المقالات

هذه هي الطريقة الأفضل للرد على تجاوزات أنقرة


حيدر عباس النداوي

لانه ليس بوسع العراق اليوم ارسال الجيوش وتحشيد الجحافل واطلاق الاغاني الحماسية التي تلجأ اليها الدول عادة في مثل هكذا مواقف واستفزازات متعمدة لرد الاعتبار او اجبار الدولة الباغية على تقديم اعتذار وعدم تكرار هذه الاعتداءات الا انه بامكان العراق وبوضعه الحالي ان يرد الصاع صاعين لانقرة دون الحاجة الى تحريك الدبابات والمدرعات او تحشيد الجيوش وقرع طبول الحرب التي لم يجن منها العراق غير الويلات والدمار.وللبحث عن البدائل التي لا تقل خطورة عن تحريك الجيوش او اعلان حالة الطوارئ وتحقيق الاهداف المطلوبة والتي ربما تفوق نتائج الحرب ومشاكلها واثارها المدمرة هي العقوبات الاقتصادية ووقف كافة التعاملات التجارية واقتصارها على ما يشبه التفضل على بقايا الامبراطورية العثمانية بمعاملات بسيطة كونها افضل سلاح وخيار متاح للحكومة العراقية في الوقت الحاضر وهذا الخيار سيردع غرور اوغلو واوزال وسيمرغ انف جبروت الحكومة التركية في وحل المشاكل الاقتصادية المتراكمة خاصة وان التبادل التجاري بين بغداد وانقرة يعتبر الاعلى على مستوى جميع دول العالم الاخرى حيث سجل ارتفاعا كبيرا يفوق التبادل التجاري مع جميع دول الجوار.وبهذا الصدد فقد سجلت ارقام التبادل التجاري بين بغداد وانقرة ما يصل الى (14) مليار دولار سنويا وهو مبلغ كبير جدا في موازنة دولة تعاني من مشاكل العجز والبطالة والتضخم وتعتمد في كثير من الاحيان على سد عجزها والتقليل منه بالاعتماد على توسيع النشاط التجاري والتبادل السلعي مع العراق ومن سوء حظ انقرة وحسن حظ العراق هو ان بامكان العراق ايجاد البدائل السريعة والمناسبة لزيادة تبادله التجاري مع دول الجوار ومع دول العالم الاخرى اما انقرة فلن تجد غير طوابير الشاحنات وجيوش العاطلين عن العمل والقرصنة والتهريب بالتعاون مع حكومة اقليم كردستان وهذه القرصنة والتهريب لن تجدي نفعا او تحل مشكلة دولة فاشلة اقتصاديا.ان بامكان العراق ان يستغني عن التبادل التجاري مع انقرة واستبدالها بمنافذ اخرى مع الكويت وايران والاردن كما ان بامكانه ان يوقف صادرات النفط عن طريق المنافذ التركية وزيادتها عن طريق المناطق الجنوبية في البصرة والموانئ العائمة في الخليج وبهذا يكون العراق قد ارسل رسالة حازمة الى صناع القرار في انقرة تؤكد ان بامكان العراق ان يتعامل مع خصومه بالطريقة التي تجبرهم على احترامه مهما تجبروا لان ما قامت به تركيا انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار وخارج عن الاعراف الدولية وهو عمل استفزازي على الحكومة التركية تحمل نتائجه . كما ان لدى الحكومة العراقية خيار مرن لا يثير زوابع الخلاف حد المقاطعة وهو تفعيل التعرفة الكمركية على البضائع التركية كمحاولة اولى لتطبيق هذا القانون الذي تم تاجيله اكثر من اربع مرات وبذلك نكون قد ضربنا تركيا بحجرين في وقت واحد وهما تفعيل قانون التعرفة الكمركية على السلع الاجنبية مما يؤدي الى ارتفاع اسعار هذه المواد بالقياس الى مواد دول الجوار الاخرى وبالتالي سيؤدي الى تكدسها في الاسواق ومن ثم قلة الطلب عليها حتى تصل الى مرحلة التوقف.ان دول العالم المحترمة والتي تعتد بنفسها قد تصبر على تجاوزات الدول الأخرى لكنها لن تنسى هذه التجاوزات حتى تأخذ بحقها وترد الدين الى أصحابه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
murjana
2012-08-06
سيقطعون عنا الماء
زيـــد مغير
2012-08-06
هذا هو الرد الصحيح للتعامل مع العدو . موقف تركيا مخزي من قبل أن يحتضنوا المجرم طارق ابن هند الأموي .( ألا لعنة الله على الظالمين ) و فقك الله أخي حيدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك