المقالات

حكومة الاغلبية لن تكون طوق النجاة للمالكي


حيدر عباس النداوي

لن يكون بمقدور رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي تغيير الواقع وتجاوز الاخطاء الكثيرة التي رافقت سير حكومة الشراكة الوطنية سواء في الفترة الانتخابية الاولى لوزارة المالكي او في الفترة الانتخابية الثانية التي نعيش ارهاصاتها وتحدياتها ومشاكلها وازماتها الحقيقية والمفتعلة والتي باتت في مراحلها الاخيرة ولم يتبقى لها متسع من الوقت قبل ان تصل الى مرحلة الاحتضار والموت السريري ،ولان السسيد المالكي ليست لديه الشجاعة الكافية لاعلان فشله وفشل حكومته في تحقيق التقدم الملوس او معالجة المشاكل العالقة بسبب سوء الادارة والتفرد فانه اصر على ان الخلل في حكومة الشراكة وليس في المنهج والادارة والثقة.ولانه رئيس الوراء فالقول ماقالت حنان.وسواء تشكلت حكومة الاغلبية السياسية او لم تتشكل وبقي الوضع كما هو عليه يدور في فلك صناعة وافتعال الازمات التي تعتاش عليها حكومة المالكي فان كل النهايات تؤدي الى نتيجة واحدة وهي احتراق الفترة المتبقية من عمر الحكومة الحالية دون ان يرى المواطن العراقي اي اثر لوجود دولة حقيقية وعلى كافة الاصعدة،غير ان المبررات والاعذار التي تتحجج بها الحكومة الحالية لكل الفشل والتراجع سوف ترميها على شماعة حكومة الشراكة الوطنية وستجد من يصفق لهذا الاكتشاف وسيكون رئيس الوزراء بحل عن كل الاخطاء والاثام والفساد والدماء التي قدمها الشعب العراقي والتي كان بامكانه ان يتخلص منها لو أعطي المجال وتمكن من تحقيق حكومة الاغلبية السياسية التي يطمح المالكي ان يقودها كما يقود الذئب الاغنام.وعلى افتراض ان الكتل السياسية توصلت الى قناعة واقعية بضرورة الاسراع بمغادرة حكومة الشراكة الوطنية واستبدالها بحكومة الاغلبية السياسية لتكون بوابة الخلاص من اخطاء المرحلة الماضية، ترى من هي الكتل النيابية التي توافق على مواصلة المشوار مع المالكي ومن هي التي تفضل الذهاب الى المعارضة وتكون لديها الشجاعة للتخلي عن المناصب والامتيازات وهل ستتبدل المواقف بين ليلة وضحاها وينقلب التشكيل وتبادل التهم وانعدام الثقة الى توافق وتعاون ونوايا صادقة ورغبة حقيقية في المضي معا.لن تكون المرحلة المقبلة افضل من المرحلة الماضية ولن تكون حكومة الاغلبية السياسية عصا موسى التي ستحقق المعجزات لكنها ستكون مرحلة جديدة لتبادل الادوار وملهات للحديث والتندر وسيغلق الستار على ان كل الاحلام ستبقى حبيسة التجارب السياسية لدولة القانون وللسيد المالكي لفترات قادمة لان الشعب العراقي اقر بالعبودية ولن يفكر في يوم من الايام ان ينقلب على ذاته ومخاوفه وسيبقى ينتظر الى اخر الزمان معاجز حكومة المالكي علها ستاتي في يوم من الايام طالما ان الصبر على البلاء من نعم الله سبحانه وتعالى.اتخيل حكومة اغلبية سياسية اطرافها النجيفي والمطلك من العراقية والتحالف الوطني بقضه وقضيضه دون مشاركة المجلس الاعلى وبمشاركة رئيس الجمهورية من التحالف الكردستاني وربما التغيير اما جبهة المعارضة فستتكون من قائمة علاوي والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وقائمة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وهنا يمكن الاقرار بمشاركة عادلة لجميع مكونات الشعب العراقي وبمعارضة عادلة لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيتم توزيع الحصص والمناصب وهل سيبقى التيار الصدري ناقما على الحكومة وفشلها ويكتفي بثماني وزارات وهل يغير المطلك رأيه بالمالكي ويتحول من دكتاتور الى ملاك وهل سيحصل النجيفي على كامل حقوق ابناء العراق من الاخوة السنة التي غيبها المالكي والتحالف الشيعي وهل سيذهب الاكراد دون صولجان بارزاني ..اسئلة تحتاج الى سنوات والى معجزة كونية لحلها قبل التفكير بتشكيل حكومة اغلبية سياسية يكون السيد المالكي فيها فارس بلا حكومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك