المقالات

هكذا نقول .. تحديد مواعيد للانتخابات ضرورة


عون الربيعي

ربما تعترينا الكثير من الشكوك, ازاء عدد من القضايا التي تهم مستقبلنا الذي نتمناه فالاستقرار السياسي واحدة من اهم الامور التي يفكر فيها المواطن وقد ولدت حالة الاحباط في الشارع العراقي مشاكل جديدة تعود بطبيعتها الى عودة حالة الـ (لاثقة ) بالنظام الحاكم فبعد عقود من الفردية استبشر العراقيون خيرا بالنظام التعددي الجديد لكن مع حجم المشاكل الطارئة والتشويش الاعلامي المضاد فضلا عن سوء الادارة وقلة الفرص لجأ الكثيرون الى العودة من حيث اتوا فيما هاجرت اعداد جديدة من العراقيين الى بلدان اوربية.والسؤال الذي ينبغي ان يجاب عنه بشكل محدد لماذا يهاجر العراقي ولماذا يفكر اخرون بنفس الطريقة فضلا عن رواج الاحاديث التي تخوض في سيرة العراقيين وتقلبهم وعدم قدرتهم على قيادة البلد وايضا الحديث عن خراب البلاد وعدم قدرتها على النهوض ومواجهة الفساد؟؟.ولكل سؤال اجابته لكن لابد من الوصول في الاجابات جميعا الى نقطة يمكن منها البدء بتحديد المعالجات التي يمكن ان تكون منطلقا لعهد جديد يبدا من سلوك السياسيين وقادة البلاد ,الذين كان بعضهم سببا في شكوك المواطن وفقدانه الثقة بالمؤسسة السياسية بشقيها التنفيذي والتشريعي, والا فليس في الكلام فائدة ولن نصل الى حل لمجمل قضايانا ولن يكون لنا مستقبل جيد على الاقل في ظل التقاطعات وصراع المصالح التي بدأت تأخذ طابعا تصعيديا خطيرا ينذر بتلكوء وتعطل الكثير من المفاصل. فلا يوجد مؤسسة في العراق لاتعيش حالة الشد والجذب والصراع بفعل اسباب مرتبطة بواقع البلاد الاداري والسياسي واخرى مرتبطة بحالة الفردية والتدخل اللامشروع الذي تمارسه بعض الشخصيات والتيارات السياسية التي تريد السيطرة على كل شيء, ومنها عدم وجود توقيتات ممنهجة تؤكد السلمية في تداول السلطة والانضباط الاداري الذي يعطي اشارة ايجابية للمواطن عن وجود التنظيم والاتفاق الذي يؤدي الى رسوخ الثقة بهذه المؤسسات وبالنظام السياسي الذي ينبغي ان يكون ملبيا لطموحات المواطنين . ولعلنا نحس بالخطر ونشعر بريبة ازاء التصعيد وعدم حضور التهدئة اللازمة للشروع بمراحل جديدة من البناء المستند الى الدستور, فالصفقات تضرب كل شيء وتعصف بالبقية الباقية من الثقة, هذه الثقة الناشئة عن تطبيق القانون والالتزام به بعيدا عن مصالح الفرقاء الفئوية والحزبية التي تقدم على حساب هذا الشعب.نعم ان عدم تحديد موعد لأجراء انتخابات مجالس المحافظات ومجالس الاقضية والنواحي يكون منسجما مع التوقيتات الدستورية التي تلزم بإجراء الانتخابات كل اربع سنوات يعد خرقا دستوريا وقد يكون ناشئا من تعطيل بعض المؤسسات الحيوية كمفوضية الانتخابات والتي تم تعطيلها لفترة طويلة بسبب عدم انتخاب مجلس للمفوضين (والذي انتخب مؤخرا) وفقا لمزاج سياسي معين للاسف, رغم انه يمثل ضرورة أساسية تطمئن الشارع والقوى السياسية المنافسة (كلا بحسب اجندته) مما يدعونا للسؤال لماذا الاصرار على هذا النهج فالشروع بتحديد موعد ثابت غير قابل للتأجيل سيسهم من دون ادنى شك في تهدئة الاوضاع، اذا ارد البعض ممن يدعي الحرص على الوطن تهدئة وطنية . من هنا لا بد على كل الاطراف العمل في الاسراع من اجل تحديد هذا الموعد والرجوع الى ابناء الوطن ليقرروا من يختارون لتمثيلهم وخدمتهم ويكون مسؤولا عن ادارة شؤونهم للدورة القادمة ،وهو مطلب حق ولا يشك عاقل انه ممكن التطبيق وله فوائد كبيرة اكثر مما يولده التعطيل والتلاعب واللامبالاة.لذلك فنحن كمواطنين عراقيين نرى انه من الضروري التفكير بسن قانون يقر من قبل ممثلي الشعب في مجلس النواب يحدد التوقيتات الواضحة لكل العمليات الانتخابية ابتدءا من انتخابات مجالس الاقضية والنواحي و مجالس الـ محافظة وانتهاءا بمواعيد انتخابات مجلس النواب وضمن السقوف الزمنية والمدد الدستورية التي حددت باربعة سنوات من تاريخ انتهاء العملية الانتخابية فحالة فوضى مواعيد الانتخابات لم تعد مقبولة ولابد من وجود قانون كهذا بحيث لاتجري مخالفته .اما اذا مر البلد او محافظة ما بظروف استثنائية ضمن هذا الطرح فالخيار بالعودة لمجلس النواب لتحديد موعد جديد اما ان تكون التاجيلات كيفية وبالجملة فهذا ما ادى الى ان نكون بمثل هذه الحالة من الضعف في ادارة شاننا الانتخابي وكما قلت فان مسألة بهذه الاهمية لا تتحمل الجدل كما انها لابد ان تبعد عن حالة الصراع السياسي والأزمات السياسية المفتعلة, فمثل هذه التشريعات والالتفاتات ستدعم مشروعنا وترسخ تجربتنا التي تحتاج المزيد من الاصلاحات وان كانت بمثل هذه الرؤى والملاحظات المهمة التي تجاوزتها الديمقراطيات الحقيقية منذ امد بعيد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شمس الشمسي
2012-09-30
وليش ما يحددون مواعيد للانتخابات وهمه بدؤا يحضرون للانتخابات بدليل المالكي لازم القنوات الحكومية من الصبح لليل يحجي عن نفسه وسوه نفسه قديس مثل المقبور صدام لمن اسمعه احس اني متابع فلم ذاك الزنيم الايام الطويله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك