المقالات

الجْالِيّةَ العِرْاقِيّةَ فِيْ العِرْاقْ


احمد عبدالستار الاسدي

(يا غريب كن اديب) .. منذ القدم والانسان يحترم هذا المبدأ في الحياة ، بل ان فطرته الانسانية تجبره على الخجل والتقيد الى ان يألف المكان ويكتشف وجوهه وزواياه . الا ان الشعب العراقي يبالغ بالالتزام المفرط بالقاعدة المذكورة ، ويحترم غربته ومحدودية مكوثه على الارض التي يقطنها ، للدرجة التي بدأ الشعب يصدق نفسه بانه جالية طارئة على البلد لا مجموعة مواطنين اصلاء . ولنا ان نتبين كيف تولد احساس (الجالية).-------------------------------على صعيد المشاركة السياسيةهل تعتقد ان قانون الانتخابات يصون لك صوتك ؟ بالعكس تماماً ، قانون الانتخابات قد حولنا من ناخبين الى مصوتين . حولنا من ارادات حية الى (ارقام) تجمعها وتطرحها المزاجات التحالفية . وهذا حال الاجئين ، فهم ليسوا اكثر من (ارقام) . -------------------------------التعليم لا تتوقع ان تاتي الدولة بجامعة كـ(السوربون) لمجرد لاجئين . فتعليمهم العالي و(الناصي) ليس مما يؤرقها . خصوصا وان ابناء مواطني الخضراء يتلقون تعليمهم (وكأسهم) في ارقى الجامعات و(الحانات) الفرنسية والانكليزية . فما الداعي لان ترهق الدولة ميزانيتها على الطارئين علما ان هذه الاموال هي من احق حقوق (ابناء الخضراء) .-------------------------------الكهرباء ؟هل تحتاج احياء الصفيح الى الكهرباء ؟ فبيوتنا في عيون (الخضراويين) لا تعدو ان تكون احياء صفيح و(تنك) ، ان لم تكن (خيم) مقارنة بقصورهم الفارهة . لكن هذه ليست بالمشكلة فالعراق اليوم يصدر الكهرباء لدول الجوار ، واذا ما رمق احد الخضراويين احيائنا بطرفة عين وشاهد ان احياء (التنك) قد صارت (بلوك) فهذه المسألة ستحل في ليلة وضحاها .-------------------------------الكرامة ؟احرص عليها جيدا . فقد تراق عند اول نقطة تفتيش وانت تصطحب اسرتك في جولة صيفية . احمد الله واقبل بالواقع . فان كثيرا ممن تنكب سلاحه وخوذته لا يحسن التسلط الا على افراد تلك الجالية المستضعفة المسكينة . وادع الله وانت تخرج من دارك ان يكون واجب السيطرة لـ(اولاد الحلال) .-------------------------------النفط ؟مالنا وخزائن الامراء ؟ دعك من اسعار (البرينت) والخام ، ولا تشغل (الجمجمة) بالعقود المؤجلة وجولات التراخيص ، فانهم يرسلون لنا برميلا كل شتاء . وهذا هو استحقاق الاجئين هل تريدون ان نقاسم (الخضر) ارزاقهم ؟-------------------------------الخدمات ؟اننا مستوطنات بشرية طارئة ومؤقتة . تنتظر الحكومة بفارغ الصبر موتنا او رحيلنا . كناموس مزعج ، فلمَ تصرف الاموال وتخصص الميزانيات على المؤقت . الحكومة ليست متقاعسة اطلاقا عن توفير الخدمات لشعبها ، والدليل انظر للخضراء .. لكن كيف سيتسنى لك ان تنظر للخضراء ؟.. إسال شخصاً يعمل نادلا في احد مطاعم الخضراء عن جودة الخدمات . فان قدِر لاحد افراد الجالية وصول تلك البقعة ، فلن يدخلها باكثر من صفة "نادل" .-------------------------------هل ايقنتم فعلاً اننا جالية ولسنا شعباً ؟ ايقنتم فرق المسافة (الكونية) بين الجالية العراقية وشعب الخضراء ؟ عموماً ، اعجبني كثيرا انظباط الجالية ومعرفتها لحدود حقوقها ، فهم ليسوا من نوع (نزل ويدبج ع السطح) . اتمنى لهم حسن الاقامة على كوكب الارض حتى يحين موعد مغادرتهم الى (مقبرة النجف) . كما وأود ان ابشرهم ان حكومة الخضراء وتنظيم القاعدة وكثيرا من السياسيين قد تكفوا مهمة تسهيل عملية نقلهم الى وجهتمهم القادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد عبدالستار الاسدي
2012-10-05
اشكر كلمات وثناء الاخوة القراء .. شكرا جزيلا لكم اخواني
علي العبيدي
2012-09-14
نعم للأسف الشديد هذا حال العراقيين, كل شيء في العراق يجعلك تشعر هذا الشعور من سلطة ومؤسسات فغياب التوعية للطلاب والناس بشكل عام معدومة ولا يوجد من يعمل على اقامة مؤسسة تعنى بتثقيف وتوعية الناس, علما ان الناس قد اصبحوا يصدقون التلفزيون اكثر فعلى الدولة والمسؤولين والاجتماعيين تقديم برامج خاصة لتعزيز حب الناس للوطن ومعالجة النفور الشعبي من الاحساس انهم مواطنون في هذا البلد. مع شديد الاسف اخذنا ندور اسقاع العالم بحثا عن حياة كريمة ولا نرى في العراق من يسعى لاحياء هذا الوطن الجريح.
كلمة
2012-09-13
ياليت ينطبق علينا معنى الجالية فللجاليات قدر من الاحترام في البلدان المضيفة لم نصل اليه بعد مازلنا في مرحلة الرق والعبودية مع بالغ الاسف جزيتم خيرا
مؤمل العراقي
2012-09-13
تحية لك الاخ كاتب المقال على ماكتبت فقد عبرت عن كلمات تختلج في النفس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك