المقالات

هذه بعض اسباب الخروقات الامنية في وسط وجنوب العراق ..


عون الربيعي

ليس سرا ان صدام استعان بالمتشددين وجماعات القتل الطالبانية, بعد ان فرض عليه المجتمع الدولي حصاره المعروف بعد غزوه الكويت وصدام هذا نفذ جزءا من خطته عبر حملة النفاق التي اسماها (بالحملة الايمانية),فقام بالتبشير للتطرف واعادة احياء النهج الاموي حين اطلق العنان لهولاء وقام ببناء مساجد لهم في محافظات وسط وجنوب العراق لينفذوا الجزء المتعلق بهم بجذب الانتهازيين والسفهاء والسذج في عمليات غسيل دماغ منظمة استهدفت حتى اطفال المدارس الابتدائية في اوقات العطلة الصيفية حيث تجبرهم ادارات مدارسهم البعثية على حضور دروس ودورات تحفيظ القران الكريم في هذه المساجد من.هنا نشئت جماعات صغيرة معزولة عن المجتمع, فبين الحاح العوائل على عدم التاثر المذهبي لبعض اولادها الذين يعاني اكثرهم من عقد نفسية وصعوبة الاندماج باقرانهم في مجتمعنا فضلا عن رفض طيف واسع من هذا المجتمع للاختلاط بهم بعد لجؤهم الى هذه المساجد كونهم باتوا يسببون مشكلة وخطرا على حياة المحيطيين بهم لسبب بسيط ان اغلب أئمة المساجد الوهابيون مرتبطون بالسلطة ومعظمهم يعملون في اجهزة امنية او مرتبطين بها بشكل مباشر, اما الاطفال ممن هم في سن السادسة والسابعة والثامنة فهم لايفقهون شيئا وقد زالت عنهم فكرة البقاء مرتبطين باجواء هذه المساجد المشبوهة بمجرد ان زال الصنم حيث زال خطرها و دورها بشكل كبير, الخطير في الامر ان الصبية الذين نمت بداخلهم فكرة كراهية المجتمع الشيعي وبفعل طريقة بنائهم للافكار في هذه المرحلة بقى عدد كبير منهم على ما هم عليه وشكلت عقدة رفض المجتمع لافكارهم المنحرفة سببا اخر في تمسكهم بها سيما ان درجات الوعي لدى بعض الاسر متدنية وهولاء نسبتهم لايمكن تحديدها لضألتها في اوساط التشيع في وسط جنوب العراق مما شكل ثغرة كبيرة في الاداء الامني وبفعل تطور وسائل الاتصالات وسهولتها لجأت جماعات الارهاب التي انتظم فيها بقايا النظام ومنهم أئمة تلك المساجد والمرتبطين بهم وقاموا باعادة الاتصال بهم والسؤال عنهم وتوفير الاموال لهم وحثهم على الجهاد الوهابي موهمين اياهم بانهم يؤدون دورا جهاديا يشبه دور الصحابة في الصدر الاول للاسلام , حتى صوروا لهم الامر على انهم حجر الزاوية وقادة عظماء يسهمون في تطهير البلاد من المشركين الروافض الشيعة خصوصا ان اغلبهم استوطنوا في مناطق ومدن اخرى غير التي كانوا فيها لانهم مكشوفون هناك.اما في المجتمعات الجديدة فلا احد يعرف عنهم شيئا ولو تنبهت الاجهزة الاستخبارية لهولاء وراجعت ملفات الامن العامة واجهزة مخابرات واستخبارات وامن النظام السابق لتمكنت من فك رموز عدد كبير من الجماعات الارهابية النائمة والنشطة في محافظات وسط وجنوب العراق, وقد اثبتت تفجيرات البطحاء في الناصرية والبصرة وحتى الديوانية طبيعة الدور الذي لعبه النظام البائد في تلك الفترة وتأثيراته وامتدادته المتصلة حتى يومنا هذا فضلا عن استغلال بعض البعثيين القتلة من بقايا النظام ممن لادين لهم ولا اخلاق في تنفيذ مثل هذه العمليات الجبانة.لقد كشفت سلسلة العمليات الاجرامية المتواصلة هشاشة الاستحضارات الامنية وطبيعة العدو الذي يتحرك على الارض كما كشفت عن ضعف اجهزة الاستخبارات والاسباب برأيي تعود لطبيعة تركيبتها وبنائها فمثلا ان العنصر الاستخباري سين يتعامل مع أي قضية او شبهة بطريقة انتقائية تحكمه خلفيته العشائرية والمناطقية مما يفوت الفرصة على متابعة المئات من الحالات المشكوك بها او خيوط يمكن ان تقود لشبكات اجرامية مما يعني ان على المسؤولين اعادة النظر بشكل سريع في طبيعة الاجراءات التي يجب ان تتخذ للتقليل من عمليات القتل والموت المجاني التي تضرب الشارع العراقي محدثة المزيد من السخط والفوضى, هنا لابد من الاستفادة من هذه الدروس والتعامل معها بواقعية ولاننا لسنا اصحاب قرار فليس بايدينا الا ابداء النصح راجين ان نكون عونا لهم والله من وراء القصد ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاتب المقال سعيد البدري
2012-07-29
الاخ احمد ... هذا امر متفق عليه بالتأكيد خصوصا مع انهيار وسقوط الاتحاد السوفياتي وصعود قوى التطرف ونموها بشكل كبير في المنطقة كما ان عداء ابن لادن للسعودية وخوفها منه ووجود عناصر موالية له في العراق سيجعل السعودية تفاوض صدام وكان يفكر انها ستعيده للساحة العربية وتتوسط لمصالحته مع امريكا مقابل التخلي عن هذه الفكرة لذا كانت فكرة دعم الوهابية ذات غرض مزدوج وهي تحقق اهداف النظام في كل اتجاهاتها
احمد
2012-07-28
السوال هو لماذا سمح المقبور صدام بن ابيه بانتشار المذهب الوهابي في العراق- هل كانت هذه صفقه بينه وبين ال سعود بعد حرب الكويت لضمان بقائه في السلطه ؟ ارجوا الاجابه مع الشكر
amir jebbr
2012-07-26
كل ماقلته ممتاز لكن الاهم من ذلك ان وسائلنا الاعلامية والتي يقودها الجهلة والمحاسيب لم تسلط الضوء مكثفا على افكار هؤلاء المجرمين رغم امتكلاكهم المساحة والحرية الكامله واكتفوا بالتعجب والتحليلات السياسية بينا شيوخ الوهابيه رسخوا افكارهم المزورة والمنسوبه للقران والسنة فهم يقلون يقول الله ورسوله ونحن نقول نحن نقول لهذا انتصر الفكر الوهابي وفشلنا وسوف يستمر هذا الفشكل طالما بقيا الاناننيون الفاشلون هم من يسيطر على الاعلام ولم نراجع انفسنا ولم يسمحوا لمن يعرف او يفتشوا عنه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك