المقالات

فتح الأقفال المشفرة..!


تتفقون معي أن العسر بلغ أشده، وأن الضيق غير كاف للتعبير عن واقعنا..فقد دخلنا نفق الضباع الذي ليس له سوى مخرج واحد، لا يقودنا إلا إلى حلق الضبع الذي كمن لنا داخل النفق، بينما هال ضبع آخر التراب على المدخل خلفنا...!

وهكذا وجدنا أنفسنا في ورطة كبيرة تقتضي بحثا عن حلول بحجمها، حلول تؤدي الى نتيجة واحدة لا غير، لكنها نتيجة مركبة من ثلاثة عناصر، الأول أن لا نقع فريسة سهلة للضبع الذي داخل النفق، والثاني أن نؤمن طريقا لخروجنا بعد أن أهيل التراب خلفنا، والثالث أن نتخلص من الضباع التي تنتظرنا خارج النفق...!

معنى هذا أن علينا قبول الدخول في معركة من نمط خاص، فأمامنا تحد بحجم وجودنا، يمكن أختصاره بالمقولة التاريخية التي طالما كررتها الكثير من الشعوب التي واجهت مشكلات مثل مشكلتنا، وأعني به تحد الدخول في معركة الحياة أو الموت..ويتعين أولا أن نتفحص أدواتنا التي سنستعملها في هذه المعركة، فمعركة الحياة أو الموت تتطلب أدوات صالحة وليست مستهلكة مثل التي نمتلكها الآن!...فعناصر المشهد السياسي الراهن قدمت كل ما أستطاعته، وأجتهدت بحسن نية أو بدونها! والذي وصلنا اليه هو كل الذي عندها، وما عاد في أقواسها غير نبال قليلة تحرص عليها ليوم عسرها لا ليوم عسرنا..! وتلك هي المفارقة..فقد نحت أدواتنا السياسية منحى المحافظة على وجودها ، لا منحى المحافظة على وجودنا..أي ـ بالعربي الفصيح ـ حصل إنفصال بيننا وبينها، وأوصدت الأبواب بوجه مستقبلنا..ويوما بعد يوم ، ونتيجة لإزدياد مسافة الإنفصال بيننا وبين أدواتنا السياسية، يصعب الإتصال والتواصل، وكلما زادت المسافة، ينشغل طرفا الإتصال كل منما بهمه..! نحن نريد المستقبل، وأدواتنا تريد حاضرها متعكزة على ماضيها! هذا الماضي الذي بدا هو الآخر منفصلا عن واقع تلك الأدوات..ّ! فالذين ضننا أنهم كانوا يقارعون الطاغوت من أجلنا ، خيبوا أملنا، وأتضح أخيرا أنهم كانوا نعم يصارعون الطاغوت، ولكن على كرسيه ليس إلآ..! و هكذا أكتشفنا أنه لا بد من قيامنا بفتح الأبواب الموصدة،وقبل فتح الأبواب المصودة علينا أن نهيء مفاتيح تناسب أقفالها..!

كلام قبل السلام: ليست كل المفاتيح تناسب كل الأقفال، فثمة أقفال مشفرة، تحتاج الى عارفين بلغة التشفير..!

سلام...

36/5/627

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك