المقالات

خروقات امنية وقرارات كيفية تعصف بالديمقراطية !!!


سعيد البدري

ربما لم تصل الاجهزة الامنية العراقية الى مرحلة الرشد الكامل وبقيت رهينة ارادات فاشلة لبعض قادتها ومن يوجهها, فهذه الاجهزة و القوى الأمنية تعاني من كثرة العدد والتركيز على الكم بدلاً من النوع والإنضباط العسكري. والخطط الأمنية اليوم متجهة إلى عسكرة المجتمع على أسس غير واقعية ومهنية وتعمل بطريقة رد الفعل كما تشير التقارير إلى تنامي حالة الفساد فيها بدليل وجود الأسماء الوهمية في صفوف الجيش والشرطة. وبعد ان شهدت العاصمة بغداد خروقات أمنية كبيرة نفذتها عصابة القاعدة كان اخرها اقتحام مبنى مديرية مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في قلب بغداد, والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين بين شهيد وجريح، مما يدل على هشاشة الاستحضارات الامنية, الهاجس الأكبر للموطن وانها تحتاج الى حل عاجل مؤثر وفعال في ظل ترهل وجمود الخطط الأمنية المتبعة من قبل الحكومة والقوى الأمنية. ومع تبنى تنظيم القاعدة الارهابي مسؤولية هذه العملية الاجرامية، والتي من خلالها يبعث رسالة بأنه فاعلا مع استمرار مثل هذه الخطط الفاشلة للحكومة واجهزتها في مواجهته كما انه اراد ان ينفي مزاعم الحكومة العراقية بطرده خارج الأراضي العراقية إلى بلدان اخرى مجاورة, مما يؤشر عدم دقة معلومات الحكومة وصعوبة وصولها للمعلومة الاستخبارية عن حجم هذا التنظيم وعناصره الاجرامية الابرز والاكثر فاعلية ليس في مناطق نفوذ وتواجد هذه العناصر فحسب بل في المناطق الجديدة التي طالتها التفجيرات الارهابية قبل اسابيع في الديوانية وكربلاء والحلة كما يؤشر ذلك ايضا الى ان الرسائل الاخرى التي تريد القاعدة تمريرها ومنها الإستمرار بالعمل على خلق التوتر الطائفي في داخل البلاد من خلال إعلانها بأنها تهدف إلى ضرب الحكومة الشيعية واعادة الحق لأهل السنة المظلومين لتقول انها البديل بقوة السلاح واعمال التخريب المتعمد. وهذا غير بعيد عن سيناريوهات عربية اريدت للعراق ودول مجاورة له منها سوريا ومع استمرار مثل هذه العمليات تثار التساؤلات تلو التساؤلات عن طبيعة الاجراءات القادمة وهل تستمر الحكومة في منهجيتها حيث لاتزال القوى الأمنية تستند إلى الإنتشار في المدن والشوارع من خلال السيطرات والتواجد المكثف، مع الاشارة الاكيدة الى الضعف الإستخباري. لكن الاصرار على ان الأمن لا يحفظ الا من خلال الإنتشار الواسع خطا استراتيجي يقع فيه مسؤولو الامن وقادته الكبار الذين لايمكن التعاطي معهم بايجابية ماداموا يفكرون بهذه الطريقة. من هنا لابد من اعادة النظر في زيادة اعداد الجيش والضباط ويصار الى اعتماد تكثيف العمل الاستخباري وبناء منظومة لتداول وتحليل ونقل المعلومة يمكنها اختراق هذا التنظيم وتفكيكه وشن عمليات استباقية تضعفه بشكل كبير لتكون زمام المبادرة حكومية بدل هذه الفوضى التي نعيشها يوميا, ولاندري هل يحق لنا ان ننتقد قرار الحكومة باعادة ضباط النظام السابق وبصورة رسمية وزجهم بسهولة في صفوف القوات الامنية في وقت لم تعالج الخروقات الأمنية وهل يحق لها ذلك من دون التحقق في سوابق الضباط المعادين للخدمة العسكرية ومدى ايمانهم بالنظام الديمقراطي الجديد وإخلاصهم له، قد يكون من أبرز أسباب الخروقات الأمنية الكبيرة التي حصلت في البلاد هو زج عناصر غير مخلصة ومؤمنة بالعملية الديمقراطية وطبيعة النظام الجديد وقد كشفت المعلومات والتحقيقات عن خروقات كبيرة تم من خلالها تصفية عدد من الضباط والكفاءات المخلصة عبر الكواتم وعمليات البيع والاغتيالات الممنهجة. فلماذا يتم تبني قرارات غير مامونة العواقب بناء على افتراضات واهية بينما تحصد الارواح وتنتشر الفوضى في اكثر من مكان كنا نعتقد انه مؤمن وحصين لنجد ان مثل هذه الخروقات والقرارات يمكن ان تعصف بالديمقراطية وقد تغيير الاوضاع في بلدنا العزيز...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك