المقالات

محطات في حياة عزيز العراق (قدس)..


سعيد البدري

من منا لم يعش تلك المرحلة الكبيرة من تأريخ العراق التي تلت سقوط صنم البعث المجرم بكل احداثها وتفاصيلها, ومن منا لم يدرك اهمية وجود قادة كبار بمستوى عال من المسؤولية تجاه قضايانا فنحن متفقون اذا على محورية رئيس المجلس الاعلى الاسلامي انذاك و الذي لم يكن يمثل عنوانه هذا فحسب بل تعداه لزعامة مشروع استرداد الشيعة لحقوقهم, غير اني ارى ان العنوان اوسع من ذلك فالدور الذي لعبه السيد عبد العزيز الحكيم كان دورا وطنيا عراقيا لكل المكونات ويشهد به اعداءه ومن عملوا للوقوف بوجهه حسدا وبغضا قبل اصدقائه ومحبيه.فعزيز العراق الذي استحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق وبكل مراحل قيادته للعملية السياسية في البلاد, نظر للامور من زاويتين مهمتين اولهما المصلحة العليا للبلاد والتي لن تتحقق بهضم حقوق الاقليات والمكونات فضلا عن ضمان حقوق الاكثرية التي صودرت عبر مراحل التاريخ المختلفة, اما الثانية فانه كان ينظر لحركة التأريخ والتقلبات والمنعطفات التي يمكن ان تعصف بكل شيء والمتتبع لحركته يفهم هذا الامر بشكل واضح وجلي وقد واجه سماحته رضوان الله عليه بفعل مواقفه الكبيرة صعوبات جمة منها عدم استيعاب البعض لابعاد نظرته ومشروعه الذي لم يكن مشروعا شخصيا نابعا من تحقيق مصلحة فئوية او بحث عن مجد دنيوي لذلك فاتصالاته بقادة البلاد ومراجع الطائفة الشيعية, كانت تصب في تحديد المصلحة والسير باتجاهها رغم تشخيصه لها لئلا يقال انه كان يسير بنهج التفرد والهيمنة على القرار الشيعي فضلا عن القرار الوطني ولعلنا نتذكر جميعا موقفه الحازم من عملية التصويت على الدستور وطريقة كتابته المنسجمة مع طموحات الشعب ورؤية المرجعيات الدينية رغم معارضة مباشرة من امريكا وغير مباشرة من حلفائها الحكام العرب في المنطقة.وقد دلت تصريحاتهم وحملات قنواتهم الاعلامية على هذه المعارضة كما تابعنا بوضوح موقفه من الفتنة الطائفية بعيد عمليات القتل والتهجير والتي وصلت ذروتها بعد تفجير مرقد الاماميين العسكريين (ع) وتاكيداته واتصالاته على ضرورة وقف تداعياتها وعدم جر البلاد الى معترك الاقتتال الطائفي حيث حوصرت الحرب الاهلية الى ادنى مستوى وتم وقفها في نهاية المطاف بعد جهود جبارة لعزيز العراق, اما ما يؤشر نظرته العميقة في طريقة التعامل مع ملفات مهمة كاستعادة السيادة الوطنية واعادة العراق الى ممارسة دوره المحوري والذي سلب منه بسبب حماقات نظام صدام بعد غزوه الكويت, فيتضح جليا من خلال زيارته الى الولايات التحدة وبعض بلدان اوربا وعواصم البلدان العربية وقد شنت بعض الاطراف الجاهلة والخبيثة حملاتها المغرضة لافشال زيارته الى امريكا فجاءت النشرات الخبرية وعناوين الصحف والمقالات مشنعة ومستنكرة لهذه الزيارة وتحت عناوين مختلفة كلها تريد التشويش وعدم تحقيقها لاهدافها المرسومة لها وهي حث المجتمع الامريكي والرأي العام هناك على ضرورة ان يتعامل مع العراق على انه ند ودولة لها الحق بالسيادة على اراضيها واجوائها ومواردها, وهذا ما تحقق فعلا بعد مراحل كان لعزيز العراق الدور الكبير في رسمها وجعلها محل تطبيق ولتنفي مزاعم البعض بتبعية العراق للدولة الفلانية وللنظام العلاني .ان المحطات الكثيرة في عمله السياسي التي يمكن ان نتوقف عندها بفخر ونحن نتصفح سيرة هذا الرجل المجاهد والقائد الفذ, تدعونا لان نعمل ونعمل بجهد اكبر لتحقيق المزيد من الخدمة لشعبنا فما اراده السيد عبد العزيز الحكيم هو الحرية لهذا الشعب والاستقلال للعراق والعدالة في اوساط المجتمع وكانت متطابقة مع ما رفعه من شعارات نتمنى ان يصل الى تحقيقها من يسير امور هذه البلاد في يوما ما فرحم الله عزيز العراق واسكنه الله فسيح جناته ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك