المقالات

عن أي منافذ حدودية يتحدث النائب حسين الاسدي


هادي ندا المالكي

لايجد النائب عن دولة القانون الشيخ حسين الاسدي حرج في التصريح بأي موضوع طالما ان الساحة العراقية السياسية تعيش حالة الفوضى الخلاقة بكل إشكالاتها وإرهاصاتها وطالما ان الكلام من فضة وان هذه الفضة لن يشتريها احد ولن يقيمها سواء كانت من الاسدي او من غيره من نواب دولة القانون ما دام الهدف الأساس من إطلاقها هو إحداث حالة من الحراك السلبي، حتى وان كانت هذه التصريحات جزء من عملية تبادل للأدوار يتم توزيعها من قبل رئيس القائمة على نوابه وكل حسب إمكانياته واختصاصه ومواهبه الظاهرة والدفينة على حد سواء،ومن الطبيعي فان للشيخ الاسدي قابليات ومهارات استطاع رئيس القائمة نوري المالكي من تشخيصها وتحديدها وتوجيهها بالطريقة التي تخدم القائمة وتتناغم مع فطرة الشيخ الاسدي الروزخونية.وكان اخر ما صرح به الشيخ الاسدي المتخصص في التصريح ضد الاكراد، هو الاعلان عن استجواب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني على خلفية بعض الخروقات الدستورية التي تتعلق بالمنافذ الحدودية، وعقود الإقليم النفطية وتدريب المقاتلين السوريين بكردستان،ومثل هذا الطلب حق طبيعي ولا يتناقض مع بنود الدستور العراقي حتى وان رفض الكرد هذا الطرح جملة وتفصيليا،ولكن ما ريد الوصول اليه هو ليس الحق في استجواب بارزاني من عدمه وما اذا كان خرق الدستور ام لم يخرقه ولكن الذي يهمني هو ما الذي سيفعله الشيخ الاسدي بالمنافذ الحدودية اذا ما تم تسليمها الى الشيخ الفاضل والى حكومة دولة القانون المأزومة على مدى السنوات ألثمان الماضية.هل سيعيد بنائها من جديد وهل سيستفاد من وارداتها المالية وهل سيسخر هذه الواردات لخدمة المحافظات التي تنتمي لها هذه المنافذ وهل وهل..اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة مع معاينة حقيقية لواقع المنافذ الحدودية البرية الحالية.والشيء المؤكد ان الاسدي لن يتمكن من الاجابة على الاسئلة اعلاه او انه لن يهتم لمثل هذه الاسئلة فهو ينتمي الى دولة القانون التي لا ياتيها الباطل من بين يديها، كما انه ليس على استعداد لزيارة هذه المنافذ والاطلاع على الواقع البائس الذي يتمثل باسوء صوره فيها طالما ان كل المطارات وخدماتها متاحة له بحكم اهميته الروزخونية وتصريحاته المثيرة للجدل دائما وابد،وبالتالي فان مطالبه بتسليم المنافذ ياتي من باب اثارت الزوابع والا كان الاجدر به ان يتابع المنافذ الحدودية التي تقع تحت سلطة الحكومة المركزية ويرى ويشاهد حقيقة هذه المنافذ التي لا تصلح حتى إسطبلات حيوانية ويلتمس لمس اليد الإجراءات الأمنية واللوجستية المعقدة التي يواجهها العراقي المنبوذ في بلده اكثر من أي بلد اخر.ان المنافذ الحدودية البرية والجوية العراقية تمثل حالة من الازدراء والاهانة لكرامة المواطن العراقي قبل ان تكون كذلك لرعايا الدول الاجانب القادمين من الخارج بسبب عدم وجود منافذ حقيقية تنتمي الى ما هو مماثل في دول الجوار او في دول العالم الاخرى او في المنافذ التي لا تبعد عشرة امتار عن المنافذ العراقية التي تنعدم فيها الخدمات وابتعادها عن اماكن تنقل المواطنين وارتفاع اجور النقل بسبب الضرائب الحكومية التي تجبيها مجالس المحافظات وكذلك عدم وجود جهة حكومية رقابية او هيئة تنظم عملية النقل وفوق هذا وذاك فان كل ابناء الشعب العراقي من رجال ونساء واطفال وشيوخ وعجائز ورضع مطلوبين للقانون لان جهاز ادخال المعلومات سيتوقف عند ادخال أي اسم وما عليك الا ان تنتظر في زرائب الحيوانات عطف ولطف الموظف المختص لينقر على زر الكيبورد نقرت المرور المدوية.ان المنافذ الحدودية واجهة اولية وعنوان لرقي البلد وانطباع عن كينونة هذا البلد ،وعنوان منافذنا واضح ولا يحتاج الى شرح كبير لكن السؤال الذي يتردد هو هل نحن بحاجة الى الاموال لبناء منافذ محترمة تليق بكرامة وقدر الانسان العراقي وما هو مصير الاموال التي تجبا من المنافذ الحدودية وهل يعجز الدولة بناء منافذ تليق بقيمة الانسان العراقي اذا كانت هي لا تهتم لسمعتها.اتمنى على الشيخ الاسدي ان يزور منافذ كردستان ويطلع على واقع الخدمات فيها وعلى الاجراءات الامنية المتبعة ويقارنها بما يجري في حكومة المركز ومنافذها ومن ثم اترك له حق المطالبة من عدمه لانه عندها سيرمي بعمامته ويهيل التراب على راسه اذا كان عراقيا شريفا وتهمه كرامة وراحة المواطن العراقي اما اذا كان كلامه من فضة فعليه ان يصمت الى الابد فقد مملنا من كثرة الرغاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2012-09-27
اخي ارجو منك عند انتقاد الشيخ الاسدي ان لاتعمم الانتقاد على كل دولة القانون وكذلك لاتنسى ان دولة القانون منكم وانتم منها النقد الموضوعي لاباس به ولكن انقد الهدام والذي يفيد خصوم اخيك يؤذيك قبل ان يؤذي اخيك ورحم الله شهيد المحرب السيد اية الله الحكيم كنت يوما جالس في محاضره له سوؤل عن خصومته مع احد الاحزاب قال قدس الله سره خصومتي مع صدام فقط لانه دمر العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك