المقالات

الطايح رايح.. الفساد الاداري والمالي

498 11:08:00 2012-10-08

محمد حسن الساعدي

يقال في الأمثال "الطايح رايح" نسبة إلى السقوط والضياع في دوامة الفوضى والعنف وليوم العراق يعيش هذه الفوضى الأمنية من عسكرة المجتمع العراقي وتحويله إلى معسكر مخلف تسيطر عليه الدبابة والبندقية والخوذة دول العالم المتقدمة والمتحضرة تعد مشاريعاً خدمية لمواطنيها وتحسين لمستوى المعاشي لهم ولسنين مقبلة ، وتعمل على إعداد الخطط والاستراتيجيات الاقتصادية لبناء البنى التحتية للدولة ، والنهوض بالواقع المعاشي وتامين العيش الكريم، مما يجعل المواطن ينظر إلى المشاريع بعين المتابع والمقيم لمدى جهد الحكومة وما تقوم به ، واغلب هذه المشاريع يتم الإعلان عنها لكي تكون واضحة أمام المواطنين ، ويساهم في تقييم الأداء الحكومي ، ولا يعيش في دوامة الخوف من الفساد الإداري والمالي الذي ينال من هذه المشاريع ويحطم مستقبل البلاد .العراق بلد الحضارات ، وبلد العلوم الكبيرة والكثير ، والذي خرج الكثير من العلماء على مر العصور ويذكرهم التاريخ ويمجدهم ،ويذكر ما صنعوا للبشرية من انجازات كبيرة وعظيمة ، بلد الضاد ، الذي علم الحضارات الأخرى الكلام والكتابة ، والعلوم وفي شتى المجالات ، بلد الحضارات أصبح في مقدمة الدول الأكثر فساداً في العالم وكما تشير اغلب الدراسات التي تصدر من معاهد ومراكز عالمية كبرى .صحيح ان الفساد الإداري والمالي يعد ظاهرة عالمية تشمل مختلف البلدان، حيث لا يوجد مجتمع خالي تماماً من الفساد، ولا توجد حكومة نظيفة من الفساد في كل المجتمعات، لكن الاختلاف هو في مستوى الفساد من مجتمع لآخر. فالفساد هو جزء من الطبيعة البشرية، فجذور الخير والشر موجودة في الإنسان وقد تتغلب نوازع الخير في البعض فيما تتغلب نوازع الشر عند البعض الآخر. ولابد من القول بأن ظاهرة الفساد ليست وليدة اليوم بل إنها موجودة منذ وجود الإنسان لكنها تتزايد وتتسع بشكل خاص في ظل الحروب وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية وفي ظل الصراعات التي تحصل في المجتمعات. ويتسبب الفساد في خسائر اقتصادية كبيرة في المجتمعات المعنية الى جانب التأثيرات السلبية الاجتماعية والسياسية ، ولكن هذا لايعني السكوت عن ملفات فساد كبيرة وخطيرة .اليوم الموطن العراقي ينظر الى المشاريع الحكومية بنظرة الريبة والشك، وانها مشاريح للحكومة ولا دخل للموطن فيها ، والا منذ عشر سنوات مضت ، واين نحن الان ؟مشاريع اقتصادية وهمية ، صفقات كبيرة وخطيرة تعقد خلف الكواليس وآخرها صفقة السلام الروسي والتي من المؤمل توقيعها في زيارة السيد رئيس الوزراء إلى روسيا والبالغة (20 ) مليار دولار وعلى أربع دفعات ، وستكون الدفعة الأولى (5) مليار دولار ، وملف الكهرباء الشائك والمحير في نفس الوقت ، ولا نعرف ما هي المقدمات والنهاية لهذا الملف والذي أصبح (كالبقرة الحلوب ) حيث تشير اغلب الإحصاءات إلى صرف مبالغ تقدر بـ(37) مليار دولار على الكهرباء وبلا أي نتيجة أو تحسن يذكر .إن الأساس السياسي لبروز ظاهرة الفساد المالي والإداري في العراق وهو المعول الرئيسي لدراسة الظاهرة هو التعامل المشوه مع الجانب السياسي لنظام السوق , وهو النظام الديمقراطي الذي مورس بأبشع صوره من خلال التعامل بالمحاصصة في تقاسم السلطات السياسية والإدارية للدولة .. وكان للصراع الطائفي العنيف الذي شهده البلد والذي أدى إلى تدهور امني كبير أصبح هو الشغل الشاغل لكل المكونات الاجتماعية بما فيها مؤسسات الدولة مما أدى إلى غياب كامل لدور مؤسسات الدولة الرقابية ، واخذ كل مؤسسة دورها في مراقبة ومتابعة صرف المال العام ، حيث أصبح النظام من دولة تعتمد نظام التخطيط المركزي الى نظام منفلت خالي من الرقابة.نحن نثير التساؤل ، والمطروح في الشارع العراقي ، هل هناك رؤية أو إستراتيجية لدولتنا (دولة القانون ) أم نعمل وفق مبدأ ( الطايح رايح ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك