المقالات

الدفع بالأجل يعني....حكومة فاشلة


حيدر عباس النداوي

تعول حكومة السيد المالكي على أهمية تمرير قانون الدفع بالأجل كنقذ ومخلص لقائمة دولة القانون ولشعبية رئيس الوزراء التي تمر بأسوأ مراحلها باعتباره أمل طال انتظاره وحلم كسرته مرايا الكتل السياسية التي لا تريد الخير للمالكي ولدولة القانون وللعراق خاصة بعد ان استنفذ دولة رئيس الوزراء كل ما لديه من خطط وأزمات سياسية لم تتمكن من رفع منسوب شعبيته بين أوساط العراقيين الذين أتعبتهم الوعود وأنهكهم الفساد والإرهاب وسوء الخدمات.وقانون الدفع بالأجل يعني الاعتماد على أموال وخبرات ونزاهة الأطراف الأجنبية مقابل التخلي عن أموال ونزاهة وخبرات وسنوات العمل التي قضتها حكومة السيد المالكي وهي تزرع الفوضى والتخبط هنا وهناك دون ان تتمكن من ان تترك ولو أثرا واحدا يدل على ان دولة حقيقية ولدت في العراق بعد عام 2003 واستطاعت ان تدل على نفسها بنفسها من خلال الانجازات التي حققتها على الأرض وليس على صفحات الصحف والفضائيات وغباء المعجبين،كما ان الجري خلف قانون الدفع بالأجل واعتباره منتهى الأحلام والمخلص والمنقذ للشعب العراقي ولتطلعاته واماله انما يعني الهروب من الفشل والفساد وضياع المليارات الى وهم وفشل قد يكون اكبر لان قانون الدفع بالاجل يمثل في بعض من جوانبه الارتهان إلى الإرادة الأجنبية والسير بمركبها وهذا الارتهان لن يمنح المالكي وحكومة وشعب العراق فرصة اعادة ترتيب الاوراق ونسيان ما يجري بل سيكون سيفا مسلطا كلما غرزت نصله اكثر كلما زاد الما وكلفة.وقد يكون من المناسب التذكير ان امكانيات تحقق قانون الدفع بالاجل ستصطدم بحاجز انعدام عنصر الامن وهذا العنصر سيفقد القانون الكثير من اهميته بل قد يبقيه حبرا على ورق في الجانب العراقي ومنتجا ومثمرا في الجانب الاخر طالما ان العقد اتخذ صفة الموافقة ودخل حيز التنفيذ الغير حقيقي لان انعدام الامن وعدم توفر البيئة الملائمة ستكون عنصر مضاف الى عناصر فشل قانون الدفع بالاجل خاصة على الجانب العراقي.ومن المعلوم ان من بين الاسباب الكثيرة التي وقفت بوجه اعادة اعمار البنى التحتية او النهوض بالقطاعات الزراعية والصناعية والصناعات الغير تقليدية او تطوير القطاعات الخدمية والطرق والجسور هو عدم توفر البيئة الاستثمارية الملائمة وكذلك عدم وجود عناصر الجذب الايجابية لرؤوس الاموال والشركات الاجنبية ويقف بمقدمة جميع هذه العناصر الوضع الامني المتردي الذي لا يمكن ان تعتمد عليه رؤوس الاموال الاجنبية كرهان خاسر وهذا الرهان هو من سيعرقل تنفيذ قانون الدفع بالاجل.ان لجوء الحكومة الى قانون الدفع بالاجل قد يكون فرصة اخيرة وطوق نجاة لحالة التردي والتشضي الذي تعيشه لكنه لن يكون المنقذ والمخلص للشعب العراقي لان الحكومة التي لم تتمكن من احداث أي تغيير على مدى ثمان سنوات ووجود مئات المليارات من الدولارات لن تتمكن من احداث تغيير بعشرات المليارات بفترة قياسية مع بقاء الفساد والرشوة والمحسوبية وانعدام الامن والاستقرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك