المقالات

الساسة هم الازمة!!


احمد عبد الرحمن

بأستمرار يكرر الكثيرون حقيقة باتت تعد بديهية من اوضح البديهيات، التي لايشوبها اللبس ولا الغموض.. الا وهي انه مادامت الازمة السياسية في البلد قائمة ومستفحلة ولايوجد افق لحلها ومعالجتها، بل وفي ادنى التقادير حتى حلحلتها بشكل او باخر، فأن الاوضاع الامنية المتردية لايمكن اصلاحها بصورة حقيقية وجذرية.البعض يحاول ان يفصل بين المسارات السياسية والمسارات الامنية ليثبت عبثا ان ما هو سياسي لا علاقة له بما هو امني، أي بعبارة اخرى ان العمليات الارهابية التي تحصل بأستمرار وتحصد ارواح الناس الابرياء من ابناء الشعب العراقي الصابر المحتسب، ليست انعكاسا لازمات واحتقانات وظروف سياسية سيئة يسودها انعدام الثقة والمزايدات والمهاترات والسجالات العقيمة والتصلب والتشدد والتزمت.بالامس القريب شهدت العاصمة العراقية بغداد ومدن اخرى سلسلة عمليات ارهابية استهدفت زوار الامام موسى بن جعفر الكاظم وخلفت مئات الشهداء والجرحى من مختلف الاعمار، واعلن تنظيم القاعدة بكل فخر انه المسؤول عن ذلك الاجرام، وقدم حارث الضاري التهاني والتبريكات له، وعبر عن فرحه الغامر بقتل الناس الابرياء من اتباع اهل البيت عليهم السلام. بماذا تختلف العمليات الارهابية الاخيرة عن عمليات ارهابية دامية وقعت في اوقات سابقة في بغداد ومحافظات اخرى واستهدفت اسواقا ومؤسسات حكومية مدنية وعسكرية وحيث ما تواجد واحتشد الناس.وفي السابق قيل ان الجماعات الارهابية التكفيرية والصدامية تقف وراء تلك العمليات، وقيل انه تم تشكيل لجان تحقيقية للوقوف على اسباب حدوث تلك العمليات الارهابية، وقيل انه ستتم محاسبة المقصرين، وصدرت بيانات الادانة والاستنكار. وهكذا اليوم حينما نواجه نفس المشهد التراجيدي الدامي نسمع ذات المبررات والحجج والعبارات الاستهلاكية التي لاطائل منها، وكأن دماء وارواح العراقيين رخيصة جدا ولاتثير دمائهم النازفة وارواحهم المزهوقة حمية من بأيديهم زمام الامور والحل والعقد.مخطيء من ينتظر ويتوقع معالجات للاوضاع الامنية المتردية ووضع حد لذلك التداعي الخطير والاستهانة والاستخفاف بأرواح ودماء العراقيين دون ان تخرج الازمة السياسية من الحلقة المفرغة التي تدور فيها، ومن دون ان يضع السياسيون والقوى السياسية المختلفة مصالح البلد قبل وفوق مصالحهم الخاصة. مصالح البلد تعني مصالح اكثر من ثلاثين مليون مواطن، ومصالح الحزب والفئة والطائفة تعني تهديدا وتفريطا بمصالح الجميع، ودفع العراق والعراقيين الى المجهول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك