المقالات

يوم عراقي في صيف ساخن


عبد الكريم ابراهيم

لم اجد بُداً من السير مسافة كليومترين تحت اشعة الظهيرة اللاهبة باحثا عن ( قايش ) المبردة المقطوع ،وما ان حصل على ضالته اسرع على جناح السرعة كي ينعم بقيلولة تحت هواء المبردة المنعش وبعد محاولة استغرقت ربع ساعة تكللت عملية نصب ( القايش ) بنجاح وعادت المياه الى مجاريها ،ولكن عندما ضغط على زر التشغيل لم يجد استجابة تذكر من كهرباء (السحب ) كأنها انتقلت الى العالم الاخر ،واسرع الرجل وهو يضع المنشفة على رأسه نحو المولدة الاهلية وصاحبها السمج الذي دائما ما يختلق الأعذار من اجل اقتناص ساعات من حصة المواطن المسكين ،وكان عليه ان يمد حبل الود المقطوع مع صاحب المولدة ويتقبله على مضض وكل شيء يهون في سبيل الكهرباء . المصيبة كانت كبيرة عندما اخبره صاحب المولدة ان الكهرباء موجودة وربما يكون السبب انقطاع السلك الموصل الى البيت . اشتاط غضبا من هذا اليوم النحس وكان عليه ان يتقبل الواقع بمرارته ويحضر سلما وفريق عمل لمثل هذه المهمة مكوناً من ابنائه والوقوف على العلة وايجاد القطع . كل محاولات الفريق باءت بالفشل لعدم تمييز سلك الكهرباء الخاص بالبيت عن بقية الاسلاك التي غدت كشبكة العنكبوت ، وهنا لابد من شراء سلك جديد ومده بدل السابق وبعد ساعة من العمل الشاق تحت اشعة الشمس نجح الفريق في اعادة نصب السلك الجديد عندها كانت مدة كهرباء السحب قد انتهت ، وما على الرجل وفريقه سوى انتظار (الوطنية ) كأنها هلال العيد وبمجيئها قد تكون ذهبت القيلولة من عيون الجميع . طال الانتظار اكثر من السابق حتى ركبت الوساوس والافكار الرجل ما دفعه الى التحري فكانت طامة اكبر من اختها هي ان (فيز ) بعض الدور ومنها بيته قد اصابه التلف ويتطلب الامر الاتصال بالصيانة ، واتصل بالرقم المطلوب وكان الجواب "غدا ستتوجه فرق الصيانة الى المنطقة لتعاين الموضوع على الواقع" وجاء الغد ولم تحضر سيارة الكهرباء علما انها تصول وتجول بحثاً عن عطل يسيل له اللعاب ،واتصل مرة اخرى وكان الجواب نفسه واستمر الحال لمدة خمسة عشر يوما عندها انقطع الرجاء والامل من الصيانة الحكومية فكان عليه الاستعانة باحد عمال الكهرباء من اهل الخبرة في تحويل (الفيز) الى اخر وقلده بقية بيوت الجيران ولكن المشكلة هي ان الكهرباء (الوطنية ) بـ( فيزها) الجديد اصبحت رياضية بامتياز فهي تصاب بنوبات الجنون التي تجعل ماطور المبردة يطير من سرعة الدوران ثم تنخفض لدرجة السكينة والسبات وهكذا اصبحت الكهرباء الوطنية وجودها عدمه سيان !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك