المقالات

رسالة اعتذار إلى حزب البعث وأزلامه الأمنيين


حمودي جمال الدين

عندما تعمد الحكومة الحالية إلى نفض ومسح غبار ما علق بأذيال قادتها الآمنين من بقايا رمم و أشلاء قتلانا. وتمعن بتسويقهم إعلاميا بغية تبيض وجوههم الكالحة المرعبة التي كانت تدخل الخوف والرهبة في قلوبنا .في محاولة بائسة منها لغسل أياديهم الغارقة وليس الملطخة بدماء أبناء شعبنا,.قاصدة تطهيرهم من الجريمة والإثم والرذيلة وكل الأدران الملتصقة بأبدانهم من رجس وتنكيل بحق هذا الشعب المغلوب على أمره والمغلول في إرادته وشخصيته, بساسة وحكومة همها تكميم أفواهه وتكبيل أياديه ومحق لكل آماله وتطلعاته .فهي ألان تضعه مكرها وجه لوجه امام أمر واقع لا نكوص أو تراجع ولا خيار أخر في نظرها دونه لتقول له بفمها المليان بالتحدي والشموخ (( ياايها الشعب المستضام والمنتهك تعال وقدم ولاء الطاعة وقبول المغفرة لقادتك وحماة أمنك واستقرارك الجدد واسجد على ركبتيك لتقبيل أياديهم النظيفة والبريئة من كل الاتهامات والتلفيات المفبركة بحقهم )).إلا يعني ان الحكومة وإعلامها الموجه يسيران جنبا إلى جنب من اجل إرغام هذا الشعب لتقديم الاعتذار العلني للبعثتين وقادتهم الأمنين السابقين وتصويرنا بأننا كنا على خطئ ونحن من اقترف الإساءة بحقهم .هذا هو الفعل الذي تريده حكومتنا المبجلة لغرض تمرير مطالبها والرضوخ لمشيئتها وبما تقتضيه مصلحتها في إدامة وحماية أمنها وهيمنتها وتسلطها وليس للشعب في منظورها وتفكيرها أي اعتبار و قرب وتماس لما ترتئيه وتفرضه , ولتذهب عواطف وقلوب هذا الشعب المنكوب إلى الجحيم .ولكنني أجد نفسي مرتبكا حائرا خائرا يتلعثم لساني ويغص فمي بكلمة اعتذار.ولمن ياترى اعتذر لجلادي الأمس الذين أذاقونا خسفا وهوانا ومذلة ورعبا.؟؟؟ولا ادري أاعتذر عن والدي الذي أودعت جثمانه الشريف في تراب ألغربه يوم كانت ترف عيونه شاخصة متلهفة إلى تراب النجف وأديمها الطاهر, أم اعتذر عن جهاده وشعره وقلمه الذي وظفه طيلة حياته في مقارعة الظلم وكشف عورات الظالمين واذنابهم ومرتزقتهم ,فكانت كل قصائده التي تعج بها دواوينه نارا مستعرة تلهب اقدام الطغاة المتجبرين وتضاهي بقوتها وتحريضها كل المعارضات الصوريه لزعماء الخمسة نجوم.أم اعتذر عن شهداء أبناء عمومتي وأخوالي و أسرتي التي ملئت أصقاع الدنيا تشرذما وتشتتا في البحث والتقصي عن أوطان وملا ذات تؤويهم وعوائلهم هربا من بطش وجحيم أزلام النظام قادة الأمن وحامي نظامه الجديد.وانتم يااولادي وأحفادي وخاصتي الذين تركتكم في ديار ألغربه هائمين خائرين تعتلي وجوهكم الدهشة والاستغراب من تسرع والدكم وقراره المفاجئ بالعودة إلى أحضان وطنه في خضم الفوضى والهيجان لكي لا يفوت ألفرصه التي انتظرها طويلا وحتى يكحل عيونه بتباشير الفرح والسرور الغامر الذي يعم أبناء شعبه ويشاركهم باحتفالات البهجة وأعياد الخلاص من نظامهم المقبور, ومنذ تسع سنوات إلى اليوم نسيت فيها وجوهكم وأصواتكم ويكاد قلبي يحترق شوقا ولهفا لكم ولأولادكم .فماذا تسمون اعتذاري هذا هل هو ضعف أم تراجع أم ممالئه وانتم ما تعودتم من أبيكم مثل هذا الموقف المهزوم أم تعذروني كما تعذروا أبناء شعبكم الغارق بالوهم والتظليل والخداع من ان العراق وبسلامة حكومته وسياسيه الجدد لم ولن ينجب إلا هؤلاء القادة الأمنيين المصقولين والمهيئين من أيام قائد ضرورتهم بالعزيمة والحنكة والقدرة والتفاني من اجل استتباب الأمن وتقويم النظام وبسط سلطة ألدوله وهيبتها وانتم والعالم يسمع ويرى الخروق الامنيه على مدار الساعة والتي تنزف دما عبيطا من أوداج هذا الشعب المبتلى بمثل هؤلاء القادة وذراعهم الأمني المزيف.اما انتم ياابناء المقابر الجماعية وضحايا العنف الهمجي الوحشي والتي لازالت دمائكم لزجة نديه ولازال أديم ترابكم عصي على الجفاف وأشلائكم وجماجمكم المتناثرة تلوح و تصرخ بأعلى صوتها بطلب القصاص والثأر لكم من قاتليكم, ساترك قرار الاعتذار لكم فانتم أولى مني في تقرير مصيركم والاحتكام إلى عقولكم وضمائركم ولكني مجرد أردت التذكير.فهاهم سياسيونا وقادتنا ردوا إليكم الجميل عرفانا ووفاء لتضحياتكم وجهادكم , فأعادوا كل من كانت أياديه ملطخة بدمائكم إلى حضيرتهم وأعادوا الاعتبار إليهم ومكنوهم من الهيمنة بالكامل على مقاليد السلطة ومقدرات وثروات العراق فتبرجزوا وامتلأت جيوبهم وخزائنهم منعمين مرفهين تِسلط عليهم الفضائيات وإعلام الحكومة الموجه فيحكوا لنا بفخر واعتزاز عن بطولاتهم ونضالهم في كيفية التصدي والتأمر لقلب نظام صدامهم, والانكى من ذلك وتصديقا لريائهم وكذبهم ادعائهم الفارغ بالاشتراك في انتفاضة الشعب العراقي 91 والتعاون مع رموز المعارضة السابقة لقلب ذلك النظام.فأي استهتار واستهانة بعقول العراقيين الذين خبروا هؤلاء بفتكهم وتعذيبهم ووأد الآلاف من أبنائهم في انتفاضة آذار الخالد .فلماذا تساوي حكومتنا بين الجلاد وضحاياه ؟؟؟لكنها ربما تكون فبركة مصطنعه تختلقها نوايا خبيثة لئيمه من داخل أوساط الحكومة للالتفاف ومسخ كل المؤشرات والسلبيات التي تدين هؤلاء القادة عن خلفيتهم وانتمائهم ودرجاتهم الحزبية العالية ,فضلا عن الاتهامات الموجه للكثير منهم بضلوعهم ودرايتهم بأغلب عمليات الإجرام والقتل الإرهابي الذي يعاني منه عراق اليوم وشعبه الجريح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
alhamashi
2012-11-04
رحم الله كل الشهداء . الاخ العزيز كاتب المقال الامر الخطير الذي يقوم به القائمون على الملف الامني هو نقل صورة غير حقيقية عن الواقع الامني الصحيح الى القيادات الامنية العليا ولكون اغلب هؤلاء هم من ازلام النظام السابق ممن توغلوا الى الدوائر الامنية بطريقة او اخرى ( الاغلب هم دوائر الامن والمخابرات والامن الخاص ) وبعض منهم من الذين ليس لهم صلة بهذه الدوائر لامن قريب او بعيد ( دمج ) وتم حسابهم على هذه الدوائر .
الدكتور منوّر المظفّر
2012-11-04
رحم الله تعالى شاعرنا إذ قال: أيا دهر إن كنت عاديتنا أما قد صنعت بنا ما كفاكا? جعلت الشرار علينا خياراً ووليتنا بعد وجهٍ قفاكا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك