المقالات

قذيفة عراقية مقابل كل قذيفة عثمانية تركية على شمال العراق!


الشيخ حسن الراشد

اعتادت مناطق شمال العراق على سماع دوي الانفجارات لقذائف المدفعية التركية او قصف طائراتها بالصواريخ لقرى وبلدات شمال العراق وجبالها بحجة مطاردة المقاتلين من الحزب العمال الكردي التركي الذي يقاتل قوات الانكشارية الدنكشونية الطورانية التركية العثمانية .

لم يمر يوم دون ان تسقط العشرات من القذائف والصورايخ العثمانية الاردغانية التركية على شمال العراق ‘ ولن يمر يوم دون ان تخرق الطائرات المعتدية العثمانية لاجواء وسماء العراق وتترك الرعب والذعر في صفوف السكان والمدنيين الكورد في الشمال دون تجابه برد عراقي مماثل تسقط تلك الطائرات او تحذرها من مغبة الاستمرار في الاعتداء على حريم العراق وشعبه .

وكان اخر تلك الاعتدءات هو يوم امس عندما اغارت الطائرات التركية ومدفعيلت اردغان قرى كردية عراقية في منطقة الزاب الواقعة على حدود بادينان المحاذية للحدود التركية وقد اخلى السكان قراهم في وقت سابق خوفا على حياتهم من القصف المدفعي التركي المستمر وغارات الطائرات الحربية التركية .

هذه الاعتداءات لم تقابلها اية ردود عراقية عسكرية بل ولم يقم الجانب العراقي بالرد الحازم حتى بالطرق الديبلوماسية او وقف التعاون مع الاتراك والغاء الاتفاقيات التجارية معه ..لانعرف كي يحق للاتراك ان يطاردوا المقاتلين في الحزب الكردستاني التركي بعمق الاراضي العراقية والاغارة  بالطائرات الحربية على مواقع وقرى داخل العراق ولن يحق للعراق بالرد على هذا الاعتداء بالطريقة ذاتها وبالقصف المدفعي البعيدة المدى دفاعا عن سياته وعن مواطنيه ؟

لا ندري كيف يحل لتركيا الاردغانية من الرد على قذيفة سورية وهي تطارد الارهابيين وعصابات القاعدة المنتشرة بكثافة على الحدود السورية التركية وهي تلقى الدعم اللوجستي من قبل المخابرات التركية وتقصف مناطق سورية بحجة الرد على مصادر النيران ودفاعا عن سيادتها ولا يحق للعراق ان يرد على عشرات بل المئات من القذائف التي تتساقط باستمرار على الاراضي العراقية وتقصف عن عمد وعن سبق اصرار ؟

ولماذا الامريكيون الذين تربطهم بالعراق اتفاقيات امنية ومعاهدات تم التصديق عليها رسميا قبل الانسحاب لم يشجبوا الاعتداءات التركية وانتهاك طائراتها الاجواء العراقية ولم يغضبوا لعمليات اردوغان العدائية ضد العراق وفي المقابل تغضب امريكا لسقوط قذيفة مورتر سورية وبالخطأ في احدى مزراع تركية ويجتمع الحلف الاطلسي للنتديد بشيئ لا يستحق مثل هذا الاستنفار ؟

نحن نعلم ان لسوريا اوضاعا استثنائية بحكم النزاع المسلح القائم فيها والعالم العاقل وليس المجنون الذي يتبع اردوغان يعلم ان لسوريا النظام مبرراتها في ملاحقة العصابات المسلحة والارهابيين الطائفيين من اتباع القاعدة المدعومين  تركيا وعربيا وحتى غربيا ويحدث في مثل تلك الملاحقات والمطاردات ان تسقط خطأ قذيفة اوصاروخ هنا وهناك وعن غير قصد بل ومن يدري ان يكون هناك طرف ثالث من ذات الجماعات تقصف الجانب التركي لخلط الاوراق ولايجاد مبرر لاشعال حرب اوسع في المنطقة ولكن بماذا يبرر الاتراك قصفهم واغاراتهم بالطائرات وعن عمد  الاراضي العراقية وتهجير الالاف من المواطنين من مناطقهم وقراهم ؟؟

نحن نعتقد ان هناك غطرسة تركية عثمانية واستهتار اردوغاني لكرامة وسيادة العراق واستعباط للشرعية العراقية والشرعية الدولية وان الاتراك بمثل هذا التصرف الاحمق العدواني يثبتون انهم اوحش من الوحوش وانهم يمارسون دور الاستعلاء والانتهاك لسيادة الدول ولايختلف ان كان ذلك عبر تدخلهم المباشر عبر قصف اقليم الشمال او عبر دعمهم للارهابيين والقاعدة والسماح لهم للقتال عبر الاراضي التركية ضد الشرعية القائمة في سوريا وتدمير  مدنها وبلداتها ..

واليوم الحكومة العراقية مدعوة وبحزم ان تقف امام اطماع واعتداءات العثمانية الجديدة وترفع شكوى لكي مجلس الامن  وتدعو الجمعية العامة للامم المتحدة للاجتماع لممناقشة الاعتداءات التركية المستمر على العراق كما ان على العراق ان يرد بالاسلوب ذاته على الحماقة التركية وعدوانية الدولة الاردوغانية ولا تسمد للاتراك بان يستمروا في عدوانهم ويطلب من الحليف الامريكي ان يلتزم الحياد السلبي او يندد بالاعتداءات التركية مثلما نند بالقذيفة التي سقطت خطأ وهي تلاحق الارهابيين في مزرعة تركية ..

ان الموقف العراقي ازاء العدوان والغطرسة الاردوغانية ليس في مستوى المطلوب ومازال ضعيفا فلا يكفي الحديث شفهيا عن ذلك ولا يكفي الكلام بضروة الغاء تلك المعاهدة الصدامية مع الاتراك والتي سمحت لهم باقامة اربعة قواعد على الحدود في الشمال داخل العراق لمطاردة المقاتلين في الحزب الكردستاني بل لابد من موقف حاسم وعملي وحازم من كلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية لمواجهة التهديدات والاعتداءات التركية ولابد للعراق ان لم يستطع جيشه اليوم القيام بالرد فليستعد لذلك عبر الاعداد لذلك والتوجه لمصادر التسليح المتنوعة دون الاعتماد على الجانب الامريكي الذييبتز العراق ويقف طرفا مع الجانب التركي بل عليه ان يتوجه شرقا والتسلح بالاسلحة الروسية المتطورة وبخبرات ايرانيةمتقدمة في مجال مكافحة العدوان والارهاب والا فلينتظر المزيد من الاعتداء والمزيد من التدخل التركي في الشأن العراقي والمزيد من الاستخفاف التركي بسيادة العراق والمزيد من الدعم الذي يقدمه الاتراك للاهاربيين واحتضانهم للقتلة والفارين من العدالة .

الشيخ حسن الراشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك