المقالات

العراق بلد ......... المجاملات السياسية


الحاج هادي العكيلي

بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية عام 2009 وسعي الكتل السياسية لتشكيل الحكومة من خلال اللقاءات والمشاورات بينها من اجل التوصل الى القرار النهائي ،ولكن الكتل السياسية لم تتوصل الى قرار نهائي بتشكيل الحكومة على مدى اكثر من ستة اشهر انتهت بصفقة اربيل المشؤمة بين كتلة دولة القانون والقائمة العراقية والتحالف الكردستاني ،وخلال تلك الفترة التقيت باحد النواب لاسئله عن سبب تاخر تشكيل الحكومة وفحوى ما يطرح في اللقاءات الجانبية بين الكتل السياسية والتي ازدحمت بها تلك اللقاءات المعلنة والسرية ،فقال لي بالحرف الواحد ( ان جميع اللقاءات والاجتماعات ماهي الا للمجاملة السياسية بعيدة كل البعد عن مايدور على الساحة السياسية ،وقد حضرت احد الاجتماعات التي تدور حول تشكيل الحكومة الجديدة لاجد الحاضرين يتناولون مواضيع بعيدة عن الحدث الذي مجتمعين لاجله ،فما كان مني الا ان اثير الموضوع واطرحه للمناقشة فزعل رئيس وفد الكتلة السياسية الضيف ونسحب من الاجتماع هو واعضاء الوفد ..فقلت له : انت جاي تجاملنا وتشرب قهوة وشاي ..لو جاي تناقشنا في امور تخص المواطن والوطن ..للخروج باراء ومقترحات تخدم العملية السياسية وتسرع من تشكيل الحكومة التي تاخر تشكليها اكثر من ستة اشهر .) وبالحقيقة ان اغلب اجتماعات الكتل السياسية العراقية هي للمجاملة السياسية وان لم تكن للمجاملة لحلت الازمة السياسية منذ زمن بعيدا واصبح البلد بعيدا عن المهاترات السياسية الاعلامية التي لاتجدي نفعا عدا تأزيم المواقف بين الكتل السياسية .فقد كانت الكتل السياسية تعول على عودة الرئيس طلباني من رحلة العلاج من المانيا التي تاخرت بحدود الشهرين ويراقب الشعب العراقي تلك العودة ليغني للريس اغينة ( طالت غيبتك يمت تجينا ... واحنا بشوك متلهفين ) ولكن عودة الرئيس لم تجدي نفعا لحد الان عدا الاجتماعات هنا وهناك مع هذا الطرف او ذاك وتبقى الازمة على حالها والسبب واضح هو المجاملات السياسية على حساب المصلحة العامة وحتى لو عقد ما يسمى الاجتماع الوطني للكتل السياسية فان الاجتماع سيصبح مترعاً خصباً للمجاملات السياسية لتمرير المنافع الشخصية والحزبية وعلى حساب مصلحة الشعب والوطن .لقد طالبت كثير من الكتل السياسية باجراء اصلاحات سياسية وتطبيق الاتفاقات المبرمة مع بعض الكتل السياسية فعقدت كثير من الاجتماعات على اعلى المستويات ولكن اين وصلت تلك الاجتماعات ؟!!! لقد اصبحت مجالس للعزائم والمجاملات السياسية بين الكتل السياسية ليذهب كل طرف سياسي في اليوم الثاني بتصريحات من على الشبكات الفضائية ليشعل النار مرة ثانية بعد ان اعتقد البعض انها لتقريب وجهات النظر المختلف عليها والوصول لحل عادل يرضى جميع الاطراف . فتبقى تلك اللقاءات والاجتماعات ماهي الا لقاءات واجتماعات للمجاملة السياسية وليدخل العراق في سجل غينيس للارقام القياسية في الاجتماعات واللقاءات للمجاملات السياسية التي لاتخدم الوطن والمواطن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك