المقالات

التكنوقراط والازمة


جواد العطار

اذا كان التكنوقراط يقسم الى سياسي ومهني .. فان الاول يكتسب خبرته من الممارسة واحتراف السياسة دون الحاجة احيانا الى شهادة تخصصية ، اما الثاني فانه يحمل قدرات ومؤهلات علمية وشروط اكاديمية وخبرة تطبيقية وعملية.وفي حين فشل التكنوقراط السياسي في العراق باثبات وجوده رغم احترافه الممارسة والسلطة لتسع سنوات ، لاسباب منها : عجزه عن حل الازمة السياسية المتفاقمة منذ سنوات اولا؛ اصراره على التمسك بمنصبه ثانيا، رفضه ومنعه وصول بدلاء عنه ثالثا؛ وصوله الى العمل السياسي عن طريق المصادفة او المحاصصة رابعا؛ وسيادة مفاهيم النفعية والمصلحة الحزبية والفئوية على المصلحة الوطنية خامسا .. فان التكنوقراط المهني (الذي كلف الدولة المبالغ الطائلة) يثبت وجوده المحدود في مجالات البناء والاعمار رغم ركنه جانبا وتقييد امكاناته وخبراته ورهنها للارادة السياسية وعراقيل البيروقراطية الادارية التي لا تنتهي بين خلافات مجالس المحافظات والوزارات تارة؛ والحكومة المركزية والمحافظات والاقليم؛ تارة اخرى. ان الازمة الحالية ليست ازمة دستورية بل هي سياسية بالدرجة الاولى وخدمية بامتياز ، تلعب فيها الكتل ادوارا مختلفة تتبادل فيها المراكز وهي في حكومة واحدة بين معارضة احيانا ومؤيدة احيانا اخرى لقضايا فرعية بعيدة كل البعد عن المشكل والمسبب الاساس ، فالعراقية تؤيد خطوات دولة القانون في كركوك وتختلف معه في باقي المحافظات والملفات ، بينما يتفق دولة القانون مع الائتلاف الوطني على ورقة الاصلاح ويختلف معه؛ وهو حليفه؛ بالعلاقة مع الكتل الكردستانية التي تتحالف بدورها اليوم مع العراقية التي كانت والى وقت قريب خصم لدود لها في ملف المناطق المتنازع عليها. هذا على الصعيد السياسي ، اما في الخدمي فان رفض الكتل الاعتراف بالفشل والامتناع عن استبدال الوزراء العاجزين باخرين اكفاء والتستر على حالات الفساد بشكل يدفع باتجاه شحن الاوضاع السياسية بين الكتل ذاتها .. امر يدعو الى القلق على العملية السياسية والديمقراطية والخوف من هيمنة تلك الكتل على القوائم الانتخابية القادمة .. على قاعدة ان لا بديل عنها في الساحة او لا خيار امام الناخب سوى التصويت لها. ان الكتل البرلمانية على المحك؛ وهي المطالبة بسحب وزرائها العاجزين الفاشلين دون خجل ، واستبدالهم بذوي الدراية والاختصاص لا لقرب الانتخابات او لتبييض وجه تلك الكتل امام المواطن الذي لطخه سوء الخدمات وتفشي الفساد وانتشار الانتهازيين وتوالي الانشقاقات بين صفوفها او حتى تذبذب مواقفها السياسية وتقلبها بعشوائية ، بل لانه مطلب المواطن والعقل والمنطق والواقع والمصلحة الوطنية التي لا غنى عنها والخبرة السياسية المتراكمة (التي نفتقدها وتفتقدها النخبة) في مقابل عقلية التمسك بالسلطة خلافا للواقع؛ بعيدا عن المنطق قريبا من مصلحة الشخص والحزب والطائفة التي آن لها ان تتراجع وتنتهي؛ كلما اقتربنا من الاستحقاقات الانتخابية التي ستحمل؛ شاءوا ام ابوا؛ رياح تغيير العاجزين؛ بالتكنوقراط السياسي الناجح او المهني الفاعل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك