المقالات

لا زال الوقت باكراً للاحتفالات الماجنة والتبذير


حيدر عباس النداوي

لا زال الشعب العراقي يعيش الكثير من المحن والحاجة والفقر والآلام اليومية بسبب الممارسات الإجرامية للعصابات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والبعث ألصدامي المجرم وشركاء العملية السياسية المدعومين بأجندات عربية وإقليمية ودولية، والتي تتسبب بسقوط العشرات من أبناء الشعب العراقي يومياً بين قتيل وجريح دون أن تفرق هذه العصابات الإجرامية بين المرأة والطفل والشيخ أو الفلاح والمهندس والصحفي.ومفترض المنطق والعدل تكون أولويات الاهتمام من قبل جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية، تضميد الجراح وتقديم المواساة والدعم والإسناد لعوائل هؤلاء الشهداء وللمتضررين من هذه الأعمال الإرهابية بأيّ شكل من الأشكال.ومن بين شرائح المجتمع التي تعرضت للاستهداف من قبل قوى الشر والظلام وقدمت العشرات من الشهداء والجرحى هي شريحة الصحفيين بهدف إسكات صوت الحق ولمنعهم من نقل الحقيقة، فكان نصيبهم لا يقل عن نصيب شرائح المجتمع الأخرى من القتل والتهجير والخطف والابتزاز.وبمقتضى القاعدة العقلائية كان يفترض بنقابة الصحفيين العراقيين توجيه كلّ اهتمامها وقدراتها نحو بوابة مواساة هذه العوائل، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم والمطالبة بإنصاف الصحفيين ومنع تعرضهم للاعتداءات المتكررة من قبل السلطة التنفيذية في كل يوم وكل مكان مع الاكتفاء باحتفالية بسيطة خالية من البذخ والابتذال، يدعى لها الرواد والمتميزين من الإعلاميات والإعلاميين بدل دعوة الغانيات والمغنيين بطريقة لا تليق بقيمة النقابة ولا بأعراف الشعب العراقي، وقد يتساءل البعض عن العلة في دعوة المطربة "مادلين مطر"، في وقت يتم تجاهل تقديم دعوة الى عميد الاعلاميين العرب محمد حسنين هيكل او رائد الصحافة العراقية الإعلامي الكبير محسن حسين.كم كان جميلاً لو ان نقابة الصحفيين العراقيين قررت توزيع الأموال التي منحها رئيس الوزراء نوري المالكي دون وجع قلب إلى النقابة لعوائل الشهداء والجرحى وللمعوزين من الصحفيين وما اكثرهم بدل إقامة حفلة ماجنة لم يحضرها وقاطعها معظم الصحفيين والكتاب والاعلاميين الذين يحترمون أنفسهم لأنها لا تليق بمكانة وقيمة النقابة، وكنا نعتقد اننا غادرنا مرحلة الاسفاف والابتذال وكم كان منظر إلقاء كارتات الموبايل من قبل الطائرات مقززاً ومخجلاً في نفس الوقت في مشهد يدل على الاذلال للصحفيين وهم يتدافعون للحصول على كارت لا تتجاوز قيمته عشرة آلاف دينار.لم تنتهِ نقابة الصحفيين بعد من بناء بيتها كما ان معظم الصحفيين لا زال يقف متوسلاً على باب نقيب الصحفيين او أمين السر من اجل انجاز معاملته واخراج هوية النقابة له، رغم ان الكثير قد أجتاز إمتحان الكفاءة قبل اكثر من سنة دون ان يتم الافراج عن الهوية، ولعلّ تكليف الفاتنة مادلين مطر وتوسطها لدى نقيب الصحفيين كان سيحل المشكلة بجرة قلم من اللامي دون أن تأخذ من وقته أكثر من ثواني معدودة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك