المقالات

اعملوا لسيادة خطاب الوطن !!!


نور الحربي

يترائ للبعض, ان المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد هي مرحلة الفرز وبداية وضع جديد خصوصا مع المخاوف التي تبديها بعض الكتل من غلبة اخرى عليها مع حجم المتغيرات التي تشهدها الساحة الاقليمية, ولبيان هذه المخاوف لابد من الرجوع الى اصل تكوين كل الكتل التي تتميز ببنية مكوناتية رغم تبنيها لخطاب المواطنة والوطن وان كان كثير من هذه المتبنيات لمجرد التسويق الجماهيري وكسب ود جميع العراقيين.ونرى ذلك جليا في عملية التصريحات والاعتراضات خصوصا مع ما يرتبط بمصلحة المكون سين او صاد وهذا يعود بكل تأكيد الى الاسس التي قامت عليها العملية السياسية الخارجة عن الخط الذي ينبغي لها بفعل عدة عوامل ومنها على سبيل المثال الخوف من الصعود الصاروخي للشيعة في العراق لان لا تكون نموذجا تسير عليه بلدان اخرى رغم ان الذين تدخلوا في سوريا اليوم اسسوا على هذا الفهم فهم اليوم يجدون في حكم الرئيس بشار الاسد المتحدر من الاقلية العلوية قفزا على قاعدة حكم الاغلبية (السنية ) هناك .وبالعودة للماضي لابد من فهم اعتراض بعض دول المنطقة على انخراط بعض الاحزاب والشخصيات السنية في الائتلاف الوطني العراقي عند اول انتخابات شهدها العراق بعد سقوط النظام الصدامي لتعطى بذلك صورة مغايرة لما اريد له ان يكون من تنوع في القائمة الواحدة لندخل في معمة الطوائف والقوميات وحقوقها وما يجوز لها وما لايجوز لغيرها حتى ان بعض القوائم الرئيسية كالعراقية مثلا التي تبنت في الظاهر خطابا وطنيا لم تكن في حقيقتها كذلك كونها اعتمدت اقصاء عدد من الشخصيات فيها وحسبتهم على مكوناتهم لتكون بذلك قائمة من لون واحد واقصد الهيمنة على القرار بداخلها.إننا نعيش اليوم مرحلة جديدة لا نريد لها ان تكون مرحلة اقتتال بكل تأكيد خصوصا مع وجود مخططات مريبة تدفع بأتجاه ترسيخ ثقافة الخوف وعدم الثقة بالاخر ولعل سيادة مفردات التصعيد في الخطاب السياسي للأزمة الحالية ورواج الاتهامات المتبادلة بين الكتل التي صعّدت من وتيرة الصراع وأوصلته حد القطيعة بين الشركاء وبدلاً عن الوئام والتعاون المثمر حيث يسود جوّ من الاتهامات ليطغى على روح التفاهم, فمنهم من يقول ذلك صراحة حين يتهم العراقية باخذ تعليماتها واصدار قرارتها المتناغمة مع اطراف خارجية خليجية وتركية بينما تتهم اطراف في التحالف الوطني بالوقوع تحت تأثيرات أمريكية وإيرانية فيما يذهب اخرون إلى أكثر من ذلك بأن بعض القوى وقعت فعلا تحت تاثير مخابرات الكيان الصهيوني التي دخلت حلبة الصراع الحالي مستفيدة من صداقاتها مع هذه القوى .ان السير بمثل هذه الرؤى وتفسير الامور بهذا الشكل سيؤدي حتما في مرحلة من المراحل المقبلة الى الاساءة للعراق وستقود الامور الى وجهة اخرى لانتمناها بكل تأكيد حيث إن المبالغة في تقيم الامور على هذا الاساس لا يخدم مصلحة جميع الاطراف بينما المطلوب وبكل صراحة ومن كل الفرقاء دون استثناء هو السعي لرسم استراتيجية قابلة للتطبيق تنهي كل الأزمات والاتهامات المتبادلة تعتمد تغليب مصلحة الوطن وتسهم في تعزيزالخطاب الحريص على مستقبل هذا الشعب المظلوم وتشيع سياسة العلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة مع كل الدول اشقاء واصدقاء وبغير ذلك فلن نصل الى المبتغى وسيكون كل ما بنيناه في مهب الريح وبتعبير ادق لابد من مغادرة خانة الاتهام بالعمالة وليتركز العمل لتحقيق الاستقرار والرفاهية للعراق فمجرد الانتماء لتوجه معين والتعاطف مع شعب له نفس الروى ويحمل نفس المشتركات لايعني العمالة والتبعية له لاننا جميعا ننطلق من خلفيات معينة, وهذا لايشكل طعنا في احد كما اننا لانستطيع الغاء التنوع ألاثني والمذهبي باي حال من الاحوال اذن فليكن منطلقنا الوطن والعمل من اجله لننعم بالحرية ونشيع حالة التعايش السلمي وهذا هو الحل الامثل بكل تأكيد ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك