المقالات

البصرة والزاوية والتغييب المتعمد !


بقلم : احمد الحساني

ليس هناك مايبرر تاخير تشكيل الحكومة الليبية اذا كانت قائمة وفق اللعبة الديمقراطية والاستحقاق الانتخابي وهذا مالم يحصل بحسب سير الامور في ليبيا بعد نجاح الانتخابات الديمقراطية الاولى في هذا البلد الذي يعتبر احد اقطاب الربيع العربي المنتصر على الديكتاتورية العربية .

من خلال متابعاتي لاحداث هذا البلد اندهشت كثيرا عندما اعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف بتشكيل الحكومة بأنه أجّل اعلان تشكيل حكومته بسبب اعتراض ورد اليه من اهالي مدينة الزاوية حيث اعترضوا على تشكيل الحكومة التي تخلو من وزير ينتمي الى مدينتهم ... ووعدهم بأنه سيعيد النظر بتشكيل الحكومة وسيحرص على ان يكون فيها من يمثل اهالي الزاوية ولما لم يفي بوعده رفض البرلمان تشكيلته الحكومية وسحبوا منه الثقة ليفقد اول فرصه منحت له لتشكيل اول حكومة ليبية بعد سقوط الدكتاتور السابق معمر القذافي لتسجل الاحداث لأهالي الزاوية سابقة خطيره في تأريخ المدن العربية ولتكون بذلك اول مدينة عربية تعزل رئيس حكومة .

عندما سمعت هذا الخبر قفز الى ذهني التغييب المتعمد او غير المتعمد لمدينة البصرة التي مارسته اربعة حكومات عراقية بعد سقوط النظام حيث تشكلت تلك الحكومات برئاسة الدكتور اياد علاوي والدكتور ابراهيم الجعفري والحاج نوري المالكي من دون ان يكون فيها ولا وزيرا واحدا ينتمي الى هذه المدينة العريقة ذات المليون صوت انتخابي والغنية بالبترول حيث يعود اليها الفضل في اكثر من 80 % من اموال الميزانية العراقية .

لست ممن يدعوا الى التظاهر والاعتصام وغيرها من الاساليب الديمقراطية التي اقرها القانون العراقي لا لكوني لست ديمقراطيا بل لاني اعلم وكذلك يعلم غيري من العراقيين بأن اركان السلطة في العراق لم تهضم العمل الديمقراطي بعد ! والادلة على ذلك كثيرة وليس آخرها الشهداء الذين تضرجت بدماءهم ارض البصرة الفيحاء اولئك الذين سقطوا بنيران الاسلحة الاوتوماتيكية للشرطة العراقية بأمر الحاج نوري المالكي رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ومدير المخابرات العامة ورئيس مجلس الامن الوطني ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة تلك الاسلحة التي تم شراءها بأموال النفط المستخرج من ارض هذه المدينة الغائبة المغيبة .

ربما هذا هو السبب الذي جعل اهل البصرة يترددون كثيرا قبل ابداء اي اعتراض ومهما كان ديمقراطيا او وفق اساليب العمل الديمقراطي فأهل البصرة يختزنون في ذاكرتهم صور مؤلمة لما تحملوه من متاعب في كل مره يقومون بها بتحمل اعباء المسؤولية وبالنيابة عن العراق بأجمعه .ومن المؤسف ان الديمقراطيين الجدد في العراق لم يكتفوا انهم غيّبو اهل البصرة في القرار العراقي بل انهم عمدو الى زج مرشحين الى البصرة ليمثلو اهلها بالرغم من انهم لم يزوروا البصرة اصلا ولا مره في حياتهم ... ترى ايحق لنا ان نعترض كما فعل اهل الزاوية ام ان البصرة " قملتها بيضاء " كما يقول المثل العراقي الدارج ؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك