المقالات

المجلس الأعلى ومنهج الإيثار

557 12:36:00 2012-06-10

نور الحربي

لاشك أنّ المراحل الطويلة من الصراع المحموم الهادف إلى تحطيم الآخر وإقصائه بشكل نهائي والتي عشنا تفاصيلها على مدى العامين الماضيين والتي كان طرفاها العراقية ودولة القانون لم تنتج شيئاً سوى التعقيد، كما ان دخول رئيس إقليم كردستان والسيد مقتدى الصدر وآخرون على خط الأزمة جعل منها عقدة مستحكمة تصعب المهمة على أطراف الحل والمنادون به بنوايا صادقة وهم قلة ان يواصلوا جهودهم لتحقيق, على أن الشرط الأساس الذي نضعه هنا هو الالتزام بالدستور وبالتوافقات التي لا تتقاطع معه كما ان تنازل الأطراف السياسيّة لبعضها يمثل المدخل لحل الأزمة السياسية ويضع حداً لها بعد أنّ أخذت مأخذها، لقد بين السيّد الحكيم والرئيس طالباني موقفهما من مسألة سحب الثقة عن الحكومة بصراحة متناهية وهو موقف يشكران عليه رغم ان طالباني كان أكثر حذراً في تعاطيه مع أطرافها فيما كان الحكيم واضحاً وشفافاً حيث عبر مراراً وتكراراً ان المجلس الأعلى يبغي الحل وينشده وهو جزء منه وإستراتيجيته ومواقفه خلال الفترة المنصرمة والحالية سارت بهذا الاتجاه دون أنّ ينساق خطوة واحدة خلف المطبلين لاستمرار الأزمة من هنا فإن التاريخ سيكتب هذا الموقف وسيخلده وسيحفظ لأصحابه حقهم وينصفهم حيث منعوا الأمور من أن تنزلق باتجاهات أخرى، وللمتتبع لابُدَّ أنّ نؤشر سلسلة المواقف والقرارات الحاسمة التي تحمل المجلس ورئيسه سماحة السيّد عمّار الحكيم من اجلها ما تحمل بدءاً من خلافات تشكيل الحكومة التي اتهم فيها بمحاولات شق الصف والوقوف مع العراقية ضد أبناء جلدته وهذا كلام المتاجرين، بينما الموقف الحقيقي كان الهدف منه حقن دماء العراقيين والحفاظ على وحدتهم ووقف حالة الانقسام التي عاشها الشارع، واليوم وبنفس العقلية المتزنة يقف المجلس وبصراحة بوجه عملية سحب الثقة لأنه يرى أنها لن تحقق شيئاً للعراقيين فهو اليوم يقف بشجاعة ويدعو لبدء الحوار الجاد وتفعيل الاتفاقات وضرورة عقد اجتماع مكاشفة ينتهي بحل معقول ومنصف لكلّ الأطراف، فالمجلس لم يكن خصماً لأحد في إطار الطائفة والمشروع والعمل السياسي بقدر ما كان عامل توازن واستقرار للبلاد بفعل متبنياته الوطنية وحرصه الدائم على المكتسبات ومصالح الوطن والمواطن وسيسجل التأريخ وبأحرف من نور له هذه الوقفات كما سيسجل بشرف لكل من يتنازل ويضحي لتحقيق مصلحة هذا الشعب المظلوم, ان منهج تقديم التنازلات لتحقيق المصلحة العليا للبلاد والعباد الذي يؤكد عليه المجلس لا يعتبر تراجعاً أو مساومة فعلى السياسي والجهة السياسية ان تفهم انها معنية بتحقيق مصلحة الشعب بشكل عام وجمهورها الذي منحها الثقة بشكل خاص وقد تستوجب بعض الحالات ان تكون التنازلات المصلحية او الحزبية والفئوية وسيلة لتحقيق ما هو أسمى، وقد ضرب لنا عزيز العراق رضوان الله عليه أروع مثال في هذا الإطار حيث تنازل مع أخوانه في تيار شهيد المحراب عن أكثر من استحقاق لأجل ان تسير السفينة باتجاه أهدافها ولا ينشغل الشعب بتفاصيل أخرى خلال مرحلة التأسيس والبناء التي رافقت قيادته وزعامته للعملية السياسية مؤثراً الآخرين على نفسه فكان محورا يشهد له القاصي والداني وحكيما في كل خطواته التي نتحدث عنها على انها تأريخ مشرف يستحق ان نستشهد به ونقف عنده بتقدير وعلى هذا النهج نرى ان المجلس الأعلى يسير في الاتجاه الصحيح، وقد أدرك متأخراً من أراد تحويله إلى مؤسسة مجتمع مدني على (حد وصف البعض) انه المنهج الصائب الذي ينبغي أنّ يسير عليه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك