المقالات

معركة الزورة بعد 14 عاماً


بقلم أبو ضحى الغزي

معركة الزورة / ابو ضحى الغزيمعارك الأهوار ( معركة الزورة ) وجهاد المجاهدين ما إن أخذ النظام الاستبدادي الصدامي الحاكم في بغداد يتلقى الضربات الموجعة والتي باتت تقض مضاجعه ، ولاسيما الضربة التي وجهتها المجموعة الجهادية في ( 15 شعبان سابقأ وقائدها سيد حمزة الموسوي) ، لـ ( عدي ) النجل الأكبر لصدام حسين ، أخذ يفكر بشكل جدي لتعقب المنفذين لهذه العملية الجريئة ولتوجيه ضربات خاطفة لمقارّ المجاهدين ومعاقلهم الدائمة في مناطق الأهوار ، الى جانب استهداف رموزهم من خلال عمليات الاغتيالات التي طالت بعض المجاهدين في الداخل والخارج ، وقد كانت منطقة ( الزورة ) وهي عبارة عن أهوار مغطاة بالأحراش العالية وعلى مساحة تقدر بـ 7×7 كيلو متراً ، وهي تابعة لقضاء ( سوق الشيوخ ) بمحافظة ذي قار ، وحيث تواجد عشائر آل جويبر الخاقانية هدفه هذه المرة . حشد النظام الدكتاتوري لهذه العملية الكثير من القطعات العسكرية التي كانت منتشرة في محافظات ذي قار والبصرة وميسان وواسط ، فضلاً عن الأجهزة الأمنية والحزبية ، بل وحتى بعض العشائر الموالية للنظام آنذاك ، وقد كان يشرف على هذه الحشود كل من عزة الدوري وقصي صدام حسين والكثير من القيادات العسكرية والحزبية . لقد بدأ الهجوم في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيلول عام ألف وتسع مائة وثمانية وتسعين ، وانتهى بعد حصار وقتال ومناوشات بين كر وفر دام سبعة أيام ، وعلى ثلاثة محاور من جهة الجنوب حيث عشائر آل جويبر ، كما انتشرت المدرعات والدبابات على طول السدة الترابية التي أنشأها النظام لأغراض أمنية ، وبالعكس مما كان يدعيه من إنها أنشئت لأغراض مشاريع لتطوير المنطقة . وكان المجاهدون من تنظيمات (15 شعبان سابقأ حركة الجهاد والبناء حاليأ) و(حزب الدعوة) (وفيلق بدر (ومجاهدو الثورة الإسلامية) وبعض الأهالي الذين يلتجئون الى عمق الهور في أثناء أي عملية دهم يقوم بها النظام لغرض أن يتحصنوا داخل منطقة الزورة ، وقد توزعوا الى قواطع أربعة بعد أن أعدوا المواضع الدفاعية وبتحصينات بسيطة لكنهم يتمتعون بمعنويات عالية جداً ، وعند عمليات القصف المدفعي المركز التي كان النظام يقوم بها خلال الأيام الخمسة الأولى ، كان يحاول خلالها الأختراق والدخول الى قلب المنطقة ، إلا أن ّ صلابة المجاهدين وصمودهم وتمرسهم في القتال بمثل هذه المناطق حال دون ذلك ، وباءت كل محاولات العسكر بالفشل الذريع ، وكان خلال هذه الأيام يتحمل الخسائر الكبيرة في المعدات والأرواح . فكر القادة الميدانيون من المجاهدين بعد مرور خمسة أيام من الحصار والقتال ، في الأنسحاب من المنطقة حفاظاً على أرواح المجاهدين وخشية من نفاد المؤونة والعتاد فعملوا على كسر أحد الأجنحة من جهة الشرق وبأتجاه الطريق السريع بين ناحيتي ( الطار ) و ( الفهود ) ، فقاموا بعملية خاطفة وسريعة وعاصفة من كسر هذا الطوق المضروب حولهم ،، وقد فاجأوا العدو ، قام النظام على أثرها بأعدام مجموعة من الضباط بتهمة التواطوء مع المجاهدين ، والسماح لهم بالأفلات من الطوق المحكم ، ومن ثم قام النظام في اليوم التالي بالدخول الى عمق منطقة ( الزورة ) ، ولكن خيبة الأمل كانت حصاده ، فلم يجد في هذه المنطقة أي شيء يذكر ، فقد سَلِمَ المجاهدون والوثائق من هذه الهجمة الشرسة ولم يقدموا خلالها سوى شهيد واحد وجريحين في أثناء الأنسحاب ، وبذلك كانت معركة ( الزورة ) واحدة من المعارك التي أبلى فيها المجاهدون بلاءاً حسناً وكانت صفعة للنظام الأستبدادي الذي حكم الشعب بقوة الحديد والنار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حمزة - العراق
2012-09-09
حيا الله آل جوبير وعشائر سوق الشيوخ ، تاريخكم يشهد بمقارعة الظلم والاستبداد ، لازال الرصاص في جذوع النخل شاهد على بطولاتكم منذ عام 1935 .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك