المقالات

خروقات امنية وقرارات كيفية تعصف بالديمقراطية !!!

631 10:57:00 2012-08-02

سعيد البدري

ربما لم تصل الاجهزة الامنية العراقية الى مرحلة الرشد الكامل وبقيت رهينة ارادات فاشلة لبعض قادتها ومن يوجهها, فهذه الاجهزة و القوى الأمنية تعاني من كثرة العدد والتركيز على الكم بدلاً من النوع والإنضباط العسكري. والخطط الأمنية اليوم متجهة إلى عسكرة المجتمع على أسس غير واقعية ومهنية وتعمل بطريقة رد الفعل كما تشير التقارير إلى تنامي حالة الفساد فيها بدليل وجود الأسماء الوهمية في صفوف الجيش والشرطة. وبعد ان شهدت العاصمة بغداد خروقات أمنية كبيرة نفذتها عصابة القاعدة كان اخرها اقتحام مبنى مديرية مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في قلب بغداد, والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين بين شهيد وجريح، مما يدل على هشاشة الاستحضارات الامنية, الهاجس الأكبر للموطن وانها تحتاج الى حل عاجل مؤثر وفعال في ظل ترهل وجمود الخطط الأمنية المتبعة من قبل الحكومة والقوى الأمنية. ومع تبنى تنظيم القاعدة الارهابي مسؤولية هذه العملية الاجرامية، والتي من خلالها يبعث رسالة بأنه فاعلا مع استمرار مثل هذه الخطط الفاشلة للحكومة واجهزتها في مواجهته كما انه اراد ان ينفي مزاعم الحكومة العراقية بطرده خارج الأراضي العراقية إلى بلدان اخرى مجاورة, مما يؤشر عدم دقة معلومات الحكومة وصعوبة وصولها للمعلومة الاستخبارية عن حجم هذا التنظيم وعناصره الاجرامية الابرز والاكثر فاعلية ليس في مناطق نفوذ وتواجد هذه العناصر فحسب بل في المناطق الجديدة التي طالتها التفجيرات الارهابية قبل اسابيع في الديوانية وكربلاء والحلة كما يؤشر ذلك ايضا الى ان الرسائل الاخرى التي تريد القاعدة تمريرها ومنها الإستمرار بالعمل على خلق التوتر الطائفي في داخل البلاد من خلال إعلانها بأنها تهدف إلى ضرب الحكومة الشيعية واعادة الحق لأهل السنة المظلومين لتقول انها البديل بقوة السلاح واعمال التخريب المتعمد. وهذا غير بعيد عن سيناريوهات عربية اريدت للعراق ودول مجاورة له منها سوريا ومع استمرار مثل هذه العمليات تثار التساؤلات تلو التساؤلات عن طبيعة الاجراءات القادمة وهل تستمر الحكومة في منهجيتها حيث لاتزال القوى الأمنية تستند إلى الإنتشار في المدن والشوارع من خلال السيطرات والتواجد المكثف، مع الاشارة الاكيدة الى الضعف الإستخباري. لكن الاصرار على ان الأمن لا يحفظ الا من خلال الإنتشار الواسع خطا استراتيجي يقع فيه مسؤولو الامن وقادته الكبار الذين لايمكن التعاطي معهم بايجابية ماداموا يفكرون بهذه الطريقة. من هنا لابد من اعادة النظر في زيادة اعداد الجيش والضباط ويصار الى اعتماد تكثيف العمل الاستخباري وبناء منظومة لتداول وتحليل ونقل المعلومة يمكنها اختراق هذا التنظيم وتفكيكه وشن عمليات استباقية تضعفه بشكل كبير لتكون زمام المبادرة حكومية بدل هذه الفوضى التي نعيشها يوميا, ولاندري هل يحق لنا ان ننتقد قرار الحكومة باعادة ضباط النظام السابق وبصورة رسمية وزجهم بسهولة في صفوف القوات الامنية في وقت لم تعالج الخروقات الأمنية وهل يحق لها ذلك من دون التحقق في سوابق الضباط المعادين للخدمة العسكرية ومدى ايمانهم بالنظام الديمقراطي الجديد وإخلاصهم له، قد يكون من أبرز أسباب الخروقات الأمنية الكبيرة التي حصلت في البلاد هو زج عناصر غير مخلصة ومؤمنة بالعملية الديمقراطية وطبيعة النظام الجديد وقد كشفت المعلومات والتحقيقات عن خروقات كبيرة تم من خلالها تصفية عدد من الضباط والكفاءات المخلصة عبر الكواتم وعمليات البيع والاغتيالات الممنهجة. فلماذا يتم تبني قرارات غير مامونة العواقب بناء على افتراضات واهية بينما تحصد الارواح وتنتشر الفوضى في اكثر من مكان كنا نعتقد انه مؤمن وحصين لنجد ان مثل هذه الخروقات والقرارات يمكن ان تعصف بالديمقراطية وقد تغيير الاوضاع في بلدنا العزيز...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك