المقالات

إما المرجعية أو الحكيم.. وإما بايدن او الإنزلاق

597 13:59:00 2012-06-05

بقلم: عمار آل عيسى

يوشك العظم ان يُكسر, وكثير مما يُخشى اصبح على مرمى العصى, فما يقترب من الانفجار في العراق اليوم ليس مشكلة سياسية تقليدية, انها ازمة حادة تخاطر بكثير مما بُني بشق الانفس على مدى اربعين سنة . فـ " العراق الجديد " ليس وليد 2003, انما وليد عقد الستينات التي اعقبت إلباس السلطة في العراق البزة العسكرية, فاصبحت مزيجاً من لون واحد, لقومية واحدة, لمذهب واحد, وربما لعشيرة او قرية واحدة, واستمرت دائرة الاستئثار بالسلطة ضيقاً, حتى طرد الاصهار منها. سمة السلطة تلك - التي لا يمتاز بها العراق وحده, وان تنوع اثنياً اكثر من جيرانه – افرزت موقفاً سياسياً متحدياً تمثل بالوقوف الشيعي الكردي بوجه السلطة, ليؤسس لمستقبل عراقي مرتقب, مرغمٌ على احترام التنوع العراقي, فكان عام 2003 هو المخاض الذي انجب الوليد بيد قابلة امريكية ليس الا . ان ما يعيشه العراق اليوم مشابه من جانب لتلك المرحلة, ويقارب – من جانب آخر – الارباك الحكومي ابّان العهد الملكي, الذي تمثل بتشكيل اكثر من 50 حكومة خلال فتره 37 سنة؛ فسحب الثقة اليوم يعني ازمة بلا حدود ولا ثوابت, فرط للتحالفات, وتحالفات جديدة آنية ركيكة ليست من النوع طويل الامد, وهي بمعركتها اليوم اذا ما انتصرت لم تحقق اغلبية مريحة, وذلك يعني مزيداً من الارباك, والواقع الاقليمي في اشد مخاض له على مدى العقود الثلاث الاخيرة, وانهيار سلطة عراقي هو اخر ما يحتاجه العراق في هذه المرحلة .اذا ما اخفقت قوى اربيل فهي تعطي رصيداً مجانياً للمالكي وحكومته التي ستبدو اكثر ثقة بالنفس مما مضى .. مما سيدفعها للامعان بكل ما انتهجته في السنوات السابقة . سياسة معسكر الحكومة ( الاستعدائية وغير الاحتوائية ) هي التي افرزت اجتماع اربيل, واجتماع اربيل يؤسس اليوم لانزلاق سياسي, لا يُنتظر انقاذه الا من ثلاث شخصيات فقط, فقوة ( الاحتواء ) لا يمتلكها في العراق الا هؤلاء.اولها مرجعية النجف الاشرف متمثلة بسماحة السيد السيستاني, الذي تلوذ الحكومة بجمهوره, وبحياديته التي لا تجعله بالمطلق مع خصومها في اقل تقدير, وان كان قد سبق مجتمعي اربيل في انتقاده الحكومة وتأشير اخطائها وغلق الباب بعنف بوجهها, والمرجعية عامل الاحتواء وصمام الامام الاساس في عراق ما بعد البعث, ولكلمتها وقعٌ خاص برغم انها نأت بنفسها عن اي دفاع او تبرير للسلطة. الثاني : هو مام جلال الطالباني رئيس الجمهورية, وقد تخلى نسبياً عن الاستمرار بنفس النهج بغض النظر عن الاسباب, وتجلى ذلك بتقديم استقالته كورقة بيد المفاوض الكردي, ولا اعتقد ان بامكانه المداراة للمالكي اكثر مما فعل, لكنه على الاقل سيكون عاملاً مساعداً مهماً لاي مشروع انقاذ . الثالث : هو السيد عمار الحكيم, وهو طرف النزاع السابق مع الحكومة, الا انه لم يكن من المتحمسين لاجتماع اربيل برغم ما نقل من الالحاح الكردي, وهو اليوم طوق النجاة الذي سارع المالكي للتشبث به بمجرد ان لم يذهب لاربيل, والحكيم في ذات الوقت يمثل مع الاكراد التحالف السياسي الاكثر تماسكاً في السياسة العراقية, وله مع العراقية صلاة ومواقف ايجابية مهمة .العراق اليوم بحق بحاجة لمشروع انقاذ فوري لضيق زمن الفرصة, فإما السيستاني او ومام جلال والحكيم, واما جو بايدن .. او الانزلاق الى هاوية تودي بالتجربة العراقية الى خطر المجهول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حمدي سلوان
2012-06-06
اذا الله يحبنا السيد الحكيم يستلم السلطات كلها وهو يوزعها بمعرفتا للاهثين وراءها وانا متاكد سيعطي الرجل المناسب المنصب المناسب كاااااااااااااااااااااافييييييييييييييييي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك