المقالات

هكذا نجح المجلس الأعلى في تشخيصه للأزمة!!


عون الربيعي

حين يكون الطرف الاكثر تأثيراً وتماسكاً واعتدالاً في آرائه ومواقفه وطروحاته بحجم المجلس الأعلى الإسلامي وقوته، فأن الامور تختلف لأسباب موضوعية عرفناها عنه ومنها مبدئيته وتمسكه بالجنوح والسير خلف مصالح الأعم الأغلب من أبناء الشعب العراقي، فلا مساومات على الوطن ولاتنازل عن حقوق المواطن لذلك كان تميز المجلس الأعلى من بين كافة الكتل السياسية بسبب موقفه الحكيم من الأزمات التي عصفت بالبلاد كما بين ذلك جميع الأطراف العراقية التي اعتبرت هذا الموقف من العملية السياسية موقفاً وطنياً خالصاً عبّرفيه المجلس الاعلى عن مشاعر الجماهير العراقية، فالمجلس بكل ما يمتلك من مصداقية شكل مرجعية سياسية لكثير من الأطراف بفضل قراءته الجيدة للواقع السياسي وهذا ما اتضح جلياً عندما عبّر عن رؤيته حول إجتماع أربيل وأخبر أطرافه بكل وضوح حرصه على سلامة العراق وسلامة العملية السياسية والمشروع الوطني والحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي التي تحققت بعد سقوط النظام السابق، لكنه في الوقت ذاته لم يخفِ مخاوفه من هذا الصراع ومن آثاره السلبية التي ستترك بصماتها على المشهد السياسي لاحقاً إذا ما بقيت حالة النزاع بهذا التصاعد، ولعلّ المواقف السياسية التي عشنا تفاصيلها والتي بينت صلابة وارادة المجلسيين وكشفت بلا ادنى شك بعدهم عن المزايدات واستغلال الفرص حين طرحوا بشجاعة آليات التعامل مع الأزمة وضرورة حلحلتها وتفكيكها وإعادة اللحمة بين الأطراف المتصارعة فكانت مواقف الكتل السياسية من هذه الآراء والطروحات تؤكد مدى النضج الذي وصل إليه، حيث وصفت مواقفه بالحكيمة كونه لم ينحز إلى طرف على حساب طرف آخرمهتماً بالتأكيد على أهمية الشراكة الوطنية لخدمة البلاد، كما ان المجلس بكل تحركاته لم يؤثر الوقوف على الحياد ولم يكن متفرجاً من بعيد على الأزمة التي عصفت بالبلاد مقدماً مبادراته الكثيرة لاحتواءها عبر تكرار دعواته جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار باعتبارها الخيار الأمثل من بين كافة الخيارات المطروحة مما استدعى ان يشاركه كافة القادة السياسيين المفاوضات والمباحثات لحل الأزمة، وهذا واضح من خلال اللقاءات المتعددة والزيارات التي قام بها عدد كبير من الشخصيات والوفود الى مكتب السيد الحكيم غير ان كل هذه المبادرات التي أكد فيها المجلس الاعلى موقفه المبدئي كانت تنطلق من حاكمية الدستور باعتباره المرجعية الوحيدة لحل الاشكاليات ومنع التجاوزات مشدداً على ضرورة حمايته من أي خرق مع أهمية الالتزام بالتوافقات والتعهدات في إطاره لا اعتبارها بديلاً عنه ان القراءة الحكيمة المتأنية للواقع السياسي العراقي جاءت بنتائج مطابقة لما ذهب إليه المجلس، فلم تقدم الأزمة وروادها الحلول الجذرية ولم تكن معاركهم الإعلامية وتصريحاتهم معبرة عن طموحات الشارع بل ان الحال اخذ في الانحدار وصولاً إلى فقدان الثقة وتحول الازمة الى عقدة وهذا ما حذرمنه السيد عمار الحكيم في اكثر من مناسبة، وهنا لابد من ان يرى الجميع الامور بمنظار آخر ويجتهدوا في ان ترقى الاصلاحات المزمع الاتفاق عليها بين الفرقاء كبديل عن عملية سحب الثقة الى ما يتمناه المواطن العراقي أولاً، لأن الاصلاح غاية كل من يريد لهذا البلد الخير وبتركه تفوت الفرصة على تحسين أوضاع المواطنين الذين يجدون اليوم ان تجربتهم السياسية الوليدة على المحك بسبب تقاتل الفرقاء على المكاسب واهمالهم كل شيء من اجل الاستمرار في معركة يرى المجلس الاعلى ان الكل فيها خاسر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك