المقالات

محافظة الديوانية جوهرة برائحة العنبر


حيدر عباس النداوي

محافظة الديوانية من محافظات الفرات الاوسط تتميز بخصائص وسمات قد لا تجد لها مثيلا في معظم محافظات العراق الاخرى الا ان هذه المحافظة بكل سماتها وخصائصها لم تلق من الدعم والرعاية ما يظهر مكنون حسنها وجماله لابنائها وبقيت تعاني من الاهمال والتخلف مثلها مثل جاراتها من محافظات الجنوب والفرات الاوسط ولم تلق من الدعم الذي تستحق ويجعلها تنفض عنها غبار الفقر والحرمان حتى بعد سنوات التغيير التي لم تمنح هذه المحافظات استحقاقها وتدفع عنها ضريبة التخلف والتهميش الذي عانت منه طيلة عقود طويلة.ورغم ان الظروف السائدة اليوم هي ليست نفس الظروف التي كانت قبل اربع او خمس سنوات لانه في تلك السنوات كانت المحافظة ساحة للصراع والانفلات الامني ومع ذلك فان القائمين عليها قدموا لها ما يستطيعون وتمكنوا من اعادة الامن وفرض هيبة الدولة لها الا انه في السنوات الاخيرة التي اعقبت تلك السنين عجز المسؤولين في المحافظة من تقديم اي شيء يستحق الذكر رغم استتباب الوضع الامني ورغم توفر فرص الاستثمار بسبب سوء الادارة وعدم وجود خطط حقيقية لاعادة الاعمار وبناء التنمية المستدامة وبسبب استشراء الفساد المالي والاداري.ويمكن لمحافظة الديوانية ان تنهض بذاتها بسرعة فائقة لوجود مميزات تمكنها من تحقيق تقدمها دون الاعتماد على المركز بصورة كبيرة خاصة ما يتعلق بانعاش القطاع الصناعي والقطاع الزراعي واعادة تاهيل الثروة الحيوانية والاستفادة من المسطحات المائية والاهوار واستغلال الثروات الطبيعية المخزونة في ارض المحافظة مثل النفط والغاز وتفعيل مصانع التكرير وما الى ذلك،فتشغيل معمل الاطارات واستثمار جميع الاراضي الصالحة للزراعة بعد تقديم الدعم للفلاحين وتوفير المياه من اجل ان تحلق المشخاب برائحة عنبرها والتوسع في تربية الحيوانات من ابقار واغنام وماعز والاهتمام بتربية الجمال وربط المحافظة بشبكة اتصالات حديثة كلها مقدمات لخدمة المحافظة وابنائها وانعاشها من اجل ان تاخذ مكانتها الطبيعية وتساهم في دعم الناتج القومي.ان بقاء محافظاتنا العزيزية تعاني الاهمال والتهميش رغم الامكانيات المالية الهائلة والميزانيات الانفجارية امر يدعو الى الحزن والشفقة في ان واحد لان هذا الاهمال مقصود ومرده الاساس يعود الى سوء الادارة وسوء استغلال المال العام وعدم وجود تخطيط استراتيجي ينظم عمل مؤسسات المحافظة وينهض باعبائها ويزيح عنها غبار سنوات الفاقة والفقر.انه من المحزن ان يشد ابناء محافظة الديوانية الرحال الى العاصمة او الى المحافظات الشمالية حصرا بحثا عن مصادر الرزق حتى وان كانت معجونة بماء الذل والمهانة التي يتلقونها في عملهم في هذه المحافظات في وقت يتوجب على الحكومة المركزية والمحلية البحث عن اليات جديدة لتوفير فرص عمل لابناء المحافظة وتجنيبهم ذل الغربة والسؤال ومعانات البحث عن العمل في المحافظات الاخرى خاصة وان الظروف مهيئة للجهات الحكومية لتوفير الاف فرص العمل لو انها استثمرت خصائص المحافظة وتخلت عن فسادها وغبائها وسكونها.ان محافظة الديوانية وغيرها من المحافظات الجنوبية ليست بحاجة الى الاموال والرجال بقدر احتياجها الى العقول النيرة والجيوب النقية والايادي البيضاء لاستثمار مواردها الطبيعية والصناعية على اكمل وجه وهذه العقول متوفرة لو ان المواطن احسن الاختيار ،لان حسن الاختيار سيؤدي الى حدوث ثورة في كل المَواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك