المقالات

مواقف الساسة تعنت لأجل التعنت


ماري جمال

لا يخفى على أي احد تصلب بعض الكتل السياسية في مواقفها وتقديمها لمطالبها بطريقة الفرض والأمر الذي ينتج عنه كهربة الأجواء وإلهاب الساحة وتبادل للاتهامات والمناوشات الكلامية حتى أصبح التعنت وتشبث الساسة بالمواقف حتى لو كانت تلك الآراء المواقف لا تتلاءم مع أولويات المصلحة العامة في العراق هو المشكلة الرئيسية.

ثم إن الاستغراق و الإصرار على المطالب قاد إلى نسيان المواطن وتجاوز حقوقه حتى غدت رغبته للعيش في وطنٍ آمن مستقر ضرباً من ضروب المستحيل، إذ من اللحظة التي انفتح بها باب الجحيم بدخول تنظيم القاعدة الإجرامي إلى العراق صارَ السير في الشوارع والذهاب إلى العمل والعودة منه سالماً كان ومازال ينشدها وينتظر من القادة الانشغال بها ولو قليلا لتخليصه من الهواجس والمخاوف التي تثيرها سلوكيات ونوايا بعض الكتل السياسية وما تبتغيه من السياسة في العراق وتنافسها، لتحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب وان كان على حساب المواطن، وفي بعض الأحيان جعلت المنافع الخاصة اكبر من المنافع العامة وأخذت على أساس ذلك تدخل في صراعات و تراشق سياسي ناسية ومتناسية الشعب الذي بفضل أصواته وصل ممثليها إلى قبة البرلمان العراقي وبالتالي أصبح لها صوتاً لتحقيق مصالحها الشخصية.إن تلك الكتل وبنواياها التي تكشفت أصبحت في موقف لا يحسد عليه أمام الجميع وخصوصاً أمام جماهيرها وخصوصاً حالة اختراق السيادة التي نجدها عند بعض رؤساء الكتل والأحزاب والساسة المتنفذين فهم يصرحون كما يشتهون ممن يرغبون ويسافرون بطائرات خاصة وعامة ويستقبلون مسئولي الدول ويعقدون الصفقات ويصرحون للإعلام بما يطيب لهم دون رقابة أو يسألهم احد. على أساس كل ما سيق صار لدى المراقب فرز واضح بالكتل المتصلبة وعدم المراعية للمصلحة العامة، والكتل الأخرى ذات المواقف الوطنية المخلصة التي وضعت مصلحة العراق و شعبه فوق كل الاعتبار احتلت مكانتها السامية في قلوب العراقيين وبل أنها أصبحت ملجأ للآخرين لإيجاد الحلول السياسية المناسبة مع الفرقاء السياسيين المتواجدين في الساحة، وابرز مثال على ذلك هو موقف المجلس الأعلى المعروف والمشهود له بتبني كل ما شأنه حل المشاكل والتقريب بين وجهات النظر وعدم التزمت باتخاذ المواقف للوصول إلى كل ما يصب في مصلحة المواطن وعلى سبيل المثال فان المجلس الأعلى يشعر بعدم الرضا عن الكثير من الوزارات في الدولة التي يظهر تقصيرها واضحاً للعيان لكنه تجاوز عدم رضاه ووقف ضد قضية سحب الثقة وصار يدعو إلى الحوار البناء القائم على عدم الإصرار على المطالب لما لها من تبعات لا يحمد عقباها ونحن نحتاج هكذا مواقف للخروج من تلك الأزمات لا التعصب والتصلب في اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تحدد مصير الملايين والتصدي لكل من يعرقل سير أمور البلاد والعباد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك