المقالات

حزيران الدم ...لم يكن خرقا امنيا...!!!

501 05:21:00 2012-06-19

بقلم: حمودي مصطفى جمال الدين

تصريحات السادة المسئولين عن ألخطه الامنيه الخاصة بحماية زوار الإمام الكاظم, تثير السخرية والهزأ وتلعب بعواطف المواطن ومشاعره وكيانه, فالسيد الناطق الرسمي لعمليات فرض القانون,يرى ان ألخطه الامنيه قد حققت أهدافها , ويثّني عليه الناطق باسم لجنة الأمن والدفاع البرلمانية, من ان ألخطه نجحت رغم محاولات الإرهاب اليائسة, وهنا أرجو إن تضعوا خطا تحت اليائسة ,علما ان التصريحين يأتيان بعد ان خلف الإرهاب ورائه أكثر من 550 صريعا بين شهيد وجريح من المغدورين أو الهائمين على محبة آل البيت وقدسيتهم والسائرين على طريقهم, تقاسمت هذه الدماء التي أريقت على مسرح الجريمة النكراء 18 انفجارا بسيارات مفخخة و18 بعبوات ناسفه في اليوم 13 من حزيران الجاري وعلى مساحة امتدت لثمان محافظات عراقيه, كانت أثقلها حصة العاصمة بغداد.ليتبعها ثلاث انفجارات في قلب الحدث والأماكن المحيطة به وذلك في يوم16 حزيران.لكن الاخوه المسئولين والمتولين امن وحماية الزائرين استهانوا بالعدد ونظروا إليه باستخفاف كون الإرهاب لم يستطع ان يحقق من الخسائر إلا هذه الكميه الضئيلة التي لو قورنت بالحشود المليونية التي طافت حول الضريح لصغرت وتوارت من إمامها .اعتقد أنهم ينطلقون من موروثهم العسكري الثري الذي خاضوا غماره لثلاثة حروب دوليه على حدود العراق الجنوبية وعلى عموم الأرض العراقية , ناهيك عن الحروب الداخلية الاهليه بقيادة قائدهم الملهم ,وكيف كانت تتخلل هذه الحروب الخطط والإستراتيجيات ووضع النسب للخسائر البشرية قبل اختراق كل هدف وبما يتناسب مع القيمة المادية والمعنوية والتعبوية لذلك الهدف المزمع احتلاله.لهذا عند خوضهم لهذه التجربة أو المعركة العسكرية في الزيارة المليونية مع الإرهاب تبين لهم في التحليل النهائي للمعركة وبالمفهوم العسكري والتعبوي فوزا ونجاحا باعتمادهم طرقهم الحسابية والحربية المغروسة في أذهانهم في عمليات النسبة والتناسب .السادة المسئولين والآمنين يتجنبون تسمية الأمور والإحداث بمسمياتها الصريحة والواضحة فثلاث أيام متواصلات من العبوات وسيارات المفخخة تركت المئات من الشهداء والجرحى ورائها , شهدها شهر حزيران ابتداء من يوم 4 حين اقتحم الإرهاب الوقف الشيعي وسط بغداد وقتل ما يناهز 20 شهيدا و116 جريحا,.وكل هذه المغخخات والتفجيرات وما تمخض عنها من مئات الشهداء والجرحى وما تركته من تدمير وخراب يأبى اخوتنا حماة الديار ان يسموها خروقات امنيه ولا ندري كيف تكون الخروقات اذن ؟؟؟ألأن الاعتقاد السائد الذي يغمر أذهانهم يبسط لهم الإحداث ويذلل من جسامتها وخسائرها,؟؟؟ لكونهم يقارنون بين معاركهم السابقة مع الإرهاب قبل سنة أو سنتين وبإعداد الهجمات وكثافتها ومقدار الخسائر البشرية التي يتركها كل هجوم .وهذا تحليل اقتبسته من تصريحاتهم واحاديثهم على وسائل الاعلام اعقاب كل عمل حاقد غادر.لكنهم يتناسون ان العراق ألان أضحى ترسانة عسكريه ضخمه بأصناف جيوشه ومغاويره وقواه الامنيه التي فاقت الملاين من رجال الدفاع والداخلية والأجهزة الامنيه والاستخباراتيه وقوى الطيران والسند والإسناد والصحوات وعسكرة المجتمع حين سمحوا لإفراده بحيازة السلاح, وما تمتلكه هذه القطعات من إمكانيات لوجستيه واليات ودروع وأسلحة متطورة قل نظيرها في محيطنا العربي.كل هذا معد لحماية أرواح الناس والحفاظ على سلمهم الأهلي والاجتماعي من الظلامين والارهابين المارقين المتعطشين لإراقة دماء العراقيين, هؤلاء هم أعداء العراق , وهذه الترسانة العسكرية التي امتلكها العراق بغية تعزيز وتقوية جبهته الداخلية والامنيه لتامين الحمايه والاطمئنان على مواطنيه وارواحهم وممتلكاتهم من مروق وغدر القتله العتاة الذين عشعشوا بين ظهرانينا كل هذه السنين , وليس دفاعا عن حدود وهجمات خارجية فالحمد لله مصانة ومحروسة حدودنا من دول الجوار بفعل العلاقات الاخويه التي تربطنا معهم فلم يتخللها إلا مغازلات نارية بسيطه لم تستطع ان تخدش عرى الصداقه وتفك أللحمه مع جيراننا !!!. لكن كل هذه الإمكانيات والقدرات العسكرية لاتتناسب مع ما يمتلكه العدو الإرهابي من إرادة وتصميم ومن مهارة وخبرة في كيفية استخدام السلاح وترويضه ليكون طيع البنان بين يديه, فضلا عن غرف عمليات ثابتة ومتنقلة وفرق استكشافيه وقواعد بيانات استخباريه دقيقه ورصينه تسهل لهم سرعة الحركة والمناورة واختيار الأهداف والمواقع التي يرتئونها ويخططوا لها مسبقا .ولنكن صرحاء مع أنفسنا وجمهورنا من ان مؤسساتنا العسكرية والامنيه اعتمدت الهشاشة والالتواء والزيف في بناء هذا الصرح الجديد في بداية تشكيلها , فلم تؤخذ التجربة والكفاءة والمهارة والخبرة في نظر الاعتبار. قدر الاهتمام والأخذ بالانحدار الطائفي والعنصري أو الانتماء الحزبي. حيث تغلغلت الأحزاب والميليشيات إلى صفوف هذه المؤسسات وذلك باستخدام أساليب تظليليه ومخاتلة ودنيئة . كالتزكية الحزبية أو الرشوة أو الدفع بمئات الدولارات لشراء الترشيح والتزكيات من المتنفذين.وكان من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الاداره الامريكيه في العراق ان سمحت لعناصر الميليشيات انتسابها للجيش بموجب القرار الذي أصدره الحاكم المدني بريم والمرقم 91 في 7/6/2003 والذي أتاح لهذه الميليشيات الطائفية والعرقية تغلغلها في قلب المؤسسة العسكرية., حيث كان من بينها عناصر وإفراد تمثل الاستخبارات والمخابرات الاجنبيه التي انحدرت منها هذه الميلشيات لكونها زرعت داخل ثنايا هذه المؤسسة وكلائها مما يشكل خطورة كبيره واختراق امني فاضح في بناء هذه المؤسسة وهيكلي وله اكبر الأثر على وجودها وحركتها التي تستوجب الكتمان والسرية .ناهيك ان قانون إدارة ألدوله للمرحلة الانتقالية أعطى الشرعية للميليشيات بالاندماج في مؤسسات ألدوله ودوائرها والذي بدوره أتاح لعناصر الميليشيات الولوج والاندساس داخل المؤسسة العسكرية والامنيه .لهذا أضحى جيشنا وقوانا الامنيه متعددة الولاءات والانتماءات للطائفه او القومية أو للحزب وبالتالي أصبح لهذه الميليشيات والإفراد غطاء تتحرك بموجبه لتفعل ما تشاء خارج سلطة ألدوله والقانون ..فضلا عن التحاق الكثير من عناصر الجيش ألصدامي ومن ذوي النوايا المبطنة التي تريد الإيقاع بالعراق ونظامه الفتي. حيث اخترقت هذه العناصر المؤسسة العسكرية دون تمحيص وتدقيق واغلبهم من البعثين والصدامين مما يشكل حالة عدم استقرار وامن داخل المؤسسة وبين صفوفها وينعكس ذلك على مهامها ودورها في مكافحة الإرهاب والجريمة حيث تسرب كل المعلومات والخطط من داخل الجيش إلى التنظيمات والعصابات ألخارجه على إرادة ألدوله من الصدامين والارهابين .وعلى ضوء ذلك يتخذوا الحيطة والحذر في تحركاتهم وتكتيكاتهم وبما يعطيهم ألقدره على السرعة والحركة ,وتغير الأماكن, وحتى السلاح المستخدم بنوعيته وكميته وطرق معالجته.حمودي جمال الدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك