المقالات

أنصفها الأعداء وظلمها الأصدقاء!!!


خميس البدر

لو لم يفعل الشعب العراقي إلا انتفاضة شعبان لكفاه فخراً وعزة وشموخ، لو لم يشارك العراقيون بغيرها لما عوتب احد ولما انتقص من قدرهم احد، نعم لم تكن انتفاضة شعبان حالة طارئة أو حركة عسكرية أو انتفاضة مجموعة ظلمت وحرمت كذلك لم تكن ثورة جياع كما يريد أن يصورها البعض، لم تكن نزوة أو طموح شخصي ولم تكن ردة فعل، كانت هوية شعب وقدر أمة سفر خلود يربط ماضي بحاضر ليضمن مستقبل هي قضية ورسالة وصراع وجود مثل خلالها الشعبانيون كل صفات الشجاعة والإباء والتضحية والبطولة والرجولة، من لا يعرف عن الانتفاضة شيء ولم يعشها من يشكك بها من يريد أن يطمس معالمها أو يُقلل من شأنها ليستمع إلى أعداءها، وليتابع كيف قمعت وبأي طريقة من يريد أن يعرف عظمتها وأيّ رجالٍ رجالها، ليعرف أوّلاً من حاربهم من ظلمهم من اجتمع عليهم أيّ جيوش وأيّ أسلحة وتحت أي ظرف وفي أي زمان، عظمت الانتفاضة تمثلت بإخفاء فصولها ومحاولة طمس الكثير من معالمها فقد انطلقت بعشرات وأفراد لتتحول إلى مئات مجاميع تجمعات ليصبح سواد الشعب وفي أيامٍ معدودات تسقط أسطورة، وتسفه خرافة، يركع دكتاتور ينهار نظام قمعي مستورد غريب مسخ نشاز عن هذه الأرض نعم وكأن ارض الرافدين رفضته لتفرز أبناءها من أعداءها، وترسم خطين الفرات ودجلة من شرب ماءهما، ولم يكفر به هو منها ومن تجاوز عليها من انتهك حرمتها لا ينتسب إليها ولا تتشرف به، فماذا كان الجواب أن تجمّع العالم وكل الطواغيت لكسر هذه الانتفاضة، ولكن بأية طريقة لا حجر ولا مدر لا نخلة ولا نبتة لا ماء ولا يابسة لا إنسان ولا حيوان، الكل يجب أن يُباد هذه الأرض ويجب معاقبة الرحم بقطعه والى الأبد فكانت شعارات لا شيعة بعد اليوم، ولكن النتيجة جاءت معاكسة فأبناء هذه الأرض ملتصقون بها لا ينفكون عنها، أبوا إلا أن يكونوا فيها فلذات الأرض بهمم أبطال شعبان ليحفظوها ولاذوا بها فانحنى البردي والقصب لقامات الرجال وتفتحت الأرض بحضنها فلم تسعهم رحبتها وسطحها ولم يحملهم إلا بطنها فكانت مقابر هم الجماعية فلم تميز بين الرجل والمرأة بين الشيخ والطفل لم تميز بين (الدعبل والحصى والرصاص ) لم تفرق بين( الدمى ولعب الأطفال والرضيع في قماطه) لم تستثني العاقول من النخيل لم تترك شبرا يرتفع ليساوى الكل بالتراب لكن كوابيس الانتفاضة باتت ترافق من فعل من اعد من أطلق رصاص من خطط من دبر و أحلام وردية لأبنائها لتتحول مخيمات رفحاء إلى ملحمة أخرى لتستنسخ العراق بخارطته بعناد الناصرية وزهو البصرة من الهور بعراقته العمارة وصحراء السماوة وشموخ الرميثة وسوق الشيوخ وابوذية الديوانية، بجعفر الحلة وشموخ ونخوة حي الكوت و بغداد ما اشتبكت عليك الأعصر إلا ذوت ووريق عمرك اخضر وكربلاء التي أوقدت شعلة الحرية والحنين الى النجف بعد ان تحول كل العراق لمقبرة دار السلام ليهيم الجميع فالعالم بعد ان ارتكب جريمته أراد ان يكفر عنها اعتذر بخجل وانحنى أمامهم ركع في حضرتهم، أعلن التوبة إليهم ولأرض الرافدين، انتشرت الانتفاضة كالنار في الهشيم لتصبح رمزها وجوهها أسماءها مبادئها في كل عواصم المعمورة ونطقت بلغة الضاد خلدت بنتاجها تجربة ديمقراطية وعملية سياسية كانت انتفاضة شعبان حقيقتها الوحيدة إلا أنها جهلت ممن تغنى باسمها ولم ينصفها ولم ينصف أبنائها، ألم يحن الأوان لأنصاف الانتفاضة فبعد أن أنصفها الأعداء ظلمها الأصدقاء وظلم ذوي القربى اشد وأقسى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اليعقوبي
2012-07-14
اولا احب ان اقدم لك جزيل الشكر ولأمتنان على هاذا الذكر الجميل الى ابناء الانتفاضة الشعبانية انصفها العداء قبل الاصدقاء كما ذكرت ولاكن مع الاسف الشديد لم ينصفنا من هم ذوي قربا لنا لك مني فائق التقدير والاحترام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك