المقالات

سحب الثقة .. بعيون اليوم ، ومنظار الغد ، ودفاتر الامس


احمد عبد الستار الاسدي

لكثر ما قد نوقش هذا الموضوع واستفاض البحث حول الياته واجراءاته وكيف ومتى ومن . اضع بين ايديكم سطوري تلك وارجو ان لا اكون قد اسهبت ووفقت في الاختصار والتشخيصان سحب الثقة ليس مجرد اجراء دستوري يعمل به لتبديل زيد بعمرو . بل الموضوع اكبر واخطر مما يتصور ساسة اربيل والنجف ويتوقف مدى اهميته خطورته ثلاث ابعادـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالبعد الاول : الاني (كسيناريو)ويتركز على الاجراءات المرحلية المرافقة لهذا القرار ومنذ ساعة نفاذه . اذ ان الحكومة وبمجرد عد الاصوات اللازمة تكون قد تحولت الى حكومة تصريف اعمال وبكل السلبيات والمعرقلات التي ترافق هذه الصيغة القانونية . فتتوقف العجلة الادارية وتشل كل مفاصل الدولة . وتوقف تقديم ذلك (النزير) من الخدمات للمواطنين -ان وجد-الخبر الاكثر حزنا وايلاما ان طول او قصر هذه المرحلة يتمد على تقديم مرشح للبرلمان والتصويت لصالحه من الكتل السياسية (بصيغتها الجديدة) لان خطوة سحب الثقة بالتأكيد ستعيد تشكيل صيغ التحالفات السياسية على محاور المصلحة الحزبية . وذلك ما قد تطول مدته لفترة تتراوح من ستة اشهر الى سنة . تراعى فيها ظروف الانتخابات لمجالس المحافظات . واعادة توزيع القوى عموديا على خط التاثير والنفوذ .بعد مضي عام من الشد والجذب ومحاولة الدخول في تحالفات وكتل نيابية . قد تكون الكتل النيابية قد تشبعت من التراشقات الاعلامية والمهاترات التفلزيونية . وقد تكون قد توصلت الى تسمية مرشحها لرئاسة الحكومة . فان كان المرشح الجديد من المحظوظين فانه سيتسلم ادارة الحكومة لستة اشهر ـوبكل هزلية ذلك السيناريو- سيسجل اسمه ضمن لوحة الشرف ويمضي . وان كنت اقرء في عدم جدية وحرص ما يجعلني ارى بان المالكي سيبقى رئيسا لحكومة تصريف الاعمال حتى الانتخابات البرلمانية بعد عام ونصف من الانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالبعد الثاني : المستقبليكل رئيس مجلس وزراء سيأتي بعد المالكي فلحيته رهينة التوازنات السياسية ومعرض دائما للابتزاز والمساومات . وبالتالي فان ذلك يقوض كل اساسات الدولة وبنائها . وهذا مشروع اضعاف لاركان الدولة بشكل عام . فترى الوزارات والمديريات والهيئات المستقلة كلها مبنية على تلك المعادلة . معادلة توازن المصالحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالبعد الثالث : قراءة في التاريخبمجرد استراق النظر على اي كتاب يشرح تاريخ العراق او الدولة العراقية ترى ان سنة الانقلابات واسقاط الحكومات اصبحت في بعض الاحيان وكانها (موظة) فتاتي وزارة على اعقاب اخرى وارثة كل عوامل الفشل فبعد السُنة المشؤومة التي سنها عبد الكريم قاسم في تاريخ العراق (سُنة الانقلاب عسكريا على الحكم وابادة رموزه) وما تلاها من انقلابات عسكرية على الحكومات القائمة عرقلت تقدم البلد وهدت اركان استقراره واستنزفت قدراته اقتصاديا وسياسيا وحتى بشريا . بعد تلك السنُة الي سنت سنشهد حكومة كل عام او ربما ومن الممكن ان نشاهد حكومتين في العام لا واحدة (كما في ايام العهد الملكي) . اذ ان سحب الثقة سيتحول الى سنة او اجراء روتيني يتعمده البعض كسلاح ضد المنافس . وهذا يهدد استقرارية مفاصل الحياة السياسية . بعد ان كادت مفردة اسقاط الحكومة قد غابت ولفترة ليست بالقليلة عن ادبيات العمل السياسي . هل من المصلحة ان نحييها اليوم من جديد ؟؟ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبذلك يتضح خطورة الموقف واهمية ترجيح عامل العقل على عامل المصلحة . مذكرا اياهم ان عامل خلافهم مع المالكي هو بعض المناصب الرسمية والهيئات المستقلة للبعض . وخلافات حول عوائد النفط لدى البعض الاخر . والا لو كان سحب الثقة على اساس المصلحة الوطنية فالمالكي هو رئيس مجلس الوزراء وليس رئيس الوزراء . ومن الاجدر محاسبة وزرائهم والذين رشحتهم كتلهم ((لبناء الوطن ومصلحة ابناءه !!)) .

واخيرا اختم مقالي هذا بتساؤل .. هل سيسحب امراء الحرب وزرائهم ونشهد سيناريو استقالات جماعية لان تلك الحكومة دون مستوى الطموح ؟؟ هذا ما ستجيب عنه الايام القليلة المقبلة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك