المقالات

القوانين بين الحاجة وظاهرة التعطيل !!!!


سليمان الخفاجي

 من حق السياسي ان يروّج لمشروعه ، من حق الحزب الفلاني ان يطرح برنامجه ، من حق المسؤول ان يظهر انجازاته ، من حقهم ان يعملوا و يجتهدوا كي يؤثروا على المواطن (الناخب ) لكسب ودّه (صوته ) مادامت الأساليب والآليات والمراحل وفق القانون وبعيدة عن الاتبزاز والانتهازية ولغة الفرض ، لكن لايحق للسياسي ان يهدم بلد من اجل مصلحته ولمسؤول ان ينسف كل جهود الآخرين فينسبها اليه ولا لحزب ان يخرب نظام وبنية دولة من اجل ان يبقى وحيدا فريدا في الساحة السياسية (يكتسح الساحة ) وإعدام وجود أي منافس بصورة ملتوية وبكافة الأساليب الشرعية والغير شرعية . صحيح ان التجربة الديمقراطية العراقية باتت تجربة فريدة في كل المقاييس إلا أننا لا نستطيع ان نقول بأنها اقتبست من النظام العالمي الديمقراطي الفلاني او التجربة الرائدة الفلانية فالقوالب جميلة والدستور اشبه بالكامل ونموذجي لكن لم ير النور ،الخطاب كله امل ومستقبلي (فسين وسوف ) تلازم الجميع و(كان) ترافقهم في كل المراحل اما كعمل وخطوات جادة على ارض الواقع نجد إحباط وتقهقر وتراجع حتى عن طبيعة الخطاب ليتحول الى بذاءة وانحطاط في بعض الاحيان والى الفاظ سوقية لاتنم الا عن وضاعة وانحطاط الوسط الذي ينتج هكذا نموذج ويفرز مثل هذه الحالة خاصة بعد ان انتشرت ظاهرة المؤتمرات الصحفية وابتعاد المختص الاعلامي العارف بمتطلبات تلك المؤتمرات وطبيعتها لان التنافس بات حتى على الظهور على شاشات الفضائيات والتي باتت بديلة عن قبة البرلمان وعن مكاتب الوزراء وورش العمل وميادين التنافس في خدمة المجتمع ذلك المجتمع الذي سمع وعوداً وتلقى دفعات جعلت منه بالونا متضخما في اجواء بلاد الرافدين ليسقط مع اول قانون اجل او عدل عدة مرات ليختفى مع اول موازنة انفجارية تبخر مع تسامي الحسابات الختامية لتلك الموازانات ،وجرّب المواطن المتضخم بالاحباط بالخطابات بالكلمات بالخروقات الامنية بالامتيازات الخرافية بغياب البطاقة التموينية بالكهرباء المنسية بالحسابات الفلكية والرواتب والايفادات والمحسوبيات . . . جرب ان يقنع نفسه ان يتقاضى ليتحول الى مراقب محايد لايعنيه كل هذا لكنه لم يفلح خرج في الشارع فاتهم بالتسييس والعمالة ومن الذي اتهمه (حاميهه حراميهه) وقالوا 100 يوم وتنافسوا من جديد وبقى المواطن كلما يتحدث قالوا سنقرها بقانون (وهل يوجد افضل وانبل واصدق من المواطن العراقي )وكيف نمثله ولا ناخذ برأيه وتحدث النائب الشجاع عن وجوب ترشيق الوزارات بتنبيه وجهة نظر الوزارة المعينة وتلبية لاداء دور المحامي والمدافع عن ولي النعمة (ابو الخبزة )ومثل كل مرة مضت السنون الاربعة كأختهى وانتهت الموازنة ويجب ان تأتي انتخابات والكل يريد ان يبقى بنفس الصورة التي رسمها في اعين المواطن والذي منذ اربع سنوات فكيف سيخاطبه وهوبعيد عنه يحيرني المواطن العراقي قبل السياسي وقبل المسؤول وقبل الحزب او التكتل السياسي كيف سينظر كيف سيتكل كيف سيستقبل وماذا سيقول لهم جميعا عن المدارس عن المسشفيات عن التعيينات عن الشوارع عن النفط عن السوق واسعار الفواكه والخضر عن كل شيء . يبدوا اني ذهبت بعيدا وقل تجاوزت الحدود فساترك كل هذه الامور ساقف عند نقطة واحدة وهي ماذا سيقول الجميع عن ايقاف وتعطيل القوانين وهي آخر صيحة في التجربة البرلمانية واخر ابتكار لسياسيينا لمسؤولينا لاحزابنا لمشروعنا والذي ( سالت دمائنا من سقطنا و شتمنا لاجله ،قتلنا ،هجرنا ،ذبحنا ، ولازلنا اوفياء له ، لن نتركه بيد غير امينة اطول من هذه الفترة) لكن باستخام تعطيل القوانين كورقة ضغط على الاحزاب الاخرى اوابتزاز لشخصية او فئة ومرة لالغاء هذا المكون وذلك التيارسياسة حمقاء واستهتار بمشاعر المواطن وحقه ومستقبله ونسف لماضيه فلماذا لا تصوتوا على هذا القانون وانتم تعرفون مدى اهميته (لامو راح ينحسب لفلان جهة ) وما هو سبب ابقاء المشروع الفلاني في ادراج مجلس النواب وفي خزانة اللجان (اكو اخبار محصله كشة راح يستفاد) لماذا رفعتم هذا القانون اصلا (حتى يبين احنه نشتغل ونحرج المقابل ) هكذا مشروع يعنون في فائدة شريحة مهمة من الناس (غير نتوافق عليه )و.... وفي النهاية لايوجد أي سبب اخرلطعن القانون وعدم اقراره سوى ان القانون يخالف ذوق ومزاج الشخصية المرموقة والنائب المحترم والكتلة الموقرة ويبقى الحال على ماهو علية وفي النتيجة ماموجود فعلا هو كلام وخطاب موجه . طيب كيف تحل المشكلة وما هي افق تخليص تلك القوانين او جدولتها وما هي اولوياتها وكيف يتم تناولها تكثرالاسئلة وبكثرتها وتعددها تبقى ايام اشهرسنوات والى ان يأذن الوفاق السياسي وان حصل فتخرج القوانين بسلة واحدة وبعلاتها واخطائها وملاحظات كثيرة بحيث لايمكن تطبيقها الا على من يريدون ومدى استفادتهم منها ثم تهمل وتعود القوانين بما يشبه (دورة القانون في الطبيعة) مجلس النواب ودوائر الدولة واصحاب الارادات حلقة مفرغة لاتستكمل يوما من الايام ولا تنتهي ابدا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك