المقالات

لا ظل لمن لا يستظل بظل دولة رئيس الوزراء...بقلم: خالد الخفاجي


 

 أضحى من العسير معالجة اختلالات العملية السياسية وسوء الأداء الحكومي مادامت هنالك مظلة يستظل تحتها المنحرفين من الساسة والمسؤولين توفر لهم الحماية والغطاء القانوني من الملاحقات القضائية وتحفز فيهم النفس الأمارة بالسوء لارتكاب المزيد من المعاصي, حيث تتوالى الأحداث المترعة بالدلالة بمسؤولية رئيس الوزراء السيد نوري المالكي مسؤولية كاملة بكل ما يحيق العملية السياسية من انحرافات وأزمات وسوء الأداء, ورسوخ حالات شاذة من الاختلالات الخطيرة المتمثلة في تقويض القانون وتفشي الفساد وانعدام الأمن والخدمات وإهدار المال العام واستئثاره بقرار مجلس الوزراء وسوء استخدام السلطة والتأثير على السلطتين التشريعية والقضائية وتسخيرهما في صراعه من اجل البقاء في سدة الحكم كيفما يكون ومهما كانت النتائج.

إن من سخرية الأقدار أن نرى القضاء العراقي وقد أصبح أداة بيد رئيس الوزراء يطيح بخصومه به, وفي نفس الوقت أيضا هو الحصن المنيع الذي تتهاوى تحت أسواره المنيعة كل فرص النيل من الفاسدين وسراق المال العام, ليمنحنا رئيس الوزراء طواعية دليلا دامغا على ازدواجية معاييره واستخدامه القضاء لإقصاء كل من لا يستظل بظله حين يحكم على رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات بالسجن لمدة عام واحد لصرفة مبلغا تافها لا يزيد عن (150) ألف دينار صرفت كمكافئات لموظفين عموميين بمستندات واذونات صرف أصولية, في الوقت الذي عجز هذا القضاء عن محاكمة حيتان الفساد ولصوصه العتاة من سراق الملايين والمليارات الدولارية, فمفوضية الانتخابات يعدها المالكي خارج طوع بنانه فلا ظل تستظل به ولابد من ترويض رئيسها وتأشير جنحة في ملفاته لتجهز على إعادة توليه المنصب ثانية خاصة إن ائتلاف دولة القانون قد اخفق قبل ذلك من إزاحته عن منصبه باستجوابه في مجلس النواب بتهم الفساد ليكون عبرة لخلفه ... ومن السخرية أيضا أن يطيح المالكي بوزير الكهرباء السابق وقدمه كبش للتضحية على عقود وهمية مع شركات لا وجود لها بمبالغ هائلة ليس له ذنب فيها سوى انه خارج مظلته ولا يستظل بظلها تمت بهندسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني وموافقة المالكي نفسه الذي اغفل قرار لجنة التحقيق النيابية التي أوصت بضرورة إقالته لأنه يستظل بظله, ولكن حين دخل الوزير الحالي بمعية رئيس كتلته تحت مظلة المالكي فافسد فيها دون حساب, وأطال رئيس كتلته لسانه ليقييم العراق من زاخو الى الفاو بأنه لا يساوي (شخة ابنه الصغير) حقا إن من امن العقاب أساء الأدب ... ولعل وزير الاتصالات وتعطيل أداءه لواجباته وتحويلها لمستشارة تتبع رئيس الوزراء واستقالته لهو أمر شائع لإقصاء من هم خارج مظلته واستبدالهم بمن يشغل مناصبهم بالوكالة حتى بلغ عدد المناصب التي تدار بالوكالة (23) ألف منصب (90%) منها يحظى بها ائتلاف دولة القانون.

مظلة المالكي واسعة وحصينة يستظل بظلها الإرهابيين والفاسدين واللصوص سراق المال العام وبأوامر قضائية معطلة, فلا ضير في ذلك ماداموا محسومي الولاء وأصوات تحسب له في مجلس النواب لا عليه بعد أن تحول مجلس الوزراء الى أشبه بمجلس قيادة الثورة قراراته تصدر بالإجماع, وبإمكانه تفعيل هذه الأوامر وطردهم من تحت مظلته متى ما شاب ولاءهم شائبة, وللمجتثين المستثنين بقرار رئيس الوزراء, فلهم فسحة من المكان للاستظلال حتى وان كانوا بقوائم منفصلة سرعان ما ينشقوا عن قوائمهم وتقديم ولاءهم علانية فمظلة المالكي تزيغ الأبصار وتسيل اللعاب تسع كل نكرات العملية السياسية ومرتعا للشواذ والمنحرفين, لكنها لاتسع المواطن الذي منحه هذه المظلة واستأمنه عليها بعد أن صودر صوته وركن جانبا لا ظل له ولا مكان يستظل به

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك