المقالات

كل ايام الله عيد


حميد الموسوي

ندري انك ستمر حزيناً رتيباً كما مر قبلك عيد رمضان وعيد الميلاد وعيد القيامة. ولولا القدسية التي حُملت بها مع نظرائك لكان الاهتمام بك لايتجاوز اهتمامنا بعيد الام وعيد الطفل وعيد الشجرة ومثيلاتها، مع ان مخاليق الله "الفايخين" ابتكروا ويبتكرون المزيد من الاعياد لينغمسوا في فرح وسرور وسعادة ونشوة على مدار السنة، اذ لم تعد الاعياد الدينية التقليدية والتراثية قادرة على استيعاب حاجتهم للفرح واشباع رغبتهم في الاستمتاع والمرح والتغيير والتغلب على متاعب ومنغصات العمل ورتابة الحياة اليومية وهمومها وفواجعها.كان اهلنا يطلقون عليك لقب العيد الكبير ويسمونك بـ"عيد الموتى" لانهم يصبحون بك عند مقابر اهلهم واسلافهم، ثم صاروا يقضون ايامك مناصفة بين المقابر وبين السجون، والسعيد فيهم من وجد حبيبه بين السجناء وتعيس من ظل يتنسم اخباره من المسجونين الذين يطيبون خاطره بكلمات عزاء ويعللونه بالآمال: عسى ان تجده في السجن الفلاني، وهم يعلمون علم اليقين ان شفلات عبد الله المؤمن قد سوت به الارض مع الوف امثاله في مقبرة جماعية مجهولة الحدود.ومع كل ما حُملوا به من أسى كنا نلح عليهم بطلب الملابس الجديدة للعيد وهم لايملكون قوت يومهم فيفرون من لجاجتنا قائلين ان هذا "عيد الموتى"، مسوفين بأن "كل ايام الله عيد"!.ومضوا قبل ان يشهدوا ايام المفخخات والاّ لاحتاجوا لعدد كبير من اعياد الموتى!. لاشك ان ابناءهم واحفادهم اقل تعلقا منهم بزيارة الموتى بعدما صار الموت امرا مألوفا وحدثا عابرا.استميحكم العذر ان اسهبت في الحديث عن الموت والمقابر توطئة للعيد فقد دفعني لذلك الطفل "جعفر" ذو الخمسة اعوام الذي رفض ارتداء بدلة العيد الاّ بعد ذبح ضحية العيد لاخيه الكبير الذي اغتالته يد الارهاب الغاشم قبل عامين، وحرضتني جارتنا "اسيل" ذات العشرين ربيعا التي فقدت حبيبها في التفجيرات الاخيرة بعد اسبوعين من زواجهما والتي اصرت على قضاء العيد عند قبر زوجها في وادي السلام.وبعد.... حج مبرور وذنب مغفور لمن حجوا لاول مرة!.وعيد سعيد للفائزين في الانتخابت المقبلة برلمانين وحكومين..وكل ايام الله عيد لمن فروا بالمليارات ولكل ابطال الفساد المالي والاداري ولاصحاب الرواتب المليارية. وصبر جميل لفقراء الوطن حتى يلاقوا ربهم نظيفي اليد والعرض والضمير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك