المقالات

الإستعمار الداخلي للأغنام..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


ربما يبدو العنوان مستفز قليلا، وهو يستفز بصفة خاصة أهل الحكم..لكننا وقد أمضينا كل عمرنا الإفتراضي تحت نمط من الحكم المركزي لا نعلم سببا لقبول آبائنا وأجدادنا به، اللهم إلا لأنهم مغلوبين على أمرهم، راضين بمن حكمهم بهذا النمط من الحكم  وفقا لعقيدة القسمة والنصيب التي تزوجت بها جدتي بجدي وأمي بأبي، وزوجتي بأنا! ـ أرجوكم لا أحد يخبرها فأنا كما أخبرتكم سابقا أخاف إثنين: الله جل في علاه وزوجتي، وزوجتي أخافها أكثر من خوفي منه تعالى، لأنها شديدة العقاب بينما ربي الذي خلقتي غفور رحيم، ومع ذلك فأنا أفضل حالا من الساسة الذين يخافون زوجاتهم فقط، ولا يخافون الله الذي يرى ما يأفكون كل لحظة! ـ 

في هذا النمط من الحكم، المركز مُهيمِن على ثروة الدولة وسُلطتها، وجهاز الدولة ومؤسساتها، وكان المركز والى حد ما لما يزل مزيفا لهوية الشعب، وفارضا لثقافته على الجميع، معيدا إنتاجها فيهم، فهو يتصرف في مكونات الدولة تصرف المالك، متّبعا سياسة قوامها حد أدنى من الخدمات مقابل منحنا "شرف" المواطنة والتبعية!

وظل هذا المركز مستعمرا للشعب يَحكُم ويتحكّْم ويُكرِس نفوذه ويوطِّد سطوته من خلال عاملين، الأول هو القوة التي يمتلكها متمثلة بالعسك رالذين استخدمهم كأسوأ ما يكون الاستخدام والاستغلال، والثاني هو الثروة الوطنية التي حولها ملكا عضوضا لتثبيت أركان سلطته، ولإطعام ذاته وتنميتها وتقويتها..ولمحاربة القوى المناهضة له التواقة الى التحرر من سلطته، بوضعها خارج سياق الدولة، وتغريبها بضرب بؤر الوعي التي ترفع رأسها ضد سياساته، وقمع وإبادة من يناهض أو يقاوم تلك السياسات..والأمثلة في تاريخنا القريب والبعيد أكثر من أن تحصى: الشيعة في الجنوب والكورد في الشمال، والفيليين من الكورد أكثر لأنهم كانوا من الأثنين!!..

ورغم أن الجميع يعلمون مسيرة ومصب هذا الاستغلال وتوظيف السلطة المُدمِر، لكن يجمُل تناول الأمر من خلال عناوين جانبية محددة مرتبطة بفترات زمنية أو أحداث سياسية.. وظل المركز يمارس العبودية السياسية والاستغلال الوطني العاطفي، للذين لم يستفِيقوا من أثر شعارات مُشبَّعة بمخِدر أنه المحور الأوحد للتماسك الوطني، عبر ترويجه الدائم لهلامية معدومة الملامح لإقامة دولة العنقاء والغول..!

مثل هذا الشعب المُقيّد والمُقعَّد بخرافات هلامية وقيود من صُنع المُستغِلين في المركز لن يتقدم قيد أنمُلة. لأن مزاج المركز ورغبته لا تمُتُ إلى نبض الشعب بصِلة، ولأن قضايا الشعب الوطنية مرتبطة بثلاثية قوامها الحرية والخدمات والمشاركة بحكم البلاد، وبتعريف هوية واقعية واضحة للدولة، وبالتوزيع العادل للثروة، وإنهاء مشاكل الإقصاء الثقافي..

كلام قبل السلام:المركز هو العُشب الملوث بالدم والذل الذي يقدمه لشعب إعتقده شعب من الأغنام...

سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2012-10-20
الأخت الصابرة المحتسبة العراقية المسلمة الموالية لأهل البيت الكردية الفيلية زهراء محمد يرونه بعيدا ونراه قريبا..! إنه الفرج يا أخت الشهداء، الفرج آت ومهدينا المنتظر علاماته تطرق إبوابنا ، وساعة الظلم أتت لتملأ الأرض قسطا وعدلا.زأكملفي صبرك وتجملي به، فقد بقي القليل القليل جدا أسأله تعالى أن يزن صبرك حسنات ويلحق بالصالحين والصالحات، أشكر مرورك الكريم وتنمياتي بالتوفيق لك ولكل أحبتي الكورد الفلييين، فليس أقرب الى قلبي منهعم أحد...
زهراء محمد
2012-10-20
نعم ياسيد قاسم العجرش: كلماتك هي كلماتي ...اتمني ان يقرئه اكبر عدد من رواد البراثا او بالاحرى ساسة عراق اليوم(ساسة القد ر) .. أقول لابد ان يأتي يوم جديد وحتما سيختلف عن البارحة... وحتما بعد مطر ستشرق الشمس... شهر اكتوبر من اقسى الشهور على قلبي فيه الكثير من الذكريات المؤلمة ... هجرت الى المنفي وكان آخريوم وشهر وسنة رايت احبتي ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك