المقالات

المجلس الأعلى هل فرط بفرصة ذهبية

555 11:14:00 2012-07-10

حيدر عباس النداوي

سنسلم جدلاً بما صرح به نائب رئيس الجمهورية المستقيل الدكتور عادل عبد المهدي عند لقائه مراجع الدين الكرام في النجف الأشرف، وما أعلنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية والقيادي في المجلس الاعلى الدكتور همام حمودي من رفض المجلس للعرض الذي قدم من قبل ثلاثي أربيل والذي يقضي بسحب الثقة من رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي ومنح هذا المنصب للمجلس الأعلى يرشح من يريد ليكون رئيس وزراء العراق للفترة المتبقية من عمر الحكومة الحالية.ومن المؤكد ان موافقة المجلس الأعلى بهذا المنصب الذي هو أقرب إلى المنال من أي وقت مضى بعد حالة القطيعة التي وصل لها تحالف أربيل الثلاثي مع حكومة المالكي، والتي وصلت إلى حد مرحلة كسر العظم، أضف الى ذلك ان موافقة المجلس ستمنح الاغلبية المريحة لسحب الثقة عن الحكومة دون أن تترك ذريعة لرئيس الجمهورية جلال طالباني والذي برر عدم التوقيع على موضوع سحب الثقة من ان الشيعة في التحالف الثلاثي غير ممثلين بصورة واقعية، وان انضمام المجلس الاعلى سيضع رئيس الجمهورية في زاوية ضيقة مع ما للمجلس الأعلى من موقعية في نفس رئيس الجمهورية.إذاً ما الذي منع المجلس الأعلى من اغتنام هذه الفرصة ومسك المبادرة بيد من حديد، مثلما يفعل الآخرين واستغلال المنصب الأول في الدولة لاغراض حزبية وتنظيمية واعادة الهيبة للمجلس الاعلى الذي فقد الكثير من بريقه بسبب أخطاء الحكومة التي تحمل وزرها واخطاء المفوضية وقانون الانتخابات الذي اهدى أصوات ناخبيه الى التيار الصدري، بالاضافة الى أخطاء رجالات وقيادات المجلس الاعلى التي لم تكن مقصودة في كثير من الاوقات بعد تبني مبدأ ام الولد قولاً وفعلاً.وقد يكون في منهج ورؤى المجلس الاعلى وإطروحاته مدخلاً لمعرفة أسباب الرفض، والتي من أهمها ان المجلس الاعلى لا يبحث عن الحكم كغنيمة للتربح او الانتقام او التسلط انما يسعى الى بناء الدولة المدنية العصرية القائمة على العدل والحرية والمساواة وفق مبادئ الدستور الذي أقره الشعب العراقي، وان السعي الى الحكم في ظل الظروف الحالية يمثل انتحاراً وموتاً بسبب الظروف الشائكة والتي يعجز عن حلها لقمان الحكيم، هذا أولاً، وثانياً ان المجلس الاعلى أعلن ان المؤمن لن يلدغ من جحر مرتين، بعد أن قرأ ما بين السطور وأيقن ان بعض المنادين في اربيل بضرورة التخلص من المالكي لن يكونوا صادقين اذا جد الجد، وانهم سيتخلون عن تعهداتهم كما تخلوا عنها يوم رفضوا ترشيح المالكي في فترة ما بعد الانتخابات واقسموا أغلظ الايمان واعلنوا ان مفتاح ترشيح المالكي قد تم رميه في قاع المحيط الا انه بعد يومين تم العثور على المفتاح بوحي إلاهي وتم القبول بالمالكي رئيساً للوزراء وهذا ما حدث بالضبط من جديد عندما ادار التيار الصدري ظهره لشركائه في اربيل وقرر التوقف عن سحب الثقة والامتناع عن المشاركة في الاستجواب.من هنا فان المجلس الاعلى كان صادقاً فيما أعلن عنه من رفضه لمنصب رئيس الوزراء في وقت يسير فيه البلاد الى الهاوية، لأن قبوله بهذا المنصب سيجعله في صف الآخرين الذي لا هم لديهم غير مصالحهم الحزبية والشخصية وأكد بالقول والفعل انه يسعى الى بناء دولة عصرية مدنية وان تضحياته ليس من أجل فلان وفلان او إرضاءاً لهذا الطرف او ذاك إنما هي من اجل العراق والشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد الكاظمي
2012-07-11
مقال صريح و صحيح .. اتمنى من المجلس الاعلى ان يصحح مساره اكثر و اكثر و يستغل هذه الفترة للاصلاح و لحذف الامور التي تحز في نفس الشارع العراقي بتركها جميعا عندها سيعود قويا في الانتخابات
علي الغانم
2012-07-11
احسنتم اخي النداوي فقد اوجزت الموقف المبدئي للمجلس الاسلامي الاعلى المبني على حقائق باتت من اوضح الواضحات..تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك