المقالات

انتخابات تعليك وحكومة كوترة !!!


سليمان الخفاجي

الشجاعة والارادة القوية وعدم الخوف والثقة ميزة من اهم ميزات الديمقراطيات الراسخة والتي اسست وتعاقبت فيها الدورات الانتخابية وتتعامل وفق تنافس البرامج والخطط وتتسابق احزابها في تقديم ما هو افضل عن طريق اقناع الناخب بجدوى انتخابه لها دون غيرها. وتاخذ السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مساحاتها الطبيعية من غير تزاحم وبدون تضخم احدها وجميع السلطات تعمل على تقوية السلطة الرابعة الاعلام بكافة مشاربه واسالبيه وادواته ليكون رأي عام حقيقي يصنع قرار ينتج ضغط له حرية الطرح أي ان الدولة ومؤسساتها تختلف عن الحكومة, ومن هنا تجد طرح المشاريع الفريدة والقوية وربما الغريبة دون خوف من تهديد لانه سيتحمل المسؤولية كاملة ولا يتهرب ولا تخونه الشجاعة بان يقول لقد اخفقت, وبالتالي لا تجده متمسكا ولا على طريقة (لو العب لو اخربط الملعب) وما انطيهه, ولا التملص من استجواب او المثول امام البرلمان ولامحاباة وزير او شخصية, لا صفقات واتفاقيات بين الكتل وقادة الكتل بعيدا عن قبة البرلمان او الرقابة الشعبية, فالكل يعمل على جلب دعم الشارع لمشروعه لا اخفاءه عنه وجعله (اطرش بالزفة ), نعم توجد في تلك الديمقراطيات كعكة ومطبخ سياسي ولعبة ديمقراطية ومعارك انتخابية ربما تكون طاحنة الا انها في حدود الدستور والقانون وتنتهي في مواعيدها المحددة كما تبدأ في مواعيد معينة لاتتغير الا بما يشبه المستحيل, فبماذا نختلف عن الغير وعن تلك الديمقراطيات وهل توجد مقارنة مع ماعندنا هل يوجد التزام بالدستور وهل وهل وهل؟؟ اسئلة كثيرة لا توجد لها اجابة عند رواد الازمة ومن احتضنها وفقسها ودورها وجعل منها عقدة.اعتقد ان كل هذه المقدمة تمثل عذر لمن يخاف على العملية السياسية من المشاريع المطروحة من اجراء انتخابات مبكرة والعمل على تشكيل حكومة اغلبية وخشية حقيقية من عواقبها الوخيمة وعدم جدواها لما ستمثله من انتكاسة للعملية السياسية, فنحتاج الى وقفة جادة وملتزمة للوصول بتجربتنا الناشئة والوليدة الى بر الامان ولو بتجاوزها نسبة 50% من الديمقراطيات الراسخة.ان طرح الانتخابات المبكرة رغم كونه دستوري وقانوني, الا انه يتعارض مع الطريقة التي تدار بها الديمقراطية العراقية, ولاتنسجم مع سيرة من يطرحها ومواقفه وطريقة تعامله مع الاحداث والدستور وتعطليه لبنوده والدليل الازمة الحالية, فكيف نضمن نجاح ما سيأتي فهذا الحل لايعدو كونه احد تلك الحلول الترقيعية وابقاء الازمة قائمة والهروب من حلها بتعقيدها وتقسيم البلاد الى خندقين لايجتمعان الا بكسر احدهما الاخر ومن ثم الغاءه وتدميره ونسفه ونسف العملية السياسية معه وتدمير كل ماصنع وانجز طوال الفترة الماضية, بينما الحل لا يتعدى الجلوس واللقاء والتنازل والوصول الى الدورة القادمة باقل الخسائر كي تكتمل مؤسسات الدولة وتقوى ارضية الديمقراطية في العراق والتقليل من الاعوجاج الذي رافقها من خلال تفعيل لجنة الاصلاح وتقديم الجميع لرؤاهم الحقيقة لا رؤى الازمة والعمل عل عقد المؤتمر الوطني, وان تطرح الهواجس والمخاوف وتشخيص الخلل بلا خوف ولا خشية لتوضع الحلول وان كان الحرص بان يكون المكان الطبيعي للحل هو البرلمان لا الاعلام والغرف المغلقة والانتقال من مدينة لاخرى, ولن يكون بحرب اقليم ومركز, فانتخابات مبكرة بهذا العنوان يعني (انتخابات تعليك )وما ينتج عنها (حكومة كوتره) كما يعبر العراقيون بلهجتهم الدارجة فعندما نعتاد الجلوس تحت قبة البرلمان والالتزام بالدستور سنتوجه لانتخابات مبكرة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك