المقالات

ما قبل وصول الاسعاف


/ حافظ آل بشارة

العياذ بالله ، وصلنا مرحلة العقدة السياسية ، كان الفصل الاول صراع جبهتين ، هدأت معركة حجب الثقة ، بدات معركة الاستجواب ثم تلكأت ، نشبت معركة خلط الاوراق فتراجعت ، بعدها بدأت معركة تغيير المواقف فاختلطت الخنادق ، خصم يدوخ فيتحول الى وسيط في معركة ليلية ، يبدا مشروع قوي بحشد الاحياء والاموات ، تقرع طبول الحرب ، يبدأ الهجوم ، بدون اي مقدمات يتوقف الهجوم ، همس في الآذان لاقناع الحلفاء بترك الحرب والتخلي عن الغنائم ، الذين خرقوا الدستور مرارا وهم ضاحكون عادوا ليبكوا عليه ويرثوه بقصائد مؤلمة ، تحذير من وجود مجرمين في اجهزة الدولة ، صاحب التحذير هو الذي جاء بهم الى الدولة ! صديق صغير يتحول الى اب كبير يجب تقبيل رجليه والمشي خلفه في وديان مظلمة ... فن التخبط يزدهر ، وله من يجيده ويحقق العجائب ، هو ليس مجرد حفنة اخطاء بل هو مرحلة من مراحل الصراع الضاري الاغلى ثمنا . قوى الاعتدال حاضرة ، الدولة بمكوناتها المتحالفة احيانا تشبه الانسان المبتلى ، يتعرض الى ضغوط معنوية هائلة ، ينفعل ويجزع ، اولا يمر بمرحلة الخلل العصبي ، يصبح جهازه العصبي عاجزا عن احتمال المزيد من الضغوط فيحدث له ما يسمى بالعصاب ، واذا استمرت الأزمة ينتقل المرض من الحالة العصبية الى الحالة النفسية فتتحول الازمة الى عقدة نفسية ، واذا استمرت الضغوط تتحول العقدة النفسية الى مستوى اخطر هي المرض الذهاني وهو الجنون ، وفيه يبدا المصاب بفقدان السيطرة على انفعالاته ، يمزق ملابسه ، يجب ابعاد الاسلحة عنه ، ينقلونه فورا الى الشماعية ، يربطونه الى كرسي بالحبال ثم يزرقونه بحقن مهدئة ، نحن الآن نتحول من الازمة الى العقدة السياسية ، اذا استحكمت تلك العقدة بلا حل ننتقل الى الذهان السياسي ، لنتحدث بعدها عن اجراءات الربط الى الكرسي وزرق المهدئات ، الذهان العراقي المنتظر يختلف عن ذهان الآخرين ، نتوقع منه الكثير : الحرب الاهلية ، انهيار الامن الرسمي ، انهيار الدولة ، هياج مليشياوي وتصفية حسابات دموية قاسية ، حواسم ، تقسيم البلد ، هبوط قوات اجنبية لتملأ الشوارع ، تدويل رسمي لقضية بلد يمرعد نفسه . قوى الاعتدال مسؤولة قانونا وشرعا ، عليها وضع حد لصمتها ، اعادة صياغة الثوابت : تهدئة جادة ، حوار صريح ، اعادة تعريف الشراكة وتصحيحها ، احترام الدستور ، ابقاء القضية عراقية ورفض اي تدخل اجنبي ، تقديم تنازلات متقابلة ، تنفيذ التعهدات القديمة بين الاطراف ، ابعاد الامن والقضاء عن الصراع وابقاءه في حدوده السياسية ، حفظ كيان الكتلة الاكبر (التحالف الوطني) لانه الضمانة لاستمرار التجربة ، هذه الايام هي ايام فاصلة في حياة هذا المعذب قبل ان يمزق ملابسه ، بين لحظة واخرى تحضر الاسعاف ويترجل منها اصحاب المعاطف البيضاء وحملة الحبال الاشاوس ، انها المرحلة الذهانية . المطلوب ( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى ) يمسح راس المريض ، ويتلو آية الكرسي قبل حضور اصحاب الحبال .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله
2012-06-26
استاذ حافظ هؤلاء لا تنفع معهم قرآة القرآن كاملا على رؤوسهم لا لان القران عاجز بل لان هؤلاء احالوا ابليس على التقاعد وقاموا بوظائفه الى الحد الذي بدا ابليس مقصرا في اداء عمله.... والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك