المقالات

المجلس و رفضه لمنطق الجلوس على التل !!

595 15:02:00 2012-07-09

نور الحربي

بعد كل هذا الذي أفرزته الأزمة السياسية في البلاد من تناحر وتباعد وتقاطعات لا يمكن إلا أن توصف بأنها محبطة للمواطن والشارع العراقي الذي بقي منتظراً إشراقة للحل عبر حوار جاد لا يشوبه لعب السياسيين الذي اثبت مراهقتهم وعدم حرصهم على مصالح البلد، والمشروع السياسي وبعد تجربة كافة الأسلحة ألإعلامية الهجومية والدفاعية من قبل الأطراف المتخاصمة لم يفلح أي منهم إخضاع الآخر لأرادته أو لي ذراعه أو تحويل مساره، وبينت هذه الأطراف عدم قدرتها على إنتاج ما يمكن أن يكون نهاية معقولة تؤسس لبداية جديدة رصينة تقوم على احترام الذات أولاً، والالتزام بالتعهدات والاتفاقات والتوافقات التي أبقيت خلال الدورات السابقة من عمر البرلمان في إطار الدستور وتحت سقوفه المقبولة، هذه الاطراف والتي انطوى سلوكها على ابرز لهجة الهجوم و التهديد بجر الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه كانت بطريقة مكشوفة تعزف على وتر الطائفية مدعية أنها حريصة على ترسيخ حقوق المكونات بينما العكس تماماً ما رأيناه وعشناه كأمر واقع حيث ظهر الجميع بمظهر المقاتل الذي يصعب الأمر على مناوئيه ويجره لتدوير الأزمة السياسية وفي النهاية ماذا جنينا وماذا تحقق للأسف نقولها بصدق لاشيء فالكل بقي في ذات الدائرة الضيقة وان حاول إخراج نفسه منها، لكنه لم يفلح في النهاية لعدم وجود الإرادة على مغادرة الأزمة من خلال الإسهام الفعلي في تكسير المبادرات وتضييق أفق الحل, ولو حاولنا ان نفهم المغزى من كل التحركات الجادة وفككنا محتوى الجهود التي قام بها المجلس الأعلى منطلقاً من حرصه على إيجاد مخرج معقول من هذه الفوضى، إن التأكيدات تتكرر بضرورة الاحتكام إلى الدستور والجلوس إلى الطاولة المستديرة وإجراء الحوار الوطني باعتباره يشكل أول الحلول التي تفكك الأزمة الحالية دون اللجوء الى المسارات والأساليب الأخرى التي جربها الجميع ولم تحقق أي شيء على ارض الواقع، كما جرى التعقيب على مبادرات أخرى أريد لها ان تكون البديل الأقل ضرراً، بعد تلاشي فرص نجاح عملية سحب الثقة عن رئيس الحكومة بإيجاد إصلاحات ترتكز على مطالبات القوى المناوئة في تطبيق اتفاقات اربيل وهنا كان المجلس الأعلى ممثلاً برئيسه السيد عمار الحكيم شجاعا جدا في التعبير عن طبيعة هذه الإصلاحات ومساراتها التي ينبغي أنّ تسير باتجاهها وتؤطر بها، وكل ذلك كان في صميم مشروع تيار شهيد المحراب الداعي للعمل بوضوح ورفض حالة الضبابية وإخفاء محتوى الاتفاقات والتوافقات بعرضها على الشعب ليقول رأيه فيها حيث دعا سماحته الى ان تكون الإصلاحات جدية وواقعية مع إثبات المصداقية في تحقيقها وهي مفردات أساسية لابد من توفرها لتحقيق نتائج ايجابية في هذا المشروع من هنا فالمجلس الأعلى الذي اثبت ان تعاطيه مع الأزمة الراهنة منطلقاً من ثقة جماهيره وعموم أبناء شعبنا بنهجه لم يكن يوماً محايداً في القضايا التي تمس الوطن والمواطن وترتبط بمصالح فهو التيار الوحيد الذي اثبت انه يحمل مشروعاً للأمة و علاقاته من حيث القرب والبعد مع الآخرين بقدر انسجامهم مع مشروعه الوطني المعروف فالمجلس لم يؤمن يوماً وعلى طول مسيرته السياسية والجهادية بسياسة رد الفعل والتمحور المرحلي والآني وهو لا يستبدل قناعاته وتحالفاته بسهولة بل انه مصر عليها، لذلك تجده ينصح هذا ويطيب خاطر ذاك لكن مواقفه المبدئية واضحة لا لبس فيها وهي تمثل إرادة الشعب وليست على حساب حقوقه وطموحاته وآماله التي طالما تفاعل معها شهيد المحراب وعزيز العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك