المقالات

لماذا يصر الوزير على تشريد الفقراء من مساكنهم ؟


رياض رحيم العوادي

  في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، اشترت دار الجماهير للصحافة الدور المجاورة لمبناها الحالي في الصرافية ببغداد. ودفعت مقابلها اثماناً عالية لمالكيها. وكانت الغاية من شراء تلك الأملاك توسيع مبنى جريدة الجمهورية وأخواتها (الاوبزرفر وهوكاري ويورد )، وما يزيد عن ذلك يتم بناء عمارة أو اكثر لاسكان الصحفيين العاملين في جريدة (الجمهورية) وشقيقاتها. وعندما حلت الحرب بين العراق وايران عام 1980 توقف المشروع هذا، وظلت بعض الدور فارغة وأخرى يشغلها مالكيها السابقين وأخرى يسكنها بعض المستأجرين.. وقد أقترح الكثير من الصحفيين على رئيس تحرير جريدة الجمهورية آنذاك أن يتم إسكان الصحفيين العاملين فيها لبعد مناطق سكناهم عن مبنى الجريدة أولاً ولحاجة (الجمهورية) الملحة إلى وجود كوادرها قريبين منها.. ووافق رئيس التحرير على هذا الرأي تحت ضغط العاملين بعد تأنٍ زاد على سنتين . وقتها ، سألنا رئيس التحرير عن سبب هذا التأني الطويل، فقال : أخشى أن تحدث مشاكل وضغوطات من قبل من هم في الأعلى لإعطائهم دوراً لايستحقونها. وأضاف: سترون ذلك بعد المباشرة بتوزيع هذه الدور على العاملين. وفعلاً حدث ماتوقعه الرجل فقد إستغل الكثير من كبار الموظفين في وزارة الاعلام فرصة وجود دور مملوكة للدولة للسكن فيها، وكان مدير مكتب الوزير آنذاك واحداً منهم. ولكن رئيس التحرير أصر على أن لايعطي أياً منهم داراً لأنه من غير منتسبي (دار الجماهير) ولاقى مالاقى من ضغوطات ذلك الوزير الذي أراد أن يسكن كبار موظفيه فيها.. وخسر رئيس تحرير الجمهورية الكثير من اصدقائه في الوزارة . وتم إسكان العديد من الصحفيين والكوادر الفنية منهم ممن تحتاجهم الجريدة في أوقات متأخرة من الليل. وواجهنا مشكلة، وكنت أنا المكلف من قبل رئيس التحرير بمتابعة قضية الدور هذه. والمشكلة هي أن هناك نوعين ممن ظلوا يسكنون الدور المملوكة للجريدة، بعضهم من ملاكها السابقين، وبعضهم الآخر من المستأجرين الفقراء. وأذكر إني واجهت رئيس التحرير بهذه المشكلة، فكان رأيه فيها حاسماً: أن يترك الملاك السابقين الدور فوراً بعد أن قبضوا ثمنها واشتروا به أفضل منها. أما حالة المستأجرين، وجلهم من الفقراء، فقد ابلغني رئيس التحرير بقراره الحاسم: لن أشرد عراقي فقير لأجيء بغيره متمكن ليسكن الدار . تذكرت هذه القضية وأنا أرى قبل أيام شرطة الأعظمية ومعهم ممثلاً عن وزارة الثقافة وهم يجولون على الدور التي تحولت بعد ثلاثين سنة الى مايشبه الخرائب، مهددين ساكنيها بتخليتها وعذرهم في ذلك (كما يزعمون) إن الوزير سعدون الدليمي يريد أن يوفر سكناً لكبار موظفيه فيها تمهيداً لتمليكهم إياها بعد عرضها للبيع على وفق قانون أحقية الساكن في الشراء . والمفارقة هنا هي، إن الوزير سعدون الدليمي ليس المالك الفعلي للدور المذكورة، بل أن ملكيتها تعود إلى وزارة المالية، والذي عرفه الساكنون هو اجلاء الجميع باستثناء من هم مايزالون موظفين في وزارة الثقافة وهم بحدود الثلاثة. والمفارقة الأخرى هي أن أحد المواطنين الشاغلين لهذه الدور خاطب الشرطة قائلاً: لماذا يشغل الوزير الدليمي نفسه بقضايا صغيرة ؟ ولماذا لايكرس وقته لحفظ أمن العراقيين باعتباره وزيراً للدفاع؟ فكان رد أحد أفراد الشرطة: أسألو الوزير عن ذلك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك