المقالات

الطريق الى الحرية يمر من خلال قتل العراقيين


حيدر عباس النداوي

لم تجف بعد انهار دماء ابناء الشعب العراقي في مدنه وقراه ولم يتوقف حتى هذه الساعة خطر الموت القادم من وراء الحدود ولا زالت فتاوى التكفير الطائفي والقتل على الهوية علامة مميزة للمرحلة الحالية ولا زال صوت التهميش والاقصاء والفوقية هو الصوت الذي لا يعلوا عليه صوت اخر ولم تنتهي بعد الحكومة العراقية من غلق ملف الاعتداءات الارهابية التي طالت ابناء الشعب العراقي او الانتهاء من اكتشاف كافة المقابر الجماعية التي خلفتها المجاميع الارهابية ولازال صوت المفخخات والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة مدويا كما ان الكاتم لازال يحصد ارواح المدنيين والعسكرين دون هواده اضف الى ذلك هذا التنوع المستمر في تبديل الخطط والاستراتيجيات لاستهداف العراقيين والذي يجري بانسيابية تامة... كل هذا يجري في البر والبحر يوميا وحكومتنا الموقرة تشعر بالحزن والقلق على ارواح المجرمين وتسعى جاهدة عبر برلمانها حامي للحما للاسراع باصدار وتشريع قانون يبيح قتل العراقيين ويمنع محاكمة المجرمين واطلاق سراحهم عبر قانون للعفو العام..والغريب هو هذا السعي المحموم من قبل بعض الكتل السياسية لاطلاق سراح القتلة والمجرمين وبمباركة حكومية بحجة المصالحة الوطنية دون ان يأخذ هؤلاء في الحسبان تاثيرات مثل هذا القرار على الواقع الامني في العراق في المرحلة المقبلة خاصة وان الحكومة جربت باكثر من مناسبة نظرية عفا الله عما سلف واطلقت سراح القتلة والمجرمين وكانت النتيجة ان هؤلاء القتلة لم يتوقفوا عن جرائمهم بل زادو عتوا واجراما،وعادوا من جديد الى ما نهو عنه.كما ان الحكومة ومن ورائها الكتل السياسية المطالبة باطلاق سراح القتلة والارهابيين والطائفيين لم تنتهي بعد من غلق كافة ملفات هؤلاء الاجرامية او تنتهي من دفن جميع الضحايا المخطوفين والمعذبين ومن الذين القوا في الانهار والمزابل والحفر كما انها لم تقوم حتى هذه الساعة بتعويض اهالي ضحايا هؤلاء المجرمين وليس من العدل والانصاف ان يتم إغداق القاتل بكل هذه الحقوق الانسانية والحيوانية دون ان يتمكن الضحية من الحصول على أي استحقاق من حقوقه الشرعية والقانونية.ان التصويت على اقرار قانون العفوا العام من قبل البرلمان بصيغته الحالية والتي تمنح الحق للهاشمي من العودة لممارسة مهامه كنائب لرئيس الجمهورية وتبارك عودة الطائفي محمد الدايني وناصر الجنابي وعدنان الدليمي الى البرلمان وتهلل لرجوع مشعان وبهلوانياته التي لا تنتهي من خلال تمويل قناته(الشعب) في اخر تسمياتها، يمثل هزيمة وانتكاسة كبرى للعملية الديمقراطية ولدماء وتضحيات ابناء الشعب العراقي وتكشف كذب وزيف ادعاءات الحكومة والكتل السياسية التي تعمل ليل نهار على اطلاق المجرمين بخوفها وحرصها على ارواح الابرياء وتعطي الضوء الاخضر وتفتح الباب على مصراعية لهؤلاء الاوغاد لمعاودة استهداف العراقيين طالما ان الطريق الى الحرية يمر من خلال قتل العراقيين.ان اقرار قانون العفو العام بنسخته التي تبيح اخراج القتلة والمجرمين ومنتهكي العرض والناموس يعتبر صفعة بوجه العدالة وسحقا للقانون وتشجيعا لهؤلاء القتلة لممارسة هواياتهم الاجرامية ..اما اصحاب الحق الشخصي فان الكثير منهم سيلجأ الى شريعة الغاب والاعراف والتقاليد التي تتقاطع مع حكم القانون للحصول على الحقوق او القصاص وعندها لا يمكن للحكومة ان تلوم هؤلاء ان كانت قادرة على توجيه اللوم لانها هي من اباحت حرمتها وسفكت عفت قانونها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك