المقالات

اذا كانت ميسان في القلب فعليكم انصافها !!!


عون الربيعي

في خضم حالة الصراع وفي مرحلة عصيبة من اعقد المراحل التي نعيشها كشعب وما تعيشه شعوب اخرى و بالالتفات الى كل هذه المشاكل والازمات والتي تعود اسبابها الى الظروف الاجتماعية الضاغطة التي تعود بتكوينها ووجودها الى الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وتفشي الفساد بكل اشكاله وانواعه والذي ينخر الانظمة ويفتت الدول ويقصي الحكومات في خضم كل ذلك تبرز المبادرات الاشجع والاقدر على حلحلة المشاكل والتي تريد وضع نهايات حقيقية معقولة لهذه المشاكل عبر مبادرة جديدة حقيقية صادقة نابعة من حرص وسابق ارادة على تحقيق الافضل لهذا الشعب. وبالنظر الى خارطة البلاد من اقصاه الى اقصاه ينبغي التركيز على المناطق الاكثر محرومية وهذه المناطق والمحافظات لمن يريد رؤية الواقع بانصاف تقع في جنوب الوطن المهمل المتعب المثقل باهات عقود خلت كان عنوانها التنكيل وسيل الدماء وازهاق الارواح وهلاك الحرث والنسل.واجزم ان ليس هناك بقعة اخرى في بلادنا تعرضت لما تعرض له اهلنا واحبتنا في جنوب الوطن الا بعض مناطق كردستان التي ابيدت عن اخرها في هجمات المقبور علي الكيمياوي وبعض رعاع القرية واوباشها وكان الهدف بكل وضوح وصراحة هو ادامة حالة التسليم والانقياد لذلك النظام الهمجي الارعن وهذا ما رفضه الجنوب العراقي رفضا قاطعا فدفع ضريبة رفضه كل هذا الحرمان. ولو اردنا ان نقف على المبادرة ونستوضح اهدافها النبيلة لوجدنا ان المسالة برمتها لاتخرج عن اطار انتفاع الاولى بجزء من ثرواته كحق طبيعي لايمكن انكاره عليه ولعل صاحب المبادرة السيد عمار الحكيم الذي لانشك باخلاصه وتفانيه كان محقا في مطالبته ودعوته وكان موفقا جدا في توصيفاته لواقع الحال الذي يعيشه الميسانيون وما ينبغي ان يكونوا عليه وتكون عليه محافظتهم المنكوبة, وكذلك الحال ينطبق على حق البصريين في الانتفاع من مواردهم عبر تاهيل محافظتهم لتكون عاصمة البلاد الاقتصادية. ان مبادرة إعادة تأهيل ميسان والتي اطلقها السيد الحكيم والتي اشتملت على ثلاثة محاور وهي استصلاح الاراضي التي جففت في زمن النظام البعثي المجرم وازالة الالغام ومخلفات حرب الثماني سنوات مع ايران واستقطاع نسبة تصل الى 15 % من ايرادات نفط ميسان لانصاف هذه المحافظة التي عرفت واشتهرت بتضحياتها فمبادرة بهذا الحجم ومشروع بهذه الكيفية كفيل بحل الكثير من المشاكل والاشكالات وسيعود على المحافظة وابنائها بالخير العميم فضلا عن انها مبادرة واقعية وفعلية ستحدث نقلة سريعة وهي فرصة الانطلاق الحقيقية للمحافظة وتخليصها من معاناتها .فالسيد الحكيم وكما يرى أي منصف بالتفاتته هذه وبنفسه الطويل ورؤيته الوطنية التي ركز من خلالها على ترسيخ ثقافة المطالبة بالحقوق وانتزاعها والتركيز على الواقع الحقيقي للمدن والمحافظات منطلقا في رؤيته وهي محقة بان المحافظات الاكثر تضررا والاكثر عطاءا اولى من غيرها بالانتفاع من ثرواتها فما معنى ان تكون الثروة النفطية التي تمتلكها محافظة ميسان تذهب الى غيرها ويتنعم بها اخرون بينما يتلوى الالاف من المواطنين خصوصا سكنة مناطق الاهوار وعموم الفلاحين ويشكون الجوع الذي سببه يعود لشحة المياه دون ان تمتد لهم يد العون او تنظر الدولة بمركزيتها المطبقة الى معاناتهم وتشح حلولها وتخصيصاتها المالية في التعامل مع قضاياهم وتبقى المشاريع التي يخطط لها مجرد حبر على ورق بفعل قلة هذه التخصيصات والتي لاتستطيع تغيير الواقع على الارض من شدة المحرومية وغياب البنى التحتية التي لم تنشىء اصلا في هذه المحافظة العزيزة طوال العقود الماضية من عمر الدولة العراقية الحديثة. اذن ومن منطلق الأنصاف لميسان ولما عانته من حرمان لابد ان يعمل بمقتضى هذه المبادرة الوطنية وتمريرها كقانون يقر في مجلس النواب العراقي بدل الاعتماد على فتات الموازنة التي اغفلت طوال السنوات السابقة باب المحرومية وساوت الجميع في العطاء ليبقى الغني غنيا والفقير فقيرا وتستمر المعاناة التي نريد الوصول الى نهايتها خصوصا ونحن ابناء الجنوب الثائر نسير على بحر من النفط والثروات الطبيعية وينطبق علينا قول الشاعر.... كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول ,, .فهذا الحال سيستمر قطعا ان لم تتبنى محافظتنا و مجالسها المحلية ونوابنا والشرفاء في هذا البلد قضيتنا وترفع المحرومية عنا وتقر باحقيتنا في الانتفاع من ثرواتنا كما بادر وفعل السيد الحكيم مشكورا والذي عودنا عبر مبادراته الخيرة الصادقة التي نجدها بعيدة عن المزايدات والاغراض غير المشروعة. ولاني سمعت احد المسؤولين اثناء زيارته للمحافظة يردد عبارة لازلت اتذكرها (ميسان واهلها في القلب ) فياسادتي لكم جميعا نقول ان كانت ميسان في قلوبكم كما تدعون فانصفوها وانتصروا لمظلوميتها ولو بكلمة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك