المقالات

البرلمان بين العفو العام والغاء حكم اعدام ...


نور الحربي

في الوقت الذي ترتفع الاصوات وتطالب بوقف الصفقات السياسية التي يدفع ثمنها الشعب العراقي والابرياء منه بوجه الخصوص تصم بعض الاطراف اذانها عن جميع هذه الاصوات سيما تلك التي تطالب بعدم شمول المجرمين ممن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين بقانون العفو العام ولعل ما صدر مؤخرا من بيانات ومواقف يؤكد هذه المطالبات ويدعو للاستماع اليها فقد طالب المرجع الديني الكبير اية الله العظمى سماحة الشيخ بشير النجفي دام ظله ، بعدم شمول هولاء ممن تلطخت أيديهم بدماء الشعب بقانون العفو العام، الذي تتم مناقشته حاليا في مجلس النواب، محذرا من شبه اتفاق يتم خلف الكواليس على إخراج "كبار المجرمين" من السجون والمعتقلات.مؤكدا من جديد موقف المرجعية الدينية المطالب بضرورة الاهتمام بمن لم تتاح الفرصة لهم بأن يثبتوا براءتهم وهنا نقول ان عقد مثل هذه الصفقات وتهريب عدد من المجرمين الخطرين الميوؤس من شمولهم بهذا القانون المتساهل جدا حسب ما سمعنا او ما تم تسريبه والمستخف بدماء الابرياء ومشاعر ذويهم ان اقر يشكل القشة التي ستقصم ظهر البعير ويعزز حالة انعدام ثقة الشارع العراقي بالقوى السياسية والبرلمان ونوابه الذي سيتحمل تبعات تمريره مع وجود احتمالات اخرى لان تخفف التهم وتغير بعض الاوراق التحقيقية والاعترافات الصريحة وتخفى ادلة لنجد انفسنا وسط حالة من الفوضى التي ستخلفها اجراءات مثل هذه ان تمت ومما يعزز حالة اللاستقرار خصوصا ان بعض الضباط ورجال الامن وشخصيات اخرى يتلقون تهديدات صريحة من قبل بعض الاشخاص والجماعات التي ان انفلتت وخرجت من السجون فانها لن تتورع عن القيام باعمال التصفية والانتقام , لذا يكون لزاما على الجميع بما فيهم المتحمسون لاطلاق سراح بعض المعتقلين ان يضعوا في حساباتهم اولا عدم التهاون في الدماء التي اريقت وان يسارعوا لتطييب خواطر ذويهم والاهتمام بهم وتعويضهم عن ما الم بهم من خسارة وان كان ما فقد عزيز ولايرد بتعويض او دية او أي اجراء اخر لكن هذا جزء من العلاج وان بادر بعضهم للتنازل عن حقه في القصاص فهذا لايمنع ان تتحقق العدالة وتمنح الفرصة لمن لم تثبت بحقه ادانة صريحة او دليل ملموس على تورطه بعملية قتل او تصفية كما لابد ان يعي الجميع دون استثناء اهمية ان تكون القوانين والتشريعات المراد اقرارها تهدف لخدمة الجميع بهدف خلق وتدعيم حالة الرفاه والاستقرار لا ان تأزم الاوضاع وبناءا على ذلك فمعالجة جزئية معينة كاطلاق سراح بعض المجرمين ارضاء لتيار سياسي او لتحقيق وعد انتخابي على حساب كلية هي امن المجتمع وسيادة السلم الاجتماعي امر في غاية الخطر وغير محسوب العواقب في الوقت الحاضر وبالتزامن مع هذا الحراك والاصرار على مناقشة وتمرير قانون العفو العام تبرز دعوات جديدة لاتقل خطورة عن تلك التي يجري العمل عليها في هذا القانون ومنها تجميد او الغاء عقوبة الاعدام بدواعي ومبررات لايمكن قبولها خصوصا مع من قاموا بعمليات ارهابية وقتلوا المئات بل الالاف من العراقيين وهولاء تحديدا لابد لهم من ان ينالوا عقابا عادلا ولعل الحجج الواهية التي ساقتها لجنة حقوق الإنسان البرلمانية عن مناقشة مقترح لتجميد عقوبة الإعدام ، تماشيا مع التوجهات الدولية الإنسانية يعد استهتارا لاننا نعلم جميعا ان هناك اجندات داخلية وخارجية وفتاوى تكفير وحث على القتل وكل ذلك لن ينتهي وستستمر عمليات القتل المجاني بل ستزداد مادام العقاب مخففا والسجون العراقية فنادق خمسة نجوم لبعض القادمين من خارج الحدود ولاندري هل وصلت مجتمعاتنا الى حالة من الرشد ليكتفي المجرمين العتاة بالسجن المؤبد مثلا ويكون هذا الاجراء كافيا في ظل حالات البيع والشراء والتهريب القائمة على قدم وساق والتي يكشف عنها تباعا ان الرفض والرفض القاطع هو الامر الوحيد الذي يتحدث به الشارع العراقي وان كان القصاص هو الطريق الوحيد لمعالجة الكثير من الحالات الشاذة التي نراها ولاندري لماذا تستمر المساومات وتصل الى اجراء تعديلات كثيرة مادام المجرم مجرما وما هو المبرر الواقعي الذي يدعو بعض الكتل السياسية ان تطالب وزارة العدل بالتريث بتنفيذ بعض احكام الإعدام غير وجود إجراءات او صفقات يتم ترتيبها في اروقة مجلس النواب للرأفة والرحمة بالقتلة وتجار الدماء, ان قانون العفو العام الذي يراد تمريره عبر ممثلي الشعب يعد الاغرب والاكثر استخفافا بشعب عانى ويعاني وستستمر معاناته مالم تكن هناك ارادات حقيقية صادقة مخلصة للشعب تقدر صبره وتضحياته والا فأن من يدعو لاطلاق سراح هولاء فاعتقد انه شريك في الجرم ومستحق بدوره للعقوبة كونه خائن للامانة وحانث باليمين التي ادائها واقسم فيها على صيانة حقوق جميع ابناء الشعب العراقي الذي يتعرض للاستباحة وبقرار قد يكون نيابيا هذه المرة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك