المقالات

مبادرات الحكيم هل ستكون الاستراتيجية الافضل لبناء العراق 


بقلم عباس المرياني

عباس المريانيمثلت مبادرات السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الخاصة بجعل البصرة عاصمة العراق الاقتصادية واعادة تاهيل ميسان واخيرا والمبادرة الوطنية لرعاية الطفولة مدخلا جديدا غير مالوف في خطط الدولة وسياساتها المالية وموازناتها السنوية لرسم مستقبل افضل للفرد العراقي يكون اقرب الى الواقع وابعد عن النظريات والفساد والتسويف والمماطلة لاعادة اعمار وتاهيل المحافظات وبناء الوطن والمواطن وفق نظريات تتماشى مع طبيعة امكانيات ودور هذه المحافظات والمبادرات بطريقة هادئة وبعيدة عن التعقيد ولا تثير حفيظة المحافظات والاطراف الاخرى.ويمكن القول ان الوعي الجماهيري لابناء المحافظات سيكون عامل مساعد كبير على تقوية موقف رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وكتلة المواطن النيابية مع تفهم الاطراف السياسية الخيرة لحقيقة اطلاق مثل هذه المبادرات البعيدة عن الدعاية والاعلان لان تنفذ ولا تبقى حبرا على ورق وهذا المفهوم حاضر في تفكير السيد الحكيم فهو يرى ان اطلاق المبادرات ليس هو الهدف الاسمى بل يجب ان يقترن هذا الاطلاق بتنفيذ وتطبيق طالما حظيت برضا ابناء المحافظات والكتل السياسية الراغبة ببناء العراق .ورغم وجود معوقات تنطلق من حسابات شخصية وحزبية ومساومات سياسية تقف بالاتجاه المضاد لتطبيق هذه المبادرات الا ان هذه الارادة لا تستطيع الصمود الى النهاية بوجه هذه المبادرات الفاعلة خاصة مع اصرار كتلة المواطن ومجالس المحافظات والهيئات ذات العلاقة والاعلام المحايد على تنفيذ هذه المبادرات .وقد يكون دور مجلس النواب هو السيف القاطع لكل تاخير وتسويف حتى وان طال ولهذا انصب جهد كتلة المواطن في الحصول على شرعية لهذه المبادرات وهذا ما تم تحقيقه ففي مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية نجحت الكتلة بقراءة المشروع قراءة اولية في مجلس النواب ،ورغم سحبه من قبل مجلس الوزراء بحجج واهية الا ان هذا السحب لن يطول كثيرا او يغير من الموضوع شيئا ،في الجانب الاخر استطاعت كتلة المواطن حتى الان جمع اكثر من 160 توقيع لمشروع اعادة تاهيل ميسان وهو رقم تعجز اي كتلة من الوصول الى نصفه لاقرار القوانين ،فيما حظيت مبادرة تاهيل الطفولة تاييد العديد من الكتل السياسية ولجنة الطفولة النيابية وبرلمان اقليم كردستان.ان مبادرات السيد الحكيم قد تكون ولادتها الاولى قد واجهت بعض البرودة والتاخير من قبل الاطراف الاخرى حتى تم تفعيلها بشكل جدي ،الا ان مبادرة تاهيل ميسان ومبادرة رعاية الطفولة وجدت صدا سريعا في التفاعل معها من قبل المعنيين وابناء المحافظة بعد ان وجدوا ان هذه المبادرة فيها كل الخير ودوافعها حقيقية وليس الهدف من اطلاقها ظهور اعلامي او دعاية انتخابية وهي لا تخص شريحة او مكون او طيف معين ،وهذا ما دعا ابناء المحافظات الاخرى الطلب من رئيس المجلس الاعلى لتبني مبادرات مماثلة تخص محافظاتهم لانتشالها من الواقع المزري الذي تعيشه بسبب سياسة الحكومة العشوائية. اعتقد جازما ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تفعيل مبادرات السيد الحكيم لتغيير الواقع الخدمي والعمراني والصحي والثقافي البائس لانها قائمة على اسس علمية وستراتيجيات منطقية ودراسات واقعية تاخذ بنظر الاعتبار الامكانات المادية والبشرية المتوفرة والتي يمكن استثمارها والاستفادة منها،خاصة بعد فشل الحكومة فشلا ذريعا في تنفيذ خططها وموازناتها المالية باعادة اعمار المحافظات والمدن والقصبات من خلال الوزارات ومجالس المحافظات على مدى السنوات التي اعقبت سقوط نظام البعث،وكيف يمكن لحكومة ان ترتقي بواقع الخدمات والاعمار وبناء الانسان وهي لا تستطيع ان تصرف 30% من الموازنة الاستثمارية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك