نكون جوقة اغبياء في حفلة ساخرة ترفع الستارة فيها للفرجة والضحك على شعب ابي لم يدفع الجمهور ثمن تذاكر الدخول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جبار المرشدي
2012-11-10
احسنت كاتب المقال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك