المقالات

أين الأبرار من الأشرار ؟

876 18:24:00 2012-07-03

سماحة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر

أين الأبرار من الأشرار ؟قال ابو سعيد المخزومي :وإني لصبّارٌ على ما ينوبني وحسبك أنَّ الله أثنى على الصبرِولستُ بنظّار الى جانب الغنى اذا كانت العلياء في جانب الفقرِانهم كان يصبرون على على النوائب ، وحسبهم ما أعد الله للصابرين ، فالصبر هو الثبات بوجه الضغوط والأعاصير ...وانهم لم يكونوا يتوقون الى الغنى ، متى ما كانت الوسائل الموصله اليه مشبوهة ، مشوبة ، فالتمسكُ بالدين والأخلاق ،وصيانة السمعة هما سيدا الحلول على الأطلاق .....وانهم كانوا يؤثرون الفقر على الغنى، متى ما كان يضمن لهم الحفاظ على ثوابتهم الدينيه والوطنيه والأخلاقيه .هكذا كان الأبرار من الرجال .أما في العراق الجديد ،فقد ظهرت طبقة جديدة لم تكن تُعرف الاّ بمعاناة الضيق ، وشظف العيش ، والحرمان من متع الحياة ، والاصطلاء بنيران الفاقة والحاجة .لم يكن أحدهم يملك القدرة على ارتداء الثياب المناسبة ، التي تظهره بشكل مقبول ، ناهيك عن سائر الحاجات الضروريه الأخرى وفجأة ، وبسرعة فائقة ، تحوّل هؤلاء المرهقون بالأعباء ، الى زمرةٍ من كبار الأثرياء .والسؤال الآن :كيف تم ذلك ، وما هي الوسائل التي أوصلتهم الى نادي أصحاب الملايين؟!!ان الانتقال من خندق الفقراء الى خندق الاغنياء ،لا غبار عليه متى ما استند الى الكسب المشروع ، ولكن حين يأتي من خلال الاستغلال للمنصب ، وابتزاز الناس ، والسطو على المال العام بالغارات المُنكرة ، والحيل المدبّره ، والعقود الوهميه ، والعمولات الكبرى ، فانه ليس الاّ الجريمه النكراء بحق الوطن والمواطنين ، والخيانة للأمانه ، والخروج على القيم والضوابط الدينيه والاخلاقيه والسياسيه والقانونيه والانسانيه والحضارية بأسرها كتب شاعر لبناني يتسائل عن مصدر ثروة أحدهم فقال :يا مدير الاقتصاد الوطني دُلنَّي من أين أصبحتَ غني ؟ لَمْ تهاجرْ لم تتاجرْ لمْ ترثْ من أبيك الفــــــذ غير الرَسَنِ لو قضى والدكُم فيما مضى غُرّمتْ بلـــــــــدتُكم بالكَفَنِان اسباب الثروة حصراً هي :الهجره الى الخارج والعمل من أجل تجميع الثروة وهذا ما لم يحصل التجارة وممارسة الأعمال الحّرة ، والتي تعود على أصحابها بالربح الوفير وهذا ما لم يحصل ايضاًالميراث : بأن تصل اليه الأموال عن طريق الأرث ومن أين له ان يرث من أبيه شيئاً ، وهو المنهك المحروم ؟فلم يبق الا طريق واحدٌ وهو طريق الرشوة والاختلاس ، والسطو على المال العام .وهذا ما يدخله في قوائم المجرمين الفاسدين المفسدين المنبوذين ان الشاعر أمْعَنَ في تقريع المختلس حين قال له :ان أباك لو كان قد مات قبل ان تتولى المنصب ، لجُمِع ثمن كفنه وتجهيزه من أهل بلدته ،في إشارة الى الفقر المدقع الذي كان يلف أباه وأهله .أقول : ومثل هذا اللبناني ، الذي انتقل به الحال من (فقير ) بامتياز ، الى (أمير)يعيش في بحبوحةٍ ليس لها نظير ، كثيرون ، لاسيما في العراق الجديد، المُبتلى بعصابات متمرسة بالنهب والقرصنه ، دونما خشيه أو خوف من أحد ..!!ولعلَّ خير ما نختتم به هذه المقاله ، هو الحديث الشريف المرويّ عن الرسول الأعظم (ص) :{ لايعجبنك امرؤٌ كسب مالاً حراماً فأنه ان أنفق لم يتقبل منه ، وإنْ امسك لم يبارك فيه ، وانْ مات وَتَرَكهُ كان زاده الى النار }وهكذا يُسهم هذا الحديث في بناء ثقافة النزاهة، التي لابد ان نعمل على اشاعتها في المجتمع ، بعد انْ ابتلى بالكثير من الأدران ، ونسيان ما ينتظر السُراّق من النيران ...!!!والمهم أنَّ المتأمل في هذا الحديث الشريف يجد أنَّ حيازة المال الحرام ، ماهي في الحقيقه الاّ حيازة للألغام القابله للأنفجار في أية لحظه .ان المال الحرام ، حتى لو أنفق في أفضل الطاعات والمشاريع النافعه فانّه ليس مقبولاً ، ذلك أنه سبحانه انما يتقبل من المتقين ،واين السراق منهم ؟!!وإنْ بقي تحت اليد محفوظاً مصانا دون تصرف،فلا بركة فيه ولا خير ...انه بالتأكيد وبال على صاحبه اللعين وان استمرتْ الحيازة حتى الوفاة ، فان هذا المال الحرام سيكون زاد صاحبه الى قعر الجحيم ...!!!ولا أظن عاقلاً يرضى لنفسه هذه المغامرة الحمقاء ،حيث أنه ليس ثمة من مخرج للنجاة مع هذه المغامرات والجنايات ....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك