المقالات

تعطيل التصويت على القوانين ... العفو العام انموذجاً


سلام محمد

تحدثنا في مقالات سابقة عن تعطيل قانوني المحكمة الاتحادية والمفوضية العليا للانتخابات أنموذجا لاستخفاف معظم القيادات السياسية وعدم جديتها في تشريع القوانين التي تنظم الحياة في العراق بمختلف اتجاهاتها , واليوم نتحدث عن تعطيل قانون العفو العام ..إن مسرحية قانون العفو العام البرلمانية واحدة من المهازل التي سيشهد لها تاريخ العراق المعاصر والسبب يعود إلى جرأة قيادات الكتل السياسية المشاركة في البرلمان العراقي الذي يمثل الحالة التشرعية ودفاعهم العلني عن المجرمين المتهمين بإراقة الدم وهتك الحرمات وتعطيلهم القانون الذي يعالج مشكلة المعتقلين الذين يمكن التجاوز عن أخطائهم وإعادتهم لمزاولة حياتهم الطبيعية بإصرارهم على ان يشمل القانون كل المعتقلين بدون استثناء .إن مسألة قانون العفو العام وتبييض السجون من نزلائها تحتاج إلى إعادة نظر واهتمام بالغ لأنها يمكن إن تكون خطوة بالاتجاه الصحيح أو تكون فرصة لتمرير مخطط مدروس لتهريب الإرهابيين ولا يوجد ضمان في إمكانية السلطة التنفيذية تطبيق هذا القانون بشكل يضمن عدم تسرب المجرمين وهي متهمة بالفساد الإداري والمالي في جميع مفاصلها ومن هذه المفاصل وزارة العدل حيث أثبتت الوقائع إن القضاء العراقي يخضع إلى إرادتين .. الأولى ارادة السلطة التي تفرض أجندتها على القضاء والثانية الرشوة والإحكام التي تشرعها ( الدفاتر ) كما يعبرون عن الدولار في لغة التجار , فالذي جرأ الجماعات الإرهابية على الاستخفاف بالدم العراقي هو الفساد الذي ينخر جسد القوة القضائية , فأي مجرم ومهما ارتكب من جرم تلعب ( دفاتر الدولار ) لعبتها في إخراجه من المعتقل بعد إن يتم شراء قرار المحكمة بالسعر الذي يحدده القاضي, وبالمقابل يوجد معتقلين أبرياء منذ سقوط النظام وأسباب اعتقالهم تافهة ولاتستحق إن يقضوا في السجن عقوبة عليها ولو ليوم واحد , وهؤلاء لايوجد من يدافع عنهم وينهي معاناتهم ومعانات عوائلهم وما يترتب من ضرر على العائلة في حال سجن معيلها , وهذه مشكلة عدد كبير من نزلاء السجون في العراق .إن قانون العفو العام فيه مطبات كبيرة يمكن من خلالها عبور الكثير من الإرهابيين لذلك إقرار القانون يحتاج إلى وضع فلاتر رصينة وإعادة النظر في الإحكام الصادرة بحق الذين يمكن التسامح معهم والوقوف بوجه المخطط الرامي إلى إخراج الإرهابيين تحت غطاء العفو العام , وعلى الذين يطالبون بإخراج جميع السجناء بلا تمييز إن يضعوا نصب أعينهم الضحايا الابرياء الذين أراق دمائهم المجرمين الذين يطالبون بإطلاق سراحهم , ومن القضايا التي تحتاج الى وقفة وعلاج فساد المؤسسة القضائية وضعفها امام التهديدات او المغريات التي تستخدمها الجماعات المسلحة وتوفير الظروف الملائمة للقضاة للحؤول دون استغلالهم والتاثير على احكامهم وتحقيق العدالة التي تنصف الابرياء وتقف بحزم امام المجرمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك