المقالات

تهديد شيعة العراق ليس مجرد دعاية /


حافظ آل بشارة

سوء حظ السوريين ، او سوء حظ العراقيين جعل الربيع العربي في سوريا جحيما ارهابيا ، في الدول العربية التي شهدت تغييرا سياسيا انطلق الثوار يقابلون بأيد خالية الجيش المدجج بأحدث الاسلحة ، اما في سورية فيا سلام على المعارضة النبيلة البريئة التي تنفذ عمليات قتل جماعي للمدنيين ، وتفجر المباني تفجيرا حرفيا يدل على روح اجرامية متاصلة ونوايا مبيتة ، وتختطف الاهالي وتساوم عليهم ، وتتخذ من سكان المدن دروعا بشرية ، وتعتقل وتعدم الناس في الارياف السورية لاسباب طائفية ، وتطبق نظرية الارض المحروقة مثل هتلر . سبحان الله ماهذا التشابه بيننا وبين الشعب السوري في (المقاومة الشريفة) التي تعشق قتل الناس العزل بدم بارد ، حصة سوريا من الربيع العربي مثل حصتنا من المقاومة الشريفة ، المقاومة التي عميت عيونها عن اسرائيل التي تحتل الاقصى ، وقواعد اميركا في الظهران ، وقطر والبحرين وفي كل مكان ، وذهبت تفجر الحرم المقدس في سامراء سنة 2006 وكأن بوصلتها اخطأت في التعرف على قواعد الاحتلال فضنت القباب الذهبية هوائيات اتصال حاملة الطائرات ، هذا الفريق الهائج قاتل في العراق ثم تجمع في سورية ، اعصار مؤقت سبق له ان ضرب افغانستان والصومال وباكستان والجزائر ، تحول القتل والتدمير لديهم الى هدف بحد ذاته ، لا يمكن لموجة التكفير المسلحة ان تسفر عن تجربة تشكيل دولة او بناء تجربة أمة . هم الآن يسيطرون على المعارضة السورية ، وقد تضائل نفوذ العسكر المنشق ونفوذ المدنيين اللبراليين في تلك المعارضة وقبل ان يحسموا وضعهم مع النظام القائم عبروا عن مشروعهم الطائفي الانتقامي ، فهم يتحدثون عن اجتياح العراق ، وتشكيل جيش ارهابي لابادة الشيعة في خطاب اعلامي واضح ، وهو امتداد لمشروع القاعدة في العراق ومع هذه الموجة ، بدأت عملية شراء الاسلحة من المناطق الشيعية في الوسط والجنوب باسعار مغرية يقوم بها اشخاص مجهولون ، المراقب يستنتج بسهولة معنى ذلك ، صحيح ان اغلب القوى الوطنية العراقية كانت تفضل نزع سلاح المجتمع المدني وحصره بيد الدولة ، لكن منذ بدأت احداث سوريا تغيرت المعادلة واصبحت القضية ذات مدلول آخر . حماية العراق من اي غزو تكفيري هي مهمة الدولة لكن الشعب يشكك في قدرتها على القيام بذلك ، ابسط سبب فقدان مقومات الجبهة السياسية الموحدة في البلد وما يتبع ذلك من احتمال فقدان النظرية الامنية الفعالة ، وهنا من الطبيعي ان يتصدى بعض القادة وبعض المراجع للتحذير او الافتاء بحرمة بيع الاسلحة ، الفقر والجهل هي التي تجعل الناس يبيعون اسلحتهم غافلين عما يجري ، المطلوب حملة توعية وتوضيح لحجم الخطر الماثل ، معروف ان مشاريع الدفاع الشعبي المفترض ينطوي على مخاطر في الدولة الموحدة القوية ، ومهمة الدفاع عن البلد ليست مهمة شخص او حزب او عشيرة بل مهمة الحكومة ، ولكن اذا هاجمت العصابات بيتك هل تقف مكتوف اليدين بانتظار قوات الدولة التي قد لا تأتي الا للمشاركة في حماية مسيرة تشييع افراد عائلتك ؟ يضطر المراقبون الى استخدام تسميات طائفية لشرح الخطر المتوقع وقد نستحي من استخدام هذه التسميات الا ان العدو المقابل لا يتراجع لحظة عن ذكر الرافضة والشيعة وما الى ذلك من تسميات تعبر عن استهداف طائفي . الحل ان تتولى الدولة متابعة هذه القضية بمسؤولية كاملة ، واذا تصور اي طرف عراقي انه سيجني ارباحا من وقوع الكارثة المتوقعة فهو مخطئ ، وعليه ان يعيد ترتيب حساباته .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور محمد علي مجيد
2012-08-31
كلامك صحيح وهؤلاء الوهابيون شعارهم ابادة الشيعة وقد فعلوها في العراق وهم يمشون وفق اجندة صهيونية مفروضة عليهم فعلى كافة العراقيين بضمنهم السنة لا يغرنكم الوهابيين وخططهم واضحة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك