المقالات

ضياع الطفولة يهدد المستقبل


واثق الجابري

.لا يزال القول ثابتاَ ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) ولا تزال الابجدية والتعلم اكثر سهولة عندما يبدأ مع الفرد مبكراّ وكذلك بقية العلوم والمعارف ومع تطور التكنلوجيا ودخول وسائل الاتصال والحاسوب والانترنيت وانتشارها في البيوت جعل من الطفولة تصل الى مراحل من النضوج في وقت مبكر لأن الطفل يجد العالم كله امامه من خلال التلفاز والستلايت والانترنيت ليكون العالم قرية واحدة ومن طبيعة الانسان حينما يكتشف شيء ولا يجد في نفسه القدرة على امتلاكه تكون لديه ردود افعال عكسية وربما انتقامية لذلك الشيء ويعيش كالشخص الفقير الذي يحب الانتقام من الاغنياء وفي الفترات السابقة لم تدخل التكنلوجيا بهذا الكم الذي وصلنا ليفاجأ الكبار قبل الصغار والبعض من اساء استخدامها لطبيعة المداخلات في تراكيبها والصراعات الثقافية التي يعيشها العالم فأساء من اساء بعلم او دون علم لأستخدام الوسائل الحديثة ولكن الاخطر في ذلك هو التأثيرات الغير مدروسة على جيل كبير من الاطفال ومع هذا الغزو الفكري هنالك تراجع في مستويات التعليم ولم تساير هذا التطور الهائل واغلب الاباء والامهات لا يزال يعيش أمية القراءة والكتابة بنسبة 31% بالاضافة الى الامية المركبة مايجعل الاباء غير مدركين ما يفعلون فارضين ثقافتهم على الابناء ولم تترقى العائلة العراقية في ظل التراجع الاقتصادي وما نسبة دون خط الفقر 30% وفي خط الفقر ربما بقدر هذا الرقم ليسمح للاطفال ان تكون لهم الوسائل التي تعنى بتنمية قدراتهم وعدم وجود رياض اطفال او مدارس صديقة للطفل حيث لا تزال تراكيب اغلب القائمين على التعليم مبنية على تراكمات الماضي وتدني مستواهم الثقافي والتعليمي والاباء يفرضون على الاطفال ما يشاهدون وحسب طبيعة العائلة التي اصحت الكثير منهم تستهويهم الاخبار وما تتناقله من عنف وقتل وافكار سامة و افلام الرعب والمسلسلات المدبلجة التي تطول الى 500 حلقة من العنف او العلاقات الغير مشروعة التي لا تتلائم مع تقاليد المجتمع ومن جانب أخر غياب الجانب التربوي في المدارس في زمن تعد فيه الدول الى ما قبل الابتدائية فطفل اليوم في الثالثة من العمر يستطيع استخدام (الأيباد ) وهواتف اللمس ليكتشف ما يخفيه عنه الاباء والامهات وربما تولد الافعال السلبية ردود فعل عنيفة واكثر تمرد وسلبية وخلال السنوات المنصرمة لم توضع برامج ستراتيجية لدراسة واقع الاطفال الممتد الى سن 18 حيث في هذه الفترة يحتاج للرعاية والتعليم الرصين ومراقبة فترة المراهقة الخطيرة , وطبيعة الحياة التي يعيشها المجتمع العراقي جعلت اكثر المجتمع مشغول طيلة اليوم بالعمل المعتمد على القوت اليومي وما يجعل الاباء وربما الامهات بعيدين عن اطفالهم ومع صعوبة الحياة وتكليفها الباهضة ووجود عوامل الانحراف وغياب المناهج التربوية والثقافية وعدم وجود الدعم الحكومي لهذا الفئة التي تمثل 40% من المجتمع وتوفير مستلزماتهم الدراسية والتثقيفية بصندون داعم لهم وحسب مواثيق حقوق الانسان والطفل فهم مستقبل للاجيال القادمة عرضة للانهيار واندثار القيم دون ذلك التخطيط الستراتيجي في بلد تجده اصبحت فيه مشاهد الموت من ضمن حياتهم اليومية لتعلق تلك المشاهد في عقول الاطفال فالطفولة اليوم بحاجة الى وقفة جادة للنهوض بها وبناء المجتمع والعائلة لا يكون بالاكل والشرب وشراء الملابس والسيارات الحديثة فقط وانما الاستفادة من جيل منتج مثقف يستطيع مواجهة العالم في قريته التي يعيش فيها ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك