المقالات

لماذا لا نجرب هذه الوصفة


عباس المرياني

شهدت الساحة السياسية العراقية ومنذ التغيير الذي حدث مطلع عام 2003 انقلابا كبيرا في طبيعة الدور الذي يقوم به الاعلام في معالجة او تأزيم المواقف خاصة بعد الانفتاح الكبير على جميع توصيفات الاعلام في وقت كانت ماكنة الدولة الاعلامية في داخل البلد هي الماكنة الوحيدة لنقل الحدث والصورة والرؤية دون ان يكون للاعلام المحايد او المعارض دور الا ما ندر مع شراء كامل لحقوق الذمم من قبل نظام البعث للاعلام والاعلاميين ،العربي والدولي. وقد تكون الصورة مغايرة بعد التاريخ اعلاه حيث فتحت الديمقراطية ابوابها على استقطاب الاعلام والاعلاميين بشكل زاد عن حده حتى انقلب الى ضده مع غياب تام لرقابة الدولة او وجود منهج او دستور يحدد اليات عمل مؤسسات الاعلام العراقية والعربية والدولية حتى اصبحت الساحة السياسية العراقية الاكثر صراخا وعويلا وتشويها خاصة في مجال الاعلام المرئي والمقروء ولان العملية السياسية كانت وليد بكر فقد ولد معها الغث والسمين من هذه الوسائل . ولان العملية السياسية في باكورة نشأتها تحملت كل صراخ الاعلام والته المدمرة حتى كاد هذا الوليد ان يدخل العناية المركزة ويفقد حصانته ومقاومته للظروف الطارئة..الا ان صلابة عوده جعلته يستمر في المقاومة، ويمكن القول ان بعض الداخلين في العملية السياسية وحتى يومنا هذا وبتوجيه وتسخير من دول الجوار تسببوا بكثير من التشوهات لوجه العراق الجميل الذي ما كان ليحدث به هذا الحزن لولا الماكنة الاعلامية العربية ومن يقف خلفها من انصاف السياسيين والارهابيين في نفس الوقت. ومن المفارقات العجيبة ان البعض لم يتعلم من الدروس ويتوقف عند حد المعانات انما يستمر في ادامة زخم الفوضى والمشاكل للعراق وشعبه من خلال مواصلة شحن الاعلام وتشكيكه وخلق الثغرات والفجوات وهنا يمكن التوقف لمعرفة من هذه الجهات ولماذا تقوم بمثل هذا التحشيد ومن هي الجهات التي تقف ورائها وهل هي على علم باثار السياسات الاعلامية المتبعة من قبلها. ان للاعلام دور كبير في اشعال النيران او اطفائها ونحن في العراق لم نتعلم خلال الفترة المنصرمة غير اشعال النيران بواسطة الدفع العاجل والاجندات الخارجية وحقد الموتورين يساعدهم على هذا الامر بصورة كبيرة غباء بعض السياسيين وعدم وجود قانون يحدد العمل الاعلامي وكذلك الاستخدام السيء لماكنة الدولة الاعلامية. اعتقد ان بامكان الاعلام ان يكون له دور كبير في معالجة الازمة الحالية والازمات اللاحقة من خلال التعامل بجدية مع الاحداث واتخاذ جانب المعالجة والتهدئة وترك جانب التصعيد وكذلك التوقف الفوري في التعامل مع المكونات والشخصيات التي تنفث بسمومها وعقدها في الاعلام وعدم فسح المجال لهم لتسميم الاجواء السياسية المشحونة اصلا وتشجيع المبادرات والحوارات التي تدعوا الى التهدئة والحوار والاتفاق مع الكتل السياسية على ترشيح من هو حريص على العراق وابناءه ليكون ناطقا باسمها والاعلان عن اسماء وسائل الاعلام الحريصة والبناءة وفضح وسائل الاعلام التي تتاجر بدماء والام ابناء الشعب العراقي لكشفها وفضحها امام الراي العام. علينا ان نعمل ضمن اطار ميثاق شرف لا يحتاج الى دستور واجتماعات متواصلة اساسة الالتزام الاخلاقي وصدق الكلمة وشرفها والخوف على العراق وشعبه ..دعونا نوقف مهازل التصريحات النارية ونلجم السياسيين بحجر من اللامبالاة وانا ضمين بان النتائج ستكون افضل بكثير من حصاد فوضى التصريحات واثارها المدمرة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك